الهَمُّ، أعاذني الله وإياك منه، عدوٌّ للإنسان أكبر، وضيفُه الأثقل، وضيقُ صدره، وإهدارُ عمره، وفوات لحظات فرحه، وتغييبُ إبداعه، وتشتيتُ ذهنه، وما إن لازمه فهو قرينه الأسوأ، وجليسه الأردأ.
إن أصاب الإنسانَ همٌّ وملك عليه حياته، بات كل شيء في عينيه بلا (...)
تلَهَّيتُ عن الكتابة واختلائي بقلمي ومذكرتي لزمنٍ طويلٍ في المدة وفي الشوق إلى تلك اللحظات التي أتلذذُ وآنسُ بها وأفيض عما بقلبي وعقلي وأعتلي سُحب التأمل لذلك الواقع العظيم العجيب.
وأعود إلى «الشرق الحبيبة» كما بدأت معها منذ عامٍ تقريباً، فكانت قد (...)
هَات الصحائفَ يا وفاء، وهاكَ قلمي فرُبَّ له نداء، فبدل بمداده تلك الدماء، واسطُر به على صفحاتها ذاك الشقاء، ثم اعزف على إقدامِنا لحن الفناء، فما لبائسةٍ مثلي على تلك المآسي، إلا البكاء، واصدح بما في القلب، لكن، لأبواب السماء!
«يا أهل حلب، هذي (...)
حدّثني أحد الأقرباء الثقة فقال: «كنت في سكن الجامعة برفقة أصدقاء من إحدى الدول الغربية، وكنت معتاداً كلما رُحت أن أخبرهم أنني ذاهبٌ إلى المكان الفُلاني وأسألهم فيما أرادوا شيئاً ما لأجلبه لهم معي، وكنت أفعل ذلك أدباً مني وخشية أن يتحسسوا من ذهابي (...)
قال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ». فأودع الله تعالى في النفس البشرية هذه الرغبة الفطرية، (...)
خلق الله سبحانه وتعالى الكون وقدر فيه كل شيءٍ بنسب موزونةٍ ودقيقةٍ ومحكمة، وقال في محكم كتابه: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)، واستخلف الإنسان في الأرض ليعمرها فأفسد فيها واعتدى على نباتها وأزهارها ومياهها وجوها وحتى الكائنات الحية (...)
تحدثت في مقالي السابق عن الأسرة، وخصصت حديثي حولها لما نعلمه من عظم دورها في بناء الإنسان، وخطورة دورها في هدمه أيضاً، واليوم أستكمل حديثي، فرغم أن للمجتمع وللعالم تأثيراً آخر وقوياً على الإنسان ولكن الأسرة هي الراعي الأساسي التي تبذر الأصول في (...)
لم أجد في نفسي شيئاً «يربط على القلب» في أوقات عصيبة، وساعات عسيرة بعد رحمة الله سوى الرضا.
لم يكن الرضا يوماً إلا قناعةً بالحال مهما كان، يفيض عن إيمان، يتوسد القلب توسداً حقيقياً دائماً، كما أنه يقين تام بالقدر المناسب والملائم للإنسان وحده دون (...)
لا أجد متعةً فارهةً في هذه الدنيا من بين المتع التي يعدُّها الناس ويستلذون بها في أوقاتِ فراغهم، ألذ إلى نفسي وأشهى من الاختلاء إلى أريكتي واحتضان الكتاب بين يدي، خير جليس ونعم رفيق.
فإذ بي أتبحر في كل كلمة من كلماته، كأنني أتنسّمُ الزهر في بستانه، (...)
لا أعتقد أن بمقدور الكاتب الذي سخّر قلمه لنفع القرّاء وإثراءِ عقولهم وتحريك قلوبهم وإيصال رسالةٍ هادفةٍ صادقةٍ نافعة؛ أن ينسج نصاً مؤثراً متكامل البنيان يرمي بكلماته وفكره في عقول وقلوب قرّاء نصه؛ إن أجبر قلمه على الكتابة إجباراً وطوّع الأبجدية (...)
السّلام، بمعناه العظيم الذي يتجسد في تفاصيل الإسلام السمحة، والدين الوسطي الذي تميّز بهذه الميزة السامية، والتي يتخذها شعاراً وعلماً خفاقاً في سماء العالم، ومن يتبحر في تاريخ الإسلام وعظماء المسلمين الذين أبهروا العالم وأثروا في البشرية ونشروا الدين (...)
في زمننا هذا، ما أقسى الإنسان على أخيه الإنسان، وما أبجح ظنه فيه، ومعاملته وطريقته معه، يقابله ويحادثه ويعامله وجهاً بلا قلب، وجسداً بلا روح، ويقسو عليه كثيراً، ولا يتلمس غالباً موضع رضاه وغبطته ومدخل السرور إلى نفسه والإحسان إليه، سواءً كان هذا (...)
في زمننا هذا، ما أقسى الإنسان على أخيه الإنسان، وما أبجح ظنه فيه، ومعاملته وطريقته معه، يقابله ويحادثه ويعامله وجهاً بلا قلب، وجسداً بلا روح، ويقسو عليه كثيراً، ولا يتلمس غالباً موضع رضاه وغبطته ومدخل السرور إلى نفسه والإحسان إليه، سواءً كان هذا (...)
جُمِعَ أمام ناظري في ليلةٍ حالُ أغلب البشر، فقرٌ وغنى، جوعٌ ملتهبٌ وشبعٌ رغد، ووقفت حينها برهةً وقفة المتأمل المتألم، فرأيت كل معاني الإنسانية قد انهارت في ذلك المشهد، فبيت ذلك الفقير المُعدَم، مقابلٌ لبيتِ الغنيِّ المُكرَم، فبدا لي مشهدٌ ممزقٌ يصرخ (...)
بات الطلاق لفظا هينا على ألسنة كثيرٍ من الأزواج لأسبابٍ لا تليق بأناسٍ في أعمارهم، إن كانت عقولهم ترقى إلى أعمارهم، بل ولم يزعجهم هدم ذاك البيت المؤسس على عَمَدٍ صلبة، ولا تشتت هؤلاء الأطفال بينهم في يومٍ وليلة، ولو أنهم علموا كيف يتعاملون سوياً، (...)
إن كنتم تظنون أن الحضارة تتلخصُ في سياراتٍ فارهة، أو قصورٍ مُشيَّدة، أو ملابسٍ فاخرة، أو أي مظهرٍ من مظاهر الترف، فقد أخطأتم في حقها أشد الخطأ، وألبستموها لباسا غير لباسها.
أصوِّب كلماتي تلك لمن لا يبالون بإلقاء مخلفاتهم من نوافذ سياراتهم على الطرق، (...)
أيها الناس، إن أرواحنا المُمَكَّنَةُ بيدِ الله يمسكها ويرسلها وقتما شاء، لهيَ أقربُ إلى الفناءِ من البقاء، – مدّ الله في أعمارنا على طاعته -، فعلامَ التباغضُ والتجافي، والهجرُ والتعادي، والقسوةُ والكراهية، ونحن لا نعلم أنمسي كما أصبحنا أو نصبح كما (...)
باشرت سمعي كثيراً مقولة كنتُ من أشدِّ المعارضين لها، ألا وهي « البعيدُ عن العين بعيدٌ عن القلب»، وكنت –وما زلت- متيقنة أن البعيد عن القلب مفروغٌ من محبتهِ حتى وإن كان ملاصقاً للنظر ليل نهار، بل إن القريبَ حقاً هو الذي يُمسي ويصبح في قلبك، عالقاً في (...)
تحدثت في مقالي السابق عن الاختلافات العامة بين الرجل والمرأة، وسأستكمل رأيي في معاملة كل منهما للآخر. وسيكون الحديث مخصصاً للرجل والمرأة كزوجين. لعل من أبرز ما يوسع الخلاف وعدم التلاقي بين الرجل والمرأة، وعدم توطيد علاقة قوية عميقة الجذور، هو عدم (...)
لم أرَ أحداً مختلفاً في ذاته، وسجيته، وكينونته، وطبيعة خلقته، مؤتلفاً مع ضده، ائتلاف الغصن مع بتلات زهرته، وانسجام الصبح مع تغاريد الطير في رقته، كما رأيت الرجل والمرأة المؤتلفين جُملةً، المختلفين كليةً.
لقد رأيت الرجل ظاهرهُ، فرأيت صلابته، وقوته، (...)
ما أجمل أن تريَا أيها (الأب والأم) ذلك البرعم الذي ينبت في جنبات بيتكما، مبدعاً، متميزاً، متألقاً، كالشمسِ ترسل خيوط نورها في جو السماء، فيغمر أنفسكما سروراً واغتباطاً بما أحرزه من تقدم، أو ناله من وسامِ تفوقٍ، أو أنتجه من إبداعٍ، أو ابتكره من (...)
لم يكن التناقض يوماً صفةً من صفات الجمال، ولا ميزةً يمتاز بها أي شيء على الإطلاق، ولا سجيةً يُحمد عليها الإنسان، سواء كان ذلك التناقض في أقواله، أو أفعاله، أو تفكيره، أو حتى مظهره الخارجي. التناقض يشوه الصورة، ويجعلها مشتتةً، ويسلبها التناسق (...)
ها هي العطلة الصيفية قد انقضت بحلوها ومرها، وفرحها وترحها، وسعتها وضيقها، وشغلها وفراغها، وعمل كلٌّ منا فيها ما عمل، وجنى ما جنى، وأطلت علينا أيام الدراسة، بعينين مرتقبتين، وكفّين مبسوطتين، تنتظر، أترانا مقبلين أم مدبرين؟ متحمسين أم متكدرين؟ وأياً (...)