حين نرى ما يجرى في بعض الأوطان، من جوع وسقم وبلاء وفِتن وحروب؛ نحمد الله على ما رزقنا مِن نعمتَيّ الأمن والأمان. من واجبنا -نحن المسلمين- أن نُحِب ونتمنى لغيرنا ما حبانا الله مِن نِعم، وأن نمد يد العون لهم قدر المستطاع، خصوصا أن لنا إخوة عانوا الأمّرين في الشهر الفضيل، وحُرِموا أبسط حقوقهم؛ تمتعهم بمزاولة شعائر دينهم الحنيف من صوم وصلاة، فأرجو أن لا ننساهم من دعائنا أن يغير الله حالهم وأن يزيل مصابٍ أباد السعادة من حياتهم وأمات الفرحة في قلوبهم. ختمنا القرآن برضاء تام من خالقنا الذي منّ علينا بتلك النِعمة، وأقمنا ليالي رمضان؛ تلاوة وعبادة وصِلة للأحباء والأقارب، وأزِفَ الشهر الكريم بالرحيل وطفقنا نتجهز لصلاة العيد لنيل ثواب ما قدمناه طيلة شهر الرحمة. نستعد للعيد باقتناء الجديد، والفرح يغمر أفئدتنا، وزاد جماله مشاركة فرحتنا الأهل والأقارب والأحبة، لكن ما يحزنني أن احتفالنا صار مقصوراً على ذلك، فما عدنا نشارك الجيران الفرحة، وما عدنا نتزاور كما كنا في ماضينا الجميل، فالهاتف النقال أتى ليحرمنا أجر الزيارة، فاكتفينا بإرسال رسالة عِنوانها «كل عام وأنتم بخير». في صِغري كانت مجالس أهل المدينةالمنورة مفتوحة طيلة ليالي العيد، وكانت ممتلئة بالقهوة والتمر والحلوى والمأكولات الشعبية، واليوم أرى متاجر الحلوى خاوية من المشترين الذين كانوا إن لم يجدونا في المنزل، تركوا ورقة صغيرة مكتوب عليها «حضرنا ولم نجدك». أين المحبة؟!.. أين التآخي؟!.. أين الزوار؟! أيُعقل أن نصبح مِثل دول غربية لا يعرف الجار جاره؟! كلي رجاء أن لا ننسى في عيدنا إدخال الفرحة على قلوب من لا يملكون ثمن ثوب جديد سواء عامل نظافة أو ذوي الدخل المحدود. أخيراً.. إحيلكم إلى قول الشاعر المدرار أحمد شوقي: العيد هلَّل في ذُراك وكبَّراً وسعى إليك يزف تهنئة الورى وافى بعزك يا عزيز مهنئاً بدوام نعمتك العبادَ مبشِّراً نظم المنى لك كالقلادة بعدما نشر السعود حيال عرشك جوهراً