1 - ساحر تقريباً
عن نص لپ"يانيس ريتسوس"
يُدني لُهبةَ مصباح الزيت من على مَبعدة، يحرّك الكراسي
دون ان يلمسها. يغلبه التعب. إنه يخلع قبّعته
ويروّح بها نفسه. ثمّ، بحركة متباطئة
يسحبُ ثلاثاً من ورقات اللعب
من جانب أُذنه. يُذيبُ نجمةً خضراء مخفّفة (...)
الشعر في نهاية القرن العشرين: هل يصمد في وجه التحديات المعاصرة وعنفوان التكنولوجيا في عصر المعلومات؟ كيف سيواجه الألفيّة الثالثة، وما هو موقعه في عالم يتغيّر باستمرار؟ والأهم من ذلك، ما هو موقف الشعراء أنفسهم من كل هذا؟ هل المخيلة الشعرية قادرة على (...)
كان الثلج الذائب يرشح من الشرفات، والناس يهرعون في الشارع الصغير الذي يفوح دائماً برائحة السمك المقلي. بين الحين والآخر كان لقلق يسف في طيرانه لينخفض، ساحباً ساقيه الشبيهتين بالعصي تحته. الغرامافونات الصغيرة تحشرج ليل نهار وراء جدران الدكان حيث يعمل (...)
عندما أصدر تيد هيوز 1930-1998 كتابه الأخير "رسائل عيد الميلاد" في مطلع العام الحالي، لم يكن أحد يتوقع حدثاً بهذه الجسامة، له هذا الوقع المثير، وبهذه الصراحة في كشف أسرار علاقته بسيلفيا بلاث، خصوصا ان هيوز عاش سنواته الأخيرة في عزلة تكاد تكون شبه (...)
1 - صُرّة عنيدة
عن نص لپ"فاسكو بوبا"
صرّة بيضاء لا شكل لها
تطوف في السماء الصافية
*
على الدوام بكلّ قوّتها
تتطوّح من جانب الى جانب
مربوطة من وسطها بخيط أخضر
وهكذا تهيّئ خطوتها
*
بسبب صراعها الدائم
تسقط على تربة السماء غير الآبهة
وهكذا تسجّل (...)
2007) من الشعراء الذين يُولون اهتماماً كبيراً بالتنظير للشعر عموماً، أو حتى للتبشير بقصيدته، فلم ينشر في حياته كتاباً تنظيرياً في هذا المجال، على رغم عمق ثقافته متعدِّدة المصادر، ذلك أنه يرى أن «مهندسي النظرية الشعرية الأكاديميين كالفقهاء الذين (...)
ذاكرة في حدود الماء
البحر ينفي نفسه
وينتهي، بمهلْ.
ويُبْدل الموتَ بلونٍ،
مغرم الأيدي بتجويف الصباح
عاشقاً ومقفراً. (وربما
جاءت إلى مياهه الخضر فتاة
واستسلمتْ).
البحر ينتهي بمهلْ
والليل لا ينقذ من شيءٍ
ولكنّ له الثباتْ
دون انحناءٍ، حركاتُه
احتفال (...)
ذاكرة في حدود الماء
البحر ينفي نفسه
وينتهي، بمهلْ.
ويُبْدل الموتَ بلونٍ،
مغرم الأيدي بتجويف الصباح
عاشقاً ومقفراً. وربما
جاءت إلى مياهه الخضر فتاة
واستسلمتْ.
البحر ينتهي بمهلْ
والليل لا ينقذ من شيءٍ
ولكنّ له الثباتْ
دون انحناءٍ، حركاتُه
احتفال (...)
ننشر هنا في الذكرى الأولى لرحيل الشاعر العراقي سركون بولص قصائد من الجزء الثاني من أعماله الشعرية الذي يصدر قريباً عن منشورات الجمل ويضم أعماله الشعرية التي لم ينشرها في كتاب أو لم ينشرها أبدا.
علامة
جُرعةُ الماء، وما إن
نشربها، حتّى نرى العلامة
على (...)
السماء سجادة / فارسية تلفها يدٌ
غير مرئية، ساطعة النقوش، فوق
سنام الجبل القريب
*
أراهُ من نافذتي / الشرقية حوتاً من تُراب
وديانه الوردية عند الغروب تملأها الظلال حتى
يزحف الضباب من البحر
ويُخفيه في غلائله البيض.
مرة، ذهبتُ أتسلقه، وسرتُ / على (...)
المرأة الجانحة مع الريح
لو رأيتَها، تلك المرأة
الجانحة مع الريح
وفي عينيها علائمُ زوبعة قادمة
وشعرها، منذ الآن، ينتفشُ في دواماتها، لا
تترددْ
وخَبّرني، فهي قد تكون ضالتي
قد تكون من ذهبتُ أبحثُ عنها في القُرى
والأرياف البعيدة
حالماً أن أجدها في (...)
أراه هنا، أو هناك:
عينُه الزائغة في نهر
النكبات، منخراه المتجذّران في تُربة
المجازر، بطنُه التي طحنتْ قمحَ
الجنون في طواحين بابل
لعشرة آلاف عام...
أرى صورتَهُ
التي فقدت إطارها
في انفجارات التاريخ
المستعادة
تستعيد ملامحها كمرآةٍ
لتدهشنا في كلّ (...)
عدن
الأزهار أيام الآحاد
كانت تشتعلُ في الماء. السماء كانت تنزف
وموسيقى الأرغن تبرد كالخبز
في النور الحجري. في نوع من الدوار
كان يبدو انه سيدوم الى الأبد
كنت أذهب الى بستاننا ذي الشجرتين
لأجمع الفاكهة في قميصي المفتوح
كاتماً أنفاسي لأسمع أزيزَ (...)
جزيرة الأدراج
هيدرا، في اليونان
أيّة نوافذ كانت مفتوحةً
لاستقبال هواء البحر المجلوّ كمرآة آهة
آتياً من الميناء في أسفل الأدراج
حيث تنطلق السنونوات بين صواري السفن
كمشة من النقاط والفوارز، حفنةً من الحروف والكلمات
أطلقها من يده شاعر أعمى
ليُجبّر (...)
يبدو أننا دوماً
نأتي الى هذا المكان.
نغذُّ خُطانا
كأن الغد يدعو بجُمْع كفّهِ
في الأفق، وإذا بنا نأتي
الى هذه الفسحة من الصمت.
هذه الفتحة التي لا تؤدي الى
مكان.
أو بالأحرى، الى أُذْن:
طنينٌ فقط، كأنّ طيوراً شاردةً
تُحلّقُ خلالَ صوتي
وعبرَ (...)
شواهد على الحاضر
الليلُ من العُمق
بحيث لا تصلُ الصرخات
الى السّطح" الممالكُ الممزّقة
تطفو في الداخل على شكل بقايا...
صاحبُ المقتلة
يبدو كأنّه الضحيّة" الصوتُ
لا يعرفُ صداهُ، اليدُ اليمنى
تجهلُ يُسراها.
هناكَ
ما يقدرُ أن يُحيلك
الى طينةٍ أو قطعة (...)
تروي الذي تروي
وتنزوي أخيراً ها هنا
في قلب ما كنتهُ
ما أردتَ أن تكونَهُ، وصِرْتَهُ
تقولُ ما تقولُ ثم تنتهي
الأقوالُ في أصدائها، أصدائها التي
تموتُ، تنتهي
هل تنتهي؟
تروي عن البدء
لمن يُصغي
الى ما ينتهي
عن النهاية
لمن يبدأ أيّامه من أوّلها، في (...)
العَقْعَق
أبدأُ بالسير على الجسر.
آتيةً نحوي من الطرف الآخر،
امرأةٌ بللها المطر وربما
لأنها خابت في أن تشتري التفاح،/تغمغم: "سردين، سردين"
وفي الأسفل، مصغياً، عقعقٌ يتطوّح بحزنٍ
من الأسفل الى الأعلى.
انه جسرٌ طويل أسود، من فرط طولهِ/ان عبوره لن يخطر (...)
تخطو المرارةُ الى الأمام كلّما
حلّت مناسبةٌ للحزن
كمحارب مسلَّحٍ حتى الأسنان
شلَّهُ الإحباط، لكي نطالب بالشفاء.. ربّما؟
مرغمين في لحظة الإحراج
بكلّ ما فينا من قوّةِ
اليأس على...
و... في الريح
في الريح
المغرَمة بالاقتلاعِ الى أقصى حدّ
والتي ليست (...)
من رأسهِ
حتى كعبهِ فالقُ الصخرة
مزرودٌ بالكلمات
غطسةُ السابحِ
في اللُجّة
في قلب غزّولة النهر
يخرجُ شاهقاً ما وراءَ الغرق
إذا ما الدنيا
أدارت ظهرها
للقاتل والقتيل، وغطّتْ
في نومها القرية
أصعدُ الدرَج
اللولبيّّ بنعلي الخفيف
حاملاً مؤونتي / البسيطة
من (...)
يمكن القول ان ما يسمى "الحلم الاميركي"، ذلك التعبير الشائع المعروف، هو الموضوع التقليدي لأكثر الروائيين المعاصرين الكبار، امتداداً من فيتزجيرالد في "غاتسبي العظيم" الى نورمان ميلر في "الحلم الاميركي" وفيليب روث في آخر رواية له صدرت العام الما ضي (...)
أردتِ أن تدرسي
نجومك - حرّاس باحة
سجنك، طوالع الأبراج. الكواكب
تمتمت لغة سحرها البابليّة -
مثل عظْمات مشعوذ. كنت محقّةً
في خوفك من أن يعلو هدير العظام، من أن
تسمع الأذن بصفاء أكثر
ما همست به العظام
حتى وهي مبطّنة، كما هي، بالجسد الحارّ.
سوى انك لم (...)