- السكرتير: صباح الخير يا أبا ثائر. - المسؤول: صباح الخير يا أبا فداء، ما عندنا من زيارات لهذا اليوم؟ - السكرتير: مبدئياً، هناك وفد من شعراء الحداثة العربية. - المسؤول: يا فتاح يا رزاق. هل معهم مترجم؟ - السكرتير: لا أظن. - المسؤول: وهل أحدهم، يدخن الغليون؟ - السكرتير: كلهم. - المسؤول: وماذا يريدون؟ - السكرتير: هم أنفسهم لا يعرفون. - المسؤول: ومن ايضاً؟ - السكرتير: وفد من كتاب القصة القصيرة جداً. - المسؤول: قصيرة الى أي حد؟ - السكرتير: بحيث يكون عنوان القصة، أو اسم كاتبها أطول من القصة نفسها. - المسؤول: وماذا يريدون ايضاً؟ - السكرتير: إنهم لا يتكلمون، ولا يتخاطبون، ولا يجلسون، ويرفضون استضافتهم بأي شيء. - المسؤول: وهل جاؤوا بناء على موعد سابق؟ - السكرتير: انهم لا يعترفون بالزمن. - المسؤول: ما هذا اليوم الأغبر؟ - السكرتير: دعهم لي يا سيدي. - المسؤول: ومن هناك ايضاً؟ - السكرتير: وفد من المطربين الملتزمين. - المسؤول: وماذا يريدون؟ أن أغني لهم؟ - السكرتير: بعد تحرير الجنوب في لبنان، يمرون حالياً بضائقة وطنية وفنية ومادية، ويريدون جنوباً آخر محتلاًَ، لأي بلد عربي كان، ليتغنوا ببطولاته، ويشحذوا الهمم لصموده وتحريره واعادة إعماره. - المسؤول: ليراجعوا وزراء الدفاع العرب. ثم أين أحداث العالم القديمة والمستجدة؟ ألا توجد وفود وفعاليات أخرى تسأل عنها، عربية واقليمية ودولية؟ وتسعى لمعرفة مواقفنا المبدئية، وثوابتنا التاريخية، منها ومن غيرها؟ - السكرتير: بلى. هناك وفد هندي. - المسؤول: عظيم، قل له، انني بدأت لتوي بالصفحة الأولى من تعاليم غاندي وقصائد طاغور. - السكرتير: وهناك وفد باكستاني. - المسؤول: قل لهم ايضاً، انني فرغت لتوي من قراءة الصفحة الأخيرة من قصائد محمد إقبال، وتعاليم محمد علي جناح. - السكرتير: بشأن قضية كشمير؟ - المسؤول: كشمير أو غيرها. - السكرتير: وهناك وفد عراقي. - المسؤول: قل لهم بأنني لا استطيع أن أقابل أحداً وأنا عارٍ تماماً، لقد بعثت حتى بثيابي الشخصية الى شعبنا وأهلنا في العراق. - السكرتير: ووفد كويتي أيضاً. - المسؤول: قل لهم بأنني أعد مذكرة شديدة اللهجة حول مصير الأسرى الكويتيين، وضرورة عودتهم الى بلادهم وذويهم، وعودة العراق الى الوطن الأم، كفاه تردداً وحياءً. - السكرتير: وهناك وفد من المقاومة الاسلامية. - المسؤول: قل لهم سافرت الى طهران. - السكرتير: ووفد ايراني. - المسؤول: قل لهم سافرت الى جبل عامل. - السكرتير: وهناك وفد من لجنة التنسيق العربية العليا. - المسؤول: قل لهم انني أنسق مع دينس روس منذ اسبوع. - السكرتير: وهناك وفد من لجان حقوق الانسان. - المسؤول: قل لهم بوضوح، ان الديموقراطية، مهما كان نوعها وشكلها، فهي العلاج الوحيد الشافي من كل أمراض المنطقة، السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وحتى النفسية والعصبية كحوادث الطرق والهذيان في الشوارع. - السكرتير: وهناك وفد من وزراء الداخلية العرب. - المسؤول: قل لهم، انني أحقق مع نفسي في أحد الأقبية، وسأعترف بين لحظة وأخرى. - السكرتير: وهناك وفد رياضي. - المسؤول: قل لهم بأنني لا استقبل أحداً وأنا بالشورت. - السكرتير: ووفد موسيقي عالمي. - المسؤول: قل لهم، ان الموسيقى في دمنا، وشعبنا منذ الصغر، كل يغني على ليلاه وربما سيغني قريباً أوبرا وسوبرانو. - السكرتير: وهناك وفد طلابي. - المسؤول: قل لهم، الأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، وخاصة اذا كانت مدرسة حزبية. - السكرتير: ووفد عن يوم الطفولة العالمي. - المسؤول: قل لهم، انني مشغول بمشاهدة أحدث أفلام الرسوم المتحركة والكابتن ماجد. - السكرتير: وهناك وفد نسائي. - المسؤول: آسف، إنني في العادة الشهرية. - السكرتير: وهناك وفد سينمائي. - المسؤول: قل لهم، كل ما تشهده المنطقة هو فيلم اميركي طويل... طويل، ورغم كل هذه العروض، يبدو انه لم يغط تكاليف الانتاج، وأجور الممثلين. - السكرتير: وهناك وفد ياباني. - المسؤول: قل لهم، بأنني كنت دائماً أقول، بأن المبارزة الفردية على طريقة "الساموراي" بيننا وبين أعدائنا هي الحل الوحيد الممكن والمتبقى لنا. - السكرتير: وأخيراً هناك وفد من مجلس الكنائس العالمي. - المسؤول: قل لهم، بأنني اصطاف في دير صيدنايا، وجبل سمعان. - السكرتير: ووفد من منظمة المؤتمر الاسلامي. - المسؤول: قل لهم، بأنني سافرت لأداء مناسك العمرة. - السكرتير: وهناك وفد يهودي. - المسؤول: ألا تعرف أنني لا أعمل يوم "السبت"!