نحزن على أحلامنا المفقودة، وأحلامنا المتأخرة، وأحلامنا المبتورة، نتألم كثيرًا لأن شيئًا ما لم يكتمل، ولأننا أضعنا الوجهة، ولأن طريق الوصول كان شائكًا، نحصي خسائرنا ثم نبدأ في تعداد أسبابها فمنها ما كان بجهل، ومنها ما كان لعجز، ومنها ما كان لخيبة، (...)
الرواية التاريخية بجمالها، وامتدادها وعبق الزمن المشع من زواياها تجسد وسيلة قوية للتواصل مع الإنسان، ففيها يلتقي التاريخ بالأدب السردي مشكلًا لوحةً بديعة، وانعكاسًا معرفياً، وبعدًا إنسانياً عميقاً، الرواية التاريخية تعني التقاط المشاهد المنسية (...)
عندما نضخم الأشياء ونعطيها قيمة أكبر من حجمها الطبيعي ستعود علينا حتمًا بفائض احتمال، بصرف النظر عن تلك القيمة سواء إيجابية كانت أو سلبية، ففي كل الأحوال ستنعكس علينا بصورة مؤذية جدًا، وسنصبح في حالة قلق، واضطراب شعوري لأن الزيادة تسبب خللاً حقيقياً (...)
تُعد الحِرف اليدوية انعكاس جميل لثقافة وتراث أي بلد، وصورة مادية عميقة لإبداع الانسان وخياله، والاحتفاء بها سلوك إنساني وحضاري باهر وقد ظهر من خلال مبادرة (عام الحِرف اليدوية) وهي مبادرة عظيمة وفريدة لأنها تُعنى بجهد ومهارة الإنسان القديم، وتهتم (...)
تروق لي فكرة نشر الأشياء الجميلة، فكرة الإشارة إلى مواضع القوة في الحياة، فكرة الحديث عن المبدعين وتصدير بطولاتهم على السطح، تبهجني فكرة الإشارة إلى مجلس ثقافي أو كتاب، أو شاعر، أو لوحة، أو حوار، أو مقالة، أو حرفة، تسعدني فكرة الاحتفاء بوصول أحدهم (...)
(المثلث الآمن) الوطن والقيادة والشعب هم الثلاثية العظيمة، والحصن المنيع الذي بدأ منذ عقود، ولم يتمكن أحد من هز أركانه، أو الوصول إلى قواعده الثابتة، فالترابط العميق لهذه الثلاثية جعل منَّا قوة عظمى، وحكاية تُروى في كل العالم، وَوِجهة للمعجبين (...)
قد نعجز جميعنا عن وصف ذلك الألم الناتج من كسر الخواطر، فالروح حين تُصاب لا تُجبر، والوجع حين يُغرس قد يمتد لسنوات، فكسر الخواطر يفوق كسر الجسد لأنه يهدم النفوس ويعطب القلوب، ويترك إصابةً مستديمة، كسر الخواطر هو الأذى الذي لا تملك له علاج، ولا أدوات (...)
تعد الرمزية من أهم الأدوات الفنية والعميقة في الرواية، حيث تساهم في التواصل مع النص بشكل أكبر وأكثر دقة، وهي لا تتصل بمفهوم محدد، بل بعدة مفاهيم، وتعتبر أحد فنون الكتابة الخفية، وهي وسيلة عبور لأفكار الكاتب وبثها إلى أعماق القراء، والرمزية غالبًا لا (...)
من المشاهد المبهجة والجاذبة التي انتشرت مؤخرًا في المجتمع المحلي هو اتجاه فئة كبيرة من أفراد المجتمع إلى إبراز الموروث الثقافي المادي وغير المادي للمملكة العربية السعودية باختلاف مناطقها، وذلك من خلال تفعيل هذا الموروث الجميل في المتاحف والمقاهي (...)
البدايات هي محاولات للتجديد والسطوع وصنع أشياء مختلفة، هي التخلص من عبء الفشل، وعطب الهزيمة، والنهوض بعد كل خيبة، البدايات هي الاستمرار رغم وجع النهايات. كل بداية لابد أن تحمل في داخلها وهجًا وحكايةً طرية،لابد أن تمتلك نَفَسًا طويلاً وعميقًا،لابد أن (...)
(الغياب) خدعة هي فكرة المسافات؛ لأن الأميال والسنوات الطويلة لن تكون عائقًا لمن يرغب في الاستمرار، ولمن يرغب في البقاء، المسافات عذر ابتدعه الغائبون، فلا أحد يذهب دون رغبة، ولا أحد يستمر دون قرار، ولا أحد يكمل الطريق مرغمًا؛ فالمسافات تقلصت بعد غزو (...)
في الحياة لا أحد يعرف ماذا يوجد خلف الكواليس، فما يبدو لنا قد يكون قشرة خارجية فقط وتحتها تكمن آلاف الحكايات، فالظاهر غالبًا لا يحكي لنا القصة، ولا يصف الأحداث، فالأسرار والعجائب تكمن في طيات الحكاية، ولكن نحن تأخذنا الصور البرَّاقة التي لا نعلم كيف (...)
نحن لا نعيش في هذا العالم بمفردنا، بل تحيط بنا فئات بشرية مختلفة، لذا نكون عُرضة للآراء وللملاحظات وللوصاية وحتى للنقد، تهاجمنا مخالب الازدواجية فنسقط بين معتقداتنا ومعتقدات من حولنا، ولكن الواعي هو الذي يرفض أن يكون خزانة لتجارب الآخرين، فما مروا (...)
الكتابة محاولة جادة لتفريغ الذهن من الأفكار السلبية وتفريغ الروح من التراكمات، لأنها تساعد على مواجهة الألم الذي يسكن النفس وتساعد على إطفاء الغضب الذي يتأجج في دواخلنا، ففي كثير من الأحيان يجد الإنسان نفسه عاجزًا عن التعبير اللفظي، وعاجزًا عن (...)
لم تكن الأحلام سوى وسيلة لاستمرار الحياة، لصنع الشغف، وللوصول إلى حياة أصيلة، قد يكون الطريق شاقًا ومجهدًا وشائكًا ولكن كل الأشياء الصعبة تتضاءل بفعل سعينا الجدي في الحياة، كل الأشياء تنمو ما لم نحرقها بالمقارنة وهي من أكبر الممارسات السامة التي (...)
يتأثر الإنسان بالحياة الاجتماعية التي يعيش داخل إطارها، ويتأثر بالأشخاص الذين يخالطهم، فالمشاعر عدوى سواءً إيجابية كانت أو سلبية، ولو لاحظنا أنفسنا بعد عدة جلسات مختلفة مع من حولنا سنجد أن المشاعر المحيطة قد تسللت إلينا وتمكنت من تغيير حالتنا (...)
حين تراقب المشهد الثقافي تجد تحوُّلاً عظيماً ومرونةً ساطعة في البيئة الثقافية، فلو تحدثنا عن النشاط الذهبي الحاصل مؤخرًا في المملكة العربية السعودية لن تسعفنا اللغة، ولن نجيد الصياغة الملائمة، وسنفقد مهارة الوصف، فنحن الآن نعيش نقلة نوعية بديعة، (...)
أيُّ عمقٍ تختزله تلك العبارة وأيُّ شعورٍ تشي به، كل ما أعرفه عنها أنها إشارةٌ إلى مخزونٍ هائل من الحنان ومساحةٌ كبيرة من الحب الذي يتدفق بطريقةٍ دافئة معلنًا عن قلوبٍ نقية، ومواسمَ خضراء، ومعطفٍ ثقيل في ليلةٍ ماطرة، فحين يقول لك أحدهم (بي عنك) أو (...)
لم يكن الورد الطائفي يومًا لفظًا عاديًا بل هو ثقافة وإرث وتاريخ، هو هوية لمدينة الفن والجمال التي ارتبط بها ارتباطًا أزليًا منذ أن عانق أرضها، وارتوى من غيثها وتشبَّع بشغف مُزارعيها، ينمو الورد الطائفي ليزيد من صبا تلك المدينة، ليحاكي قصائدها (...)
جميلة هي فكرة الخروج إلى المقاهي والمطاعم لما تحمله من بهجة وترويح عن النفس، ولما تساهم فيه من لقاءات الأصدقاء، والتعرف على مستجدات الأطعمة والمشروبات، وأيضًا إنجاز بعض الأعمال خاصة في المقاهي المهيأة لذلك، ولكن أصبحت ثقافة اللقاءات الخارجية شبهه (...)
نحن لا نختار عائلاتنا ولا أسماءنا ولا مدننا ولا حكاياتنا، حتى مستقبلنا التعليمي والوظيفي قد تحكمه درجة علمية أو مفاضلة، فنحن نعيش مسيَّرين في الكثير من تفاصيلنا اليومية والأبدية وربما الاختيار الوحيد الذي قد نمتلكه تمامًا هو الأصدقاء فهم الانتقاء (...)
زحام وشوارعٌ مغلقة وضجيجٌ يبث الحياة، كمياتٌ هائلة من البشرية تملأ الطرقات والأسواق والعيادات تأهبًا للعيد،كل شيء ينذر بتفاصيلٍ جميلة، ويشي بالبهجة، ويعلن عن الألفة والالتحام، لم يعد يُربكني هذا التكدس البشري في المحلات، بل أصبح يجعلني في حالة تأمل (...)
أتساءل عن سر ارتباطنا بالأشياء القديمة، والأماكن العتيقة، والتفاصيل المختبئة في الحكايات المهجورة! هل هو هوس الاكتناز، أم هو الهروب من الواقع، أم هي محاولة بائسة للاحتفاظ بالشعور الآمن الذي كان؟ أتساءل: لماذا تتوهج أعيننا حين نتحدث عن حكاياتنا (...)
نحن نصل إلى مرحلة (النبل الثقافي) حين نتعامل مع الثقافة على أنها رسالة جماعية تستهدف الفكر وتضيء سراديبه، حين نتعامل بنظرية (النجاح يتسع للجميع)، حين نتخلص من هوس الوصول ونتجاوز التنافسية العقيمة في الطرح؛ فلكل مبدع دائرته التي يتوهج منها، أما (...)
حين يلجأ الإنسان إلى (الرعاية الصحية المنزلية) فهذا يعني أن قدَميْه قد تخلت عنه، ويعني أن مشوار العمر قد أصبح شاقًا، و يعني أنه وصل إلى الأيام الحرجة التي فَقَد فيها بعضًا منه. مؤلمٌ جدًا أن تتقلص خطواته نحو أحلامه، وأن يضمُرَ غصنٌ أخضر في روحه، وأن (...)