في مساحة من الفن والجمال والإبداع وعلى أرض التاريخ والحضارات تفردت (الرواية) بفضائها الرحب في (مهرجان الدرعية للرواية)، المهرجان الاستثنائي الذي احتضن هذا الفن السردي الباذخ بالإبداع والحكمة والخيال، فمن عبق الهُوية وملامح الدرعية العظيمة، كانت الرواية تتسيد الموقف، لتخبرنا بتوالي الإبداعات للنهضة الثقافية في المملكة العربية السعودية، كانت الكتب تشع بين الأرفف وكل منها يحمل حكاياتٍ موازية للروح البشرية، وكانت الأصوات تتعالى بالأحاديث الأدبية الواعية، وكانت سعادتي كبيرة جدًا لأجل هذا التفرد بالرواية، ولمعانقتها أرض الثقافة والحضارة والأمجاد، فالرواية تعد من أقرب الفنون السردية للإنسان، حيث إن أحداثها ومواقفها وتفاصيلها تجعلنا نعيش مشاعر مختلفة، ونتعرف على قضايا متعددة، ونرى العالم من خلال مخيلة شخص آخر، بل إن الرواية قد تتمكن من تغيير قناعات وتفكير الإنسان فهي فن سردي بارع في إثارة ذهن وعاطفة وشعور القارئ، وذلك لاتساع مجالاتها وعدم تقيدها بالوزن أو القافية مما أتاح للكاتب مساحة واسعة للإشباع السردي أثناء الكتابة، أيضًا الرواية برعت في تسليط الضوء على وقائع ربما لا نتخيل وجودها على أرض الواقع، وأيضًا صورت تفاعل الإنسان مع بيئته، وواقعه، ورغباته، ومخاوفه، لذلك هي دائمًا تحاكي القضايا الإنسانية والتي تعتبر ركيزة أساسية في صلب الرواية، إضافةً إلى ذلك الإثراء اللغوي الذي تمنحه للقارئ، كانت التفاصيل في (مهرجان الدرعية للرواية) تفيض بالبهجة والعمق والزخم الجميل، وكان المشهد الثقافي ساحرًا بوجود الأدباء والروائيين والقُراء، وكان المكان مكتنزًا بالندوات واللقاءات والورش والأمسيات الحوارية، والتي تمثل جميعها مصادر عظيمة من التبادل المعرفي والثقافي والإنساني، حيث اجتمع عشاق المعرفة للبحث في هذا الفن السردي الاستثنائي الذي يستحق الاحتفاء والتفرد، والذي جعلنا نردد مع أهل الدرعية (شوفتك سلوى) خلاصة القول مهرجان الدرعية للرواية مهرجان بديع وفاخر يليق بالرواية ويليق بهذا الوطن العظيم.