30 ألف عقار مهدد بالهدم في القدسالمحتلة اتخذت سلطات الاحتلال في الأيام الأخيرة خطوات في غاية الخطورة من شأنها تعزيز الاستيطان الاستعماري وتفتيت الجغرافية الفلسطينية. ومن جديد، تعود سياسة هدم منازل المواطنين الفلسطينيين في مدينة القدسالمحتلة وغيرها من مناطق الضفة الغربية إلى واجهة الأحداث، ولكن بقوة دفع أكبر. وقد أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية سكان قرية النعمان (خلة النعمان) جنوب شرق القدس، بهدم جميع منازل القرية، تمهيدًا لضمها إلى حدود مدينة القدسالمحتلة. القرية تتكون من 45 منزلاً مهددة بالهدم بذريعة عدم الترخيص بعد أن اقتحم موظفون في بلدية الاحتلال في القدس القرية، وقاموا بتوزيع إخطارات الهدم. رئيس المجلس المحلي في القرية، جمال الدرعاوي، قال: إن قرارات الهدم جاءت بذريعة عدم الترخيص، علمًا بأن القرية مبنية قبل عام 1948 على مساحة 1500 دونم وبعدد سكان يصل إلى نحو 200 نسمة بمنازل مشيدة من الحجر القديم. *خلة النعمان قرية خلة النعمان تقع في الطرف الجنوبي الشرقي لمدينة القدس على بعد مئات الأمتار شمال مدينة بيت ساحور، سكنها أوائل الفلسطينيين في الثلاثينات من القرن الماضي. في عام 1967 بعد احتلال الضفة الغربية سجلت إسرائيل أهالي القرية كسكان في الضفة الغربية، ولم تصدر لهم بطاقات هوية إسرائيلية، كما هو الحال مع معظم الفلسطينيين سكان تلك المناطق في القدس ومحيطها التي ضمتها إسرائيل في ما بعد، واستمرت في التعامل معهم باعتبارهم «مقيمين غير قانونيين». وقد منعت سلطات الاحتلال سكان القرية من الوجود في الأحياء والقرى التي ضمت إلى القدس، ورفضت بلدية القدس تزويدهم بالخدمات الضرورية مثل: المياه، وشبكات الصرف الصحي وتفريغ القمامة، كما امتنعت بلدية الاحتلال عن إقامة خرائط وخطط بنى تحتية وهيكلية للقرية، الأمر الذي حال بين السكان وبين استصدار تصاريح للبناء. وقد استمر هذا الوضع في حياة سكان القرية لسنوات طويلة، وجاء بناء جدار الفصل العنصري الذي بنته دولة الاحتلال بعد انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية عام 2000) على طول الحدود الجنوبية للمدينة ليفاقم من تردي الأوضاع في هذه القرية، التي عزلها الجدار عن مدينة بيت ساحور، الأمر الذي أدى إلى عزل القرية عن باقي قرى وبلدات الضفة الغربية في مسعى لطرد وتهجير سكانها. *بلدات إضافية والمصير ذاته قرية خلة النعمان هذه الأيام لا تقف وحيدة في مواجهة مخططات الهدم والتهجير والتطهير العرقي، فإلى جانبها يتهدد أهالي بلدة سلوان نفس «المخطط الشرير»، ويشير تقرير أعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، أن سياسة هدم منازل المواطنين في مدينة القدسالمحتلة وغيرها من مناطق الضفة الغربية تعود إلى واجهة الأحداث، ولكن بقوة دفع أكبر تحت ضغط أطراف الائتلاف الحاكم في إسرائيل وخاصة حزبي «الصهيونية الدينية» برئاسة بتسلئيل سموتريتش و»عظمة يهودية» برئاسة إيتمار بن غفير، ومشاركة فعالة من أطراف متنفذة في حزب الليكود، وتحالف «لوبي أرض إسرائيل» في الكنيست الإسرائيلية، ويوضح التقرير أنه اعتصم أواخر الشهر الماضي المئات من أهالي البلدة في وقفة أمام البلدية في القدس، احتجاجًا على سياسة هدم البيوت وأوامر الإخلاء التي تنفذها سلطات الاحتلال بحق أهالي البلدة وهو اعتصام شارك فيه نشطاء من اليسار الإسرائيلي، حيث رفع المشاركون يافطات تندد بعمليات هدم المنازل وتطالب بوقفها. ويتابع التقرير: «في ذلك الاعتصام وقف عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان مراد أبو شافع يؤكد رفض الأهالي عمليات هدم المنازل، مشيرًا إلى وجود سبعة آلاف قرار هدم في سلوان. أما عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب، فأكد أن الوقفة هي بداية الاحتجاجات على سياسة البلدية تجاه هدم المنازل وعدم منح تراخيص البناء». *القدسالشرقية بلدة سلوان ليست قرية خلة النعمان، فهي بلدة كبيرة يعيش فيها نحو 59 ألف مقدسي، يحيط خطر التهجير القسري الراهن بنحو 7500 من السكان يعيشون في 6 أحياء. هؤلاء مهددون إما بهدم منازلهم بحجة البناء دون ترخيص أو بطردهم لمصلحة الجمعيات الاستيطانية الإسرائيلية. سلطات الاحتلال، حسب محافظة القدس، كانت قد نفذت 320 عملية هدم، بينها أكثر من 87 في بلدة سلوان بين أكتوبر 2023 ونوفمبر 2024، وأوضحت أن هناك أكثر من 30 ألف عقار في القدسالشرقية، مهددًا بالهدم، الأمر الذي سيؤدي إلى تشريد وإلحاق خسائر كبيرة بحياة عشرات آلاف المقدسيين. تقديرات محافظة القدس تفيد بوجود 22 ألف منزل ومنشأة في القدسالشرقية، 7 آلاف منها في بلدة سلوان تدعي البلدية، وما تسمى باللجنة اللوائية للبناء والتنظيم، أنها غير قانونية، وأن عددًا من المنازل والمنشآت جرى هدمها دون إخطار، أو دون انتظار قرار قضائي بشأن الهدم. كما بينت المحافظة أن بلدة سلوان خاصة تتعرض لاستهداف منهجي، وعلى وجه الخصوص أحياء البستان ووادي الربابة ووادي قدوم لقربها من المسجد الأقصى، وذلك لأجل تنفيذ مخططات الاحتلال لإنشاء ما يسمى ب «الحدائق التوراتية»، وما يسمى «حديقة الملك» على أنقاض المنازل، وعلى أراضي أصحاب الحي. *إخطارات الهدم نشير هنا إلى أن إخطارات الهدم، التي تخطط سلطات وبلدية الاحتلال لتنفيذها ترتفع من عام لآخر. فقبل السابع من أكتوبر عام 2023 كان هناك 25 ألفَ إخطار هدم في القدس، أما بعد ذلك التاريخ، فزاد العدد الكلي للإخطارات بنحو 7000 إخطار فأصبحت 32 ألف إخطار وذلك بعد أن تسلم ايتمار بن غفير كامل الملف. عام 2023 شهد تنفيذ عمليات هدم نحو 150 مبنى سكنيًا، 70 منها كان هدمًا ذاتيًا، فيما عام 2022 شهد 143 عملية هدم مسكن، 71 حالة منها كان هدمًا ذاتيًا، وشهد عام 2021 نحو 181 عملية هدم مسكن، 97 منها كان هدمًا ذاتيًا. هذه السياسة الهدامة، يلفت التقرير، تجري في وضح النهار أمام سمع وبصر المجتمع الدولي. وإلى هذا تشير معطيات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا» التي أكدت أن سلطات الاحتلال هدمت 215 مبنى في القدسالشرقية خلال العام 2024، وقد تضرر أكثر من 40 ألف مواطن. واستنادًا إلى تلك المعطيات، فإن أعلى عمليات الهدم كانت في بلدة سلوان حيث تم هدم (41) مبنى ثم جبل المكبر (34)، الولجة (27)، العيسوية (24)، بيت حنينا (17)، الطور (11)، صورباهر (10)، رأس العامود (9)، شعفاط (9)، وادي الجوز (8)، الثوري (5)، مخيم شعفاط (4)، بين بيت صفافا (3)، الزعيم (3)، باب الساهرة (2) وبئر عونة (2)، البلدة القديمة (2)، القنبر (2) أما باقي عمليات الهدم، فتتوزع في جبع والشيخ جراح وأم طوبا. وتشير المعطيات إلى أن هذا العدد يرتفع إلى 402 إذا ما تم احتساب منطقة محافظة القدس. ويتضح أن أكثر المناطق التي شهدت عمليات هدم هي عناتا حيث تم هدم (47) مبنى وحزما (23)، جنوب عناتا «وعر البيك» (18)، صور باهر (15)، جبع «تجمع بدوي» (14)، شمال عناتا (14)، الزعيم (14)، بدو (11)، رافات (11)، النبي صموئيل (10)، قلنديا (10)، بيت عنان (7)، الجيب (2)، بيت حنينا «ضاحية البريد» (2)، الرام (1)، مخيم قلنديا (1). * الوحدات الاستيطانية الجديدة ولم تقتصر هذه السياسة الهدامة على مدينة القدس ومحيطها، بل هي امتدت على مساحة واسعة تغطي معظم مناطق الضفة الغربية في مؤشر واضح على النوايا المبيتة لمستقبل الأراضي الفلسطينية تحت الاحتلال. عشرات آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة يجري دفعها في دوائر الإدارة المدنية لتعميق الاحتلال والاستيطان وتوسيع رقعته الجغرافية، فيما تهدد إخطارات وعمليات الهدم حياة المواطنين الفلسطينيين تحت الاحتلال. وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا»، هدم جيش الاحتلال 1058 منشأة فلسطينية في المنطقة «ج» خلال 2024، منها 192 منزلاً مأهولاً. وأدت عمليات الهدم تلك إلى تهجير 860 فلسطينيًا، وتضرر نحو 38 ألفًا آخرين خلال الفترة نفسها. *سكان مخيم جنين قال المرصد «الأورومتوسطي» لحقوق الإنسان: إن «قوات الاحتلال تعيد ممارسة الإبادة الجماعية التي شهدها قطاع غزة بأشكال جديدة في الضفة الغربية». وأضاف المرصد في بيان له، أن «الاحتلال هجّر غالبية سكان مخيم جنين البالغ عددهم أكثر من 13 ألف فلسطيني، وأكثر من 11 ألفا من سكان مخيمي طولكرم ونور شمس، شمالي الضفة الغربية».. وأشار إلى أن «النهج الإبادي في الضفة لم يقتصر على التهجير القسري بل شمل التدمير والتفجير وحرق المنازل، وأن الاحتلال قتل في 19 يوما 35 فلسطينيا بينهم 5 أطفال وامرأتان وإصابة نحو 300 آخرين بجروح». بدورها كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أن «الاحتلال الإسرائيلي هجر نحو 40 ألف لاجئ فلسطيني قسرا من شمال الضفة الغربيةالمحتلة». ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدن وبلدات شمالي الضفة الغربية، مخلّفا شهداء وجرحى، واعتقالات، ونزوح قسريا، وسط تدمير واسع للممتلكات والبنية التحتية. * تدمير واسع في البنية التحتية يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، مخلفاً 25 شهيداً وعشرات الإصابات، ودماراً هائلاً في البنية التحتية والممتلكات. وقد اقتحمت آليات الاحتلال الحي الشرقي في مدينة جنين، رفقة جرافات عسكرية التي شرعت في تدمير البنية التحتية والشوارع، ومركبات المواطنين وممتلكاتهم، ونشر جنود الاحتلال قناصته في البنايات العالية وعلى أسطح المنازل. وكان مساعد محافظ جنين منصور السعدي، قال إن الاحتلال تسبب بدمار هائل في مخيم جنين وتهجير أكثر من 20 ألف مواطن قسراً. * الاستعمار الرعوي قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان: إن دولة الاحتلال الإسرائيلي شرعت في بناء مستعمرة جديدة على أراضي محافظة بيت لحم، في المنطقة الواقعة بين بلدات حوسان والخضر وتحديداً على أراضي قرية بتير، وهي المستعمرة التي أطلق عليها اسم «ناحال حيلتس». وأضاف في بيان صادر عن الهيئة، وصل «الرياض» نسخة منه، أن هذه المستعمرة جرى إقرار إقامتها رداً على موجة اعترافات دول العالم بدولة فلسطين في حزيران من العام الفائت، وأن دولة الاحتلال ولاحقاً لقرار إنشاء هذه المستعمرة اتخذت مجموعة من الخطوات أولها كان تخصيص ما مجموعه 120 دونماً لصالح المستعمرة الجديدة، ثم اتبعته بقرار طاقم الخط الأزرق الذي أخضع 600 دونماً أخرى لصالح إنشائها، لتبدأ هذه الأيام عملية البناء الفعلي فيها. وحذر شعبان، أن إقامة هذه المستعمرة يهدف إلى الإمعان في فصل محافظتي بيت لحم والقدس سعياً بالتدرج البطيء في تنفيذ مخطط القدس الكبرى الذي يهدد التواصل الجغرافي برمته بين شمال الضفة الغربيةوجنوبها. الاحتلال يهدم منزلاً في دير ابزيع قوات الاحتلال تواصل عدوانها على الضفة الإبادة تتواصل في الضفة