يرفرف قلب الكاتب حين يلج في عالم الكتابة، وتزداد نبضاته حين ينشر كتابه الأول فرحاً وترقباً، من إن كان يستحق لقب «كاتب» أم أنه أضاع من عمره سنوات باذلاً كل جهده لينال إعجاب قارئه. بدأت أرقب أعين القراء وهم يتنقلون بين الصفحات.. لا أعلم إن كانت كلماتي ستروق لهم أم لا؟!.. كان إحساساً متوجساً وأنا أنتظر على أحر من الجمر حكم القارئ على ما خطه قلمي.. فذلك الحبيب القارئ هو من سيبث في قلمي روح الكتابة أو سيحكم عليه بالإعدام. أن تعشق الكتابة فهذا أمر جميل، لكن أن تمتهنها ويطلق عليك مسمى «كاتب» فهذا هو الشرف الذي لا يناله كل شخص، إلا من حمل على عاتقه أمانة تبليغ الرسالة بكل صدق.. ففي عالم «فنون الكتابة» بأنواعها (مقالات، نصوص، روايات، ومعلومات)؛ أفكار يغرزها الكاتب في فكر القارئ، خصوصاً القارئين الشغوفين من أبنائنا، فيتأثرون عاطفياً وفكرياً بما يخطه الكاتب من حقيقة أو خيال. اليوم الخميس (8 ديسمبر) ومع بداية «معرض جدة الدولي للكتاب» تجدون الكتَّاب بين سعادة وخوف.. سعادة تغمرهم وهم يتنقلون بين الكتب مبتسمين ومهنئين زملاءهم لمشاركتهم في المعرض، وخوف دفين وهم يدشنون آخر إصداراتهم منتظرين، حاملين أقلامهم لتذييل كتابهم بالتوقيع والأعين تنظر لهم بإعجاب أو باستكشاف. ذلك المعرض يعد إحدى المبادرات السعودية الإستراتيجية لتوسيع إقامة معارض الكتاب بالمملكة، بوصفها نوافذ تجمع صناع الأدب والنشر والترجمة، لتوفير تجربة ثقافية متكاملة لأطياف المجتمع، خصوصاً أن ما يزيد على 600 دار نشر تشارك في المعرض، فضلاً عن البرنامج الثقافي الذي تشارك فيه هيئات ثقافية مختلفة، ومجموعة من الأدباء والمثقفين. أخيراً.. شكري وتقديري لوزارة الثقافة، ولهيئة الأدب والنشر، لما يقدمانه من مجهودات لتثقيف المواطن السعودي بالمعارض الدولية السعودية، وتسخير الإمكانيات للموهوبين بالكتابة والطباعة والنشر، والمشاركة بمعارض الكتب التي تعتبر محفلاً لكل كاتب يرى فيها أعماله تُنشر.