في عام 1960، كنت عاطلا عن العمل. وكانت العروبة نفسها عاطلة عن العمل، ويا ليتها ظلت كذلك، وكنت حينذاك ضيفا على مجلة «شعر»، وأسرة التحرير كلها ضيفة على صاحبها يوسف الخال، ويوسف الخال ضيفا على شارع السادات في رأس بيروت. في هذه الأثناء حل بدر شاكر (...)
محبة الناس
لم يبق لديّ أي ملذّات. السيكارة والكأس فقط، وربما الانتظار. هناك أيضاً الأصدقاء القلّة الذين أحبّهم ويحبونني. أعترف لك بأنني مرتاح هكذا ولم يبق لديّ طموح إلى أي شيء. حتى جائزة نوبل لا أطمح إليها.
ماذا تشعر عندما ترى شِعرك مترجماً إلى (...)
أيها المارة
اخلوا الشوارع من العذارى
والنساء المحجبات...
سأخرج من بيتي عارياً
وأعود الى غابتي.
محال... محال
أن أتخيّل نفسي
الا نهراً في صحراء
أو سفينة في بحر
أو... قرداً في غابة
يقطف الثمار الفجّة
ويلقي بها على رؤوس المارة
وهو يقفز ضاحكاً مصفقاً
من (...)
* تصدر عن دار العودة في بيروت.. في أوائل الشهر المقبل المجموعة الشعرية الكاملة لمحمد الماغوط..
وقد كتبت الشاعرة سنية صالح مقدمة للمجموعة ودراسة عنها..
المجمع اللغوي بالقاهرة
* المجمع اللغوي في القاهرة أعلن عن مسابقته السنوية لهذا العام وهي بعنوان (...)
ممدوح ...
أنت تحب مصياف
وأنا أحب سلمية
وكلانا ديك الجن في مجونه،
وعطيل في غيرته
فلنصطبحهما إلى أول حانة أو مقصف
ونبثهما أشواقنا وكلامنا وهمومنا.
ولأن مدينتي لا ترتدي شيئاً تحت كرومها
فإياك أن تطرف عينك عليها
وإلا صرعتك في الحال.
* * *
لا تصدق أنني (...)
أظافري لا تخدش
أسناني لا تأكل
صوتي لا يُسمع
أحلامي لا تتحقق
دموعي لا تنهمر
أليست هذه بطالة مقنّعة؟
* * *
الكل يقلع وأنا ما زلت في المطار.
* * *
كل جراحي اعتراها القدم، وأصابها الإهمال
لم تعد دماؤها قانية
ولا آلامها مبرحة
ولا طعمها مستساغاً
ولا عمقها (...)
-1-
لم يبق من أجراس الثورة سوى الصدى
ولا من جواد الشعر سوى اللجام
ولا من طريق الحرية، سوى الحواجز الثابتة والطيارة.
لقد قضيت طفولتي وشبابي، ومسيرة الحرية والتحرير كلها، بين البنادق والرشاشات، والسلاسل، والدبابات، والمجنزرات، والدوريات المؤللّة، (...)
تنهد المثقف الغربي وقال لجليسه المثقف العربي بغمّ ومرارة:
لا تحسدونا نحن الغربيين على ما نحن فيه، فلو بدأت باحصاء القضايا التي نواجهها والمشاكل التي نعاني منها، لما انتهيت حتى الالفية الرابعة. ومن أين ابدأ، والله لا اعلم، فكلها متداخلة متشابكة مع (...)
ألقى أحدهم قصيدة
وقد اقتصرت الأضرار على الماديات
كان الفن عندنا وعلى جميع الصعد يبدأ منذ الصغر
من المدرسة
من الحضانة
من الجامعة
اما الآن فإنه يبدأ من فوق الركبة
قد يعود دخان القطار المتصاعد الى اعماق السماء
الى الفوهة التي انطلق منها
ولن تعود (...)
قال لي العاشق الولهان، وهو يثبت وردة حمراء في عروته:
تحب الربيع... هناك الخريف
الجبال... هناك الزلازل
الوديان... هناك السيول
البحر... هناك التماسيح
الصحراء... هناك ضربة الشمس
التسكع... هناك حوادث الطرق
التدخين... هناك السعال والتهاب (...)
الدجاجة تنقر
القطة تموء
الضفدع ينق
الكلب ينبح
الفأر يعضّ
وهذه الأمة، لا من فمها، ولا من كمّها، ولا من عباءتها، ولا من ملاءتها،
ولا من جبالها، ولا من سهولها،
ولا من أنهارها، ولا من صحاريها،
ولا من شوارعها، ولا من أزقتها، ولا من دهاليزها
أيتها العجوز (...)
كنا أصحاب حق، فصرنا أصحاب سوابق
***
نحن الزوايا الميتة في بناء العالم الجديد
***
حارس القصر، أهم من القصر
***
الأرض لمن يحترمها، لا لمن يملكها
***
جميع الحقوق محفوظة ويكفلها القانون
قانون الطوارئ طبعاً.
***
الالتزام أصعب من الخيانة
***
عمر الانسان (...)
"إلى جوزيف ف. ي. ج ستالين"
أيها الطاغية السيبيري الجميل
يا سيف الفقراء المكسور
أين ستارك الحديدي؟
وحواجبك المقفلة؟
واليد الممدودة تحت المطر أناء الليل وأطراف النهار
لتشرب العصافير وتعود إلى أقفاصها بالحسنى؟
وضحكتك الريفية المجلجلة المبشرة
تلف روسيا (...)
رغم حصافتي، وتعقلي، وترفعي عن الأساليب الغوغائية في التعاطي مع أي شيء، في الفكر، والحياة، اكتشفت فجأة بأنني مجرد بوق اعلامي، وتلميذ نجيب للفضائيات العربية، ولما تقوله وتروج له. اذ ما ان اسمع رأياً بمطرب او ممثل او كاتب، او نصيحة طبية، او سرقة آدبية، (...)
الشارع العربي، مثله مثل أي شارع في أية مدينة في هذا العصر، فهو خليط من التجار والموظفين والسكارى والمشردين والنشالين والعاطلين عن العمل، وحفر ومطبات ونفايات ومفاجآت. ومع ذلك يظل أجمل وأغرب شارع في العالم.
المهم: كانت البنادق ملقّمة، والحراب لامعة، (...)
أيتها النظرات الكسيحة كالبنفسج
يا بركة السنونو الزرقاء
لقد عاد الأرق القديم
يضرب صدغيّ كحطّاب جبلي.
خمسون عاماً وأنا أسير وأسير...
ولم أصل الى شيء!
هل الخطأ في الطريق،
أم في قدميّ؟
كما أبحرت أكثر وأبعد مما أبحر كولومبس
دون أن تلوح في الأفق
تباشير (...)
السكرتير: صباح الخير يا أبا نضال.
المدير: صباح الخير يا أبا صراع. أرى ملفك ضخماً لهذا اليوم؟
السكرتير: كلها مشاريع مستعجلة.
المدير: وتلبي طموحات شعبنا، وتليق بمواقفنا وقضايانا؟
السكرتير: تليق وتشرّف.
المدير: وهل ناقشتها مع اصحابها؟
السكرتير: (...)
-1-
لا أحد يشك للحظة واحدة، بأن الشغل الشاغل لمعظم زعماء وقادة المنطقة، بما فيها من كتل وأحزاب ومنظمات، وجبهات تقدمية ومركزية، وأصولية، ومحافظة، هو معالجة القضايا المزمنة والمستجدة التي تواجه بلادهم وشعوبهم، كالاستعمار والاحتلال، ومناطق النفوذ، (...)
هذا يبرّد حساءه
وذاك يتحسّس عضلاته
وآخر يفخر بنقوش سجادته
وآخر يفسّر الأحلام والرؤى لمن يريد
وآخر يشكو من حكة في ظهره
وآخر "يزرر" سرواله وهو خارج من منزله
وآخر يستفسر عن النظام العالمي الجديد.
وهذا يدوس على قدمك
وهذا يعطس في وجهك
وآخر يجلس على ركبتك (...)
- السكرتير: صباح الخير يا أبا ثائر.
- المسؤول: صباح الخير يا أبا فداء، ما عندنا من زيارات لهذا اليوم؟
- السكرتير: مبدئياً، هناك وفد من شعراء الحداثة العربية.
- المسؤول: يا فتاح يا رزاق. هل معهم مترجم؟
- السكرتير: لا أظن.
- المسؤول: وهل أحدهم، يدخن (...)
مشكلتان مزمنتان، سمّمتا حياتي ونغّصتا عليّ عمري منذ الطفولة حتى الآن.
مشكلتان تتعانقان فوق رأسي وسريري ودفاتري، كشعار الصيدليات المعروف دولياً.
فلسطين... والأحذية...
وكل الدلائل تشير إلى أن قضية فلسطين ستنتهي قريباً، وعلى كل حال اتضحت معركتي معها، (...)