عدن الأزهار أيام الآحاد كانت تشتعلُ في الماء. السماء كانت تنزف وموسيقى الأرغن تبرد كالخبز في النور الحجري. في نوع من الدوار كان يبدو انه سيدوم الى الأبد كنت أذهب الى بستاننا ذي الشجرتين لأجمع الفاكهة في قميصي المفتوح كاتماً أنفاسي لأسمع أزيزَ الأسافين التي تمسك بالعالم وتثبته في مكانه وستطلق سراحه ذات يوم. وفيما لو كان الوقت / شتاء أو ربيعاً، لو كان الصقيع قد وضع لمساته المخرّمة على الأسيجة أو كانت البراثن الصغيرة للأشياء الجديدة تنمو وتخترق الأرض، فأنا كنت أستجلي كل ذلك أيضاً في ذلك المكان الواقع بين أزمنة المابَيْن حيث كان شيء واحد حقيقياً على الأقل: أن هناك قرابة دم بين الموت والميلاد. غسل الأقدام أبسط أشكال الشفاء: أن نغسل الأقدام في أواخر الليل. عندما يكون النور المسمى بالسماء، غياباً عندما تنام المواصلات عندما تكون الأغنية شيئا ملموساً يحتاج الى شكله الملموس سوى أنك شديد التعب وأنت تواجه الظلام مرة أخرى وحتى مشاتل الورد والخُزامى في ساحة "ميريون"، استدارت بشجاعة منذ أمد نحو الأنفاس القاتمة القطنية التي تتأججُ فيها. عندما يكون العالم كهفاً، زنزانة، عندما تنهزم الملائكة، عُد الى هذا المحيط الهادي الصغير، الى غسل الأقدام. أسى ما من عزاء. شوارعُ المدينة مهجورة، تكتسحها الريح. شظايا الزجاج تشعُّ على دربي. محطة القطار / التي صرت تعرفها جيّداً مقفرة. الجرائد / مبعثرة على الممرات، لا قيمة لها، كالذكريات. علامة الحياة الوحيدة كيس ليس فيه سوى فأر. انك تسمعُ الصدى الموحش لوقع خطاك غير قادر على أن يجدك وترى ظلك / يلتف من حولك ينحلُّ فيك ثم يعود ليظهر وراءك، بينما الأنوار عبر الأرصفة تنتقيك واحداً / بعد واحد بعد واحد، مثل غرف أو أفكار ساطعة تتيهُ خلالها لكنك لا تفقهُ معناها. انه الليل. لتبق عيناك مفتوحتين على وسعهما. اذا استولى عليك الضعف، سينتهي الأمر، ستكون قد تعلمت لا شيء من الكابوس مرة أخرى. اذا حدث أن تعبت، او بدأت بالتيهان، اذهب ورشّ بعض الماء على وجهك، قف عند مجفف الأيدي الساهر طوال الليل اذا كان هذا ما ينبغي أن تفعلهُ في ذلك الضياء البنفسجي الجارح الذي لا أمل فيه للمدْمن أن يجد الشريان حيث سيزرق الإبرة. ترجمة سركون بولص