-1- الفلاحون ينتظرون المطر والعمال زيادة الأجر والطلاب سنة التخرج والموظفون سنة التقاعد * * * والعروس تنتظر الحمل والحامل تنتظر الولادة * * * والمرشحون ينتظرون نتائج الانتخابات والسياسيون نتائج المفاوضات والمدعوون نهاية المحاضرة والجيوش اوامر الهجوم، او الانسحاب * * * والأغنياء ينتظرون مواسم الاصطياف والفقراء ينتظرون الثورة والثوار ينتظرون نتائج السحب... وانا انتظر الجنون: فبعد ان صار العميل والخائن والجاسوس. واللص والمهرّب والمزوّر، واللوطي والقوّاد والعاهرة، وسماسرة الأغذية الفاسدة، والمخلّفات الكيماوية، وتجار الاعضاء البشرية، والجغرافية، والتاريخية، والقومية لا يتحدثون إلا عن الوطن وهموم المواطن والمقاومة والاحتلال وعار الاحتلال فعن ماذا نتحدث نحن الكتّاب والشعراء عن الحمى القلاعية وجنون البقر؟؟ -2- كل ما تراه، وتسمعه، وتلمسه، وتتنشقه، وتتذوقه وما تذكره، وتنتظره، وينتظرك يدعوك للرحيل، والفرار ولو بثيابك الداخلية الى أقرب سفينة او قطار: ألوان الطعام الشراب الخدمات العامة الرشاوى العلنية أصوات المطربين أصوات الباعة مخالفات المرور الأمراض المستعصية الأدوية المفقودة والمجارير المكشوفة في كل مكان * * * نتائج الانتخابات نتائج المفاوضات نتائج المباريات نتائج السحب * * * الراتب التقاعدي بدل نهاية الخدمة والهرولة وراء وسائط النقل من الصباح الى المساء * * * ثم المصلحة العامة والذوق العام والحق العام والرأي العام والصمت المطبق في كل مجلس والوحدة القاتلة في كل سرير * * * ثم المطولات الصحفية، وآراء المحلّلين والاعلام الموجه والسينما الموجهة والمسرح الموجه والقضاء الموجه والرياضة الموجهة والزواج الموجه والغش في كل سلعة والهزيمة في كل حرب! * * * ومع ذلك لن أرحل ولن أبرح مكاني قيد أنملة كما يحلم يهود الداخل والخارج وسأتشبث بالاسلاك الشائكة والحدود المكهربة ولو تفحّمت عليها!