تقع الاحتياجات الفسيولوجية للإنسان في المستوى الأول من (هرم ماسلو) حيث تمثل القاعدة والركيزة الأساسية التي تمنحه قدرة البقاء على قيد الحياة، فهو يحتاج الهواء والغذاء والماء والمأوى وغيرها من المتطلبات الحيوية، لذا لن يكون هناك أي اختلاف بين البشرية في هذه القاعدة لأنها أساس، أما المستوى الثاني من الهرم فهو (الأمان) الذي يبدو ركيزة أساسية لبقية الهرم، فالشعور بالأمان الجسدي والنفسي والاقتصادي والأسري والمجتمعي يمنح الإنسان مساحة شاسعة من الإنجاز والإبداع والتفاعل مع الحياة، لذا إشباع احتياجات الأمان ضرورة قصوى وليس ترفاً أو إضافة، لأن الشعور بالخوف يسبب ربكة نفسية وصحية واجتماعية، بل إنه يُفقد الإنسان مهاراته في التواصل مع نفسه ومع الآخرين، لذا كان الأمان مطلباً أساسياً من أصل البشرية، وذكر في القرآن الكريم حين قال الله تعالى: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) فبعد الاحتياج الفسيولوجي ذُكر الأمان، وهذه دلالة عظيمة على أهميته في تكوين احتياجات النفس البشرية، حين أتأمل أحوال الشعوب، أجد أننا نملك نعمة عظيمة ونملك أهم احتياج نفسي في هذا البلد الطاهر، فالأمان لم يكن دخيلاً علينا ولم يكن مطلباً أو احتياجاً، لأننا حتمًا نعيشه ولله الحمد في ظل حكومة عظيمة، فنحن قد ننسى أبوابنا مفتوحة، وقد نترك حقائبنا في الأماكن العامة، وقد نجد الهواتف والأشياء الشخصية على المقاعد، نحن لا نخاف من الحروب، ولا من الجرائم، ولا من فقدان احتياجاتنا الفسيولوجية، لأن هذا ما منحته لنا السعودية منذ وجودنا على أرضها، فقد وفرت لنا بيئة صحية آمنة، أما بقية أفرع الأمان فهي جهود شخصية نوفرها نحن كأفراد ومجتمع، نتعاون لنكمل هرم ماسلو، لنحقق احتياجات الحب والانتماء والتقدير، لنخلق حكايات ناجحة ونصنع أفراداً أسوياء.