المرأة الجانحة مع الريح لو رأيتَها، تلك المرأة الجانحة مع الريح وفي عينيها علائمُ زوبعة قادمة وشعرها، منذ الآن، ينتفشُ في دواماتها، لا تترددْ وخَبّرني، فهي قد تكون ضالتي قد تكون من ذهبتُ أبحثُ عنها في القُرى والأرياف البعيدة حالماً أن أجدها في زقاق مقفر، ذات يوم، تحمل طفلاً بين ذراعيها أو تطلُّ من نافذة أو حتى أن أعرف أنها هي في ثمّة صوت، في ثمة أغنية على الراديو أغنية تقول أشياءَ جميلة عن الحزن أو الهجرة. * وقد لا تراها سوى في جناحي فراشة ترفرف لازقة في قار الطريق عينيها الملطختين بمكْحَلة التاريخ العابثة نهديها المثقلين بأنداء حزن أمّة وفاكهتها اليتيمة كبضعة أحجار في سلّة تعودُ بها من سوق أقفلت دكاكينها تصْفرُ في أخشابها الريح على أطراف بلدة ولدنا فيها، وحلمنا أحلامنا الصغيرة ثم هجرناها. محلولةٌ، سلفاً، كلُّ الأحاجي كلُّ الطرقات مفتوحةٌ أمامي، كلُّ الأحاجي محلولةٌ سلفاً" طرقةٌ على الباب، وينفتحُ... الليلُ، للنهار، زوجة. * ومع ذلك ففي نهر الدّم أخوضُ، ولن ألقى البوّابة أو أدخل ليلاً الى المدينة في مهْرجان من نُباح الكلاب. وما هي إلا نبضةٌ سريّةٌ في دم القصيدة تسمحُ لي بالدخول. وها هي المسألة: أيّ علقم أشربُ، أيّ ايقاع أتبعُ حتّى أتحاشى الجنون... * سوى هذه الكلبة التي تغطي بعوائها الأفق سوى هذه الذئبة المجنونة سائحة في خيالاتي قائلة للعالم أنها تعرفُ أسراري مهْما نزفتُ، أو تلفظتُ بهذا الزّبد مهْما، ومَهْما...