تعيش إسبانيا أزمةً وجوديّةً حادّة، نتيجة خسارة الفيليبّين وكوبا، آخر مُستعمراتها في آسيا وأميركا اللّاتينيّة. تلي كارثتَها هذه، كارثةُ أوروبا، عندما تحين ساعة تصدُّع هَيْمَنَتِها العالَميّة. تَحدث ثورة روسيا، تُصبح الجموع وحيدة، ويُبعَث العرب.
أنخيل (...)
بالنسبة إلى كثيرين أعادت أحداث المكسيك الأخيرة التذكير بأحداث ونزاعات اجتماعية حصلت في الماضي. ف "الأرض والحرية" و"الأرض والكتب"، شعاران رفعتهما الثورة القاسية والعنيفة، المدمرة والدامية، التي حصدت مليون قتيل، واندلعت في المكسيك، ضد نظام الديكتاتور (...)
اذا قاسم الأورغواي أميركا اللاتينية المصير الواحد، فأنهكته الحروب الأهلية بعد زوال الاستعمار الاسباني، ثم دفع حرباً ثمناً لولادته التي ظلّ يعاني من خلفياتها، كما عانى من موقعه الجغرافي - السياسي بين دولتين كبيرتين تطمعان بأراضيه، فقد تفرد هذا البلد (...)
تختم الكراهية كما العنف نهاية القرن العشرين ويمثل "التطهير العرقي" حيزاً واضحاً في بانوراما العصر، فيبدو الأمر، وكأن الصراع العبثي والمميت بين الانسان والانسان، ضرورة لا غنى عنها، لتسود ايديولوجيات، ويفرض التطرف نفسه وجبروته في حياة البشرية.
هذا (...)
ان برشلونة التي تعتبر اليوم من أهم المرافىء، ومن أهم مراكز الثقل الاقتصادي في الخريطة الاسبانية، والتي اصبحت منذ عام 1983 عاصمة الحكم الذاتي لكاتالونيا، تجد رسماً أولياً لسرعة توسيعها وزيادة ازدهارها، ما بين عامي 1874 و1888، سنة أقامت معرضاً دولياً (...)
ما أن تُذكر رواية أميركا اللاتينية حتى يُذكر المنفى. أخبار الروايات وأخبار المنافي تأتينا دائماً معاً، فتطالعنا بها الأخبار كما لو أن أخبار الروايات والمنافي واحد.
فاللافت للانتباه، أن غالبية عمالقة الرواية اللاتينية - الأميركية وكبار كتابها، يعيشون (...)
في عشر روايات تحاور جوزيه سارماغو مع الآخر، وكتب في أمور الحياة المعاصرة، التي تستحق أن يقولها للآخرين، مضيئاً بكلماته ظلمة الوحدة التي يعيش فيها انسان العقود الأخيرة في القرن العشرين، والمستمرة بقوة في مطلع القرن الواحد والعشرين.
أكثر من مرة، عرَّى (...)
اميلي تيكسيدور من أبرز الاسماء في بانوراما الأدب الكتالاني. وهو محام وصحافي وكاتب وناشر، تبقى شهرته الأدبية، هي الطاغية في ملامح شخصيته، وقد ساهم بكتاباته في أهم مجلات الاطفال والشباب، ونال جوائز محلية عدة، عن انتاجه في هذا المحور والذي يشمل خمسة (...)
"غواية المستحيل"، هو الكتاب الذي يحمل الرقم تسعة وثلاثين في لائحة الانتاج الغزير للكاتب البيروفي المدهش ماريو فارغاس يوسا - مولود في عائلة من الطبقة الوسطى عام 1936 - الذي بدأ مسيرته الأدبية منذ سنة 1952، حين كتب أول أعماله التي ظلت محدودة الشهرة: (...)
منذ عام 1967، التاريخ الذي صدرت فيه رواية"مئة عام من العزلة"، والكاتب الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيز - مولود في أراكتاكا 1927 - يحتل مكاناً اول مميزاً في بانوراما الآداب العالمية. فحكاية الوحدة التي كانت تتوارثها أجيال عائلة بونديا، في العالم (...)
مملوءاً بالحزن والألم في مواجهة المسالك التي اختارها رئيس الولايات المتحدة الاميركية وحلفاؤه ليحشروا الانسانية في زوايا ضيقة، أريد ان افتح اثلاماً في طريق المستقبل".
في الرابعة والثمانين من عمره، يصرح ماريو بينيديتي مجدداً، وهو يقدم كتابه (...)
روزا مونتيرو الصحافية والكاتبة - المولودة في مدريد عام 1951 - اسم بارز في بانوراما الأدب في اسبانيا. وقد فرضت وجودها في الحياة الثقافية الاسبانية منذ عام 1977، وصارت محررة في جريدة"الباييس"أوسع الصحف انتشاراً في شبه الجزيرة الأيبيرية، ونالت بالتالي (...)
اسمه لويس ألبيرتو دي كونيكا، وهو واحد من أبرز الوجوه الشعرية في بانوراما الأدب الاسباني، وقع ما بين عامي 1791 و3002 اربعة وأربعين كتاباً، وهو ما زال في الرابعة والخمسين من عمره.
أسمر البشرة، أسود العينين، مليح الوجه، طويل القامة بما فيه الكفاية، (...)
"على رغم الصمت المبهم"،"سلام القبور"،"الطبع الكئيب"،"أيام غضب"،"ثلاثة رسوم أولية للشر"،"شفاء جلدك المر"،"لعبة نهاية العالم"،"المخيلة والسلطة"،"مختارات من أدب قصاصين مكسيكيين شباب"،"البحث عن كلينغسور"، و"نهاية الجنون". تلك هي المؤلفات الأحد عشر التي (...)
في مواسم "الصولد" يتوقف المرء وهو في طريقه الى مكان ما، أمام واجهات بعض المخازن في المدن اللبنانية التي يعيش فيها، فيلفت انتباهه اعلان عن حسومات مغرية، ليستنتج لدى قراءته ان الأمر، وبالعربي الفصيح، خدعة مفضوحة، لأن ثمن البضاعة المعروضة للتصفية، (...)
عندما بدأت أقرأ عبدالوهاب البياتي في ستينات القرن الماضي، وظللت في ما بعد أتملى بكلماته وأتوغل في عالمه، وأدرِّس قصائده لتلامذتي، لم يخطر ببالي اني سأتعرف اليه في الثمانينات، لأصبح من الذين يستقبلهم في بيته، أو بالأحرى في مملكته التي لا يدخلها غير (...)
بعد ثلاث سنوات من الصمت، أصدر الفنان الإسباني أليخاندرو سانز ألبومه السابع "ليس الأمر ذاته" في نهاية عام 2003، فوزع على نطاق عالمي، وباع في إسبانيا وحدها مليون نسخة خلال ثلاثة اشهر، لأنه يدهش بتميزه وبعفويته، ويخالف نمط الألحان المألوفة للفنان، كما (...)
"عزيزتي لاورا، انت التي تساهمين بالكثير في الحياة الثقافية والاجتماعية في كولومبيا، تستحقين التقدير العالمي. اعتبرت هيئة المحلفين في جائزة الفاغوارا روايتك "جنون" الأفضل بين مئات الروايات. أهنئك.
آمل ان يتيح لك احساسك الاجتماعي، ومعرفتك بمشكلات (...)
"ان لعدائيتي تجاه الولايات المتحدة جذوراً عميقة في نفسي، أولاً كان أبي جندياً في فرقة فاليريانو ويلر، ويشعر بحقد عظيم لهزيمة اسبانيا على أيدي الولايات المتحدة. ثانياً، كنت ابناً غير شرعي، مما سبب لي شعوراً بالنقص، يظهر في البيئة الجماعية للعلاقة بين (...)
ينظم الشعر ليقرأ في أوساط النخبة والمثقفين، أو في أوساط القراء العاديين، لكن القصائد التي تُغنّى، تنقل الشعر قديمه وحديثه الى كل بيت تقريباً، وتسكنه في كل قلب. وفي اسبانيا توحي قصائد كبار الشعراء ألحاناً رائعة يغنيها اربعة فنانين، يسهمون في إحياء (...)
يذكرنا كارلوس رويز زافون، في روايته الخامسة "ظل الريح" بغابرييل غارثيا ماركيز، وشهرة "مئة عام من العزلة" التي جاوزت خلال سنين قليلة حدود القارة الأميركية اللاتينية الى العالم.
يثير هذا الاسباني الأربعيني - المولود في برشلونة عام 1964 - اهتمام مئات (...)
الفلامنكو فن أندلسي، نشأ في جنوب اسبانيا، ويشمل الغناء والرقص والعزف على القيثارة، وهو تراث عالمي من أنغام وخطوات راقصة، ومخزن لشعر غنائي من الطراز الأول، كما هو ثقافة وتعبير عن نمط حياة بوهيمية ومختلفة، صهرت في بوتقة تقاليد وثقافات عدة: أندلسية (...)
لعل جدران المدينة هي أنقى مرآة تعكس ملامح واقعنا، اذ تصبح في مناسبات عدة على مدار العام لوحة سوريالية في غاية القبح. اختلطت فيها وكيفما اتفق صور لوجوه عتيقة وأخرى جديدة، وكلها ملونة بالطرق الحديثة او الاكثر حداثة، مما يتنافى مع جمود الفكر البائس (...)
نال الشاعر التشيلي غونزالو روخاس - 86 عاماً - جائزة أدب اللغة الاسبانية ميغيل دي ثرفانتس، التي رشحه اليها المجمع اللغوي التشيلي، لأنه شاعر كبير، يمثل التعبير العظيم للغنائية المرتبطة بالذاكرة والطفولة، بالأسرة ومناجم الجنوب.
تعتبر هذه الجائزة التي (...)
عاشت بيروت يوم الجمعة الماضي، سهرة فنية لا تنسى، مع فرقة تشابي بينيدا القرطبية للباليه الفلامنكي، وكان خلالها التكامل بين الفنانين العشرة المميزي الحضور، وبين الجمهور، أمراً مؤثراً، وتجسد في نهاية الحفلة في التصفيق الحاد وفي الكلمة البسيطة للفنان (...)