من رأسهِ حتى كعبهِ فالقُ الصخرة مزرودٌ بالكلمات غطسةُ السابحِ في اللُجّة في قلب غزّولة النهر يخرجُ شاهقاً ما وراءَ الغرق إذا ما الدنيا أدارت ظهرها للقاتل والقتيل، وغطّتْ في نومها القرية أصعدُ الدرَج اللولبيّّ بنعلي الخفيف حاملاً مؤونتي / البسيطة من المطبخِ في الأسفل الى الغرفة في الأعلى ركوةُ قهوة وريشتها المتقرّنةُ من البخار كمصباحِ علاء الدين وأرى على ضوء البرق بين فُجوات الدرابزين / المتعاقبة هُلاماً من شِباك العناكب يُهفهف، وهَناً، في مهبّي أبديّتهُ الهشّة تزِنُ صبرَها كما تحصي ساعةُ الرمل / حبّاتها العصبيّة على منضدة ناسكٍ معتزلٍ في جُبّهِ في لوحة / أين رأيتُها؟ في أيّ متحف، أيّ كتاب؟ جُرعةٌ من القهوة جَمرةُ السيجارة في يدي / بقُدرةِ قادرٍ / قلَمٌ كلماتٌ تتسلق أدراجَها الحجرية من الوقائع بخفوتٍ لا يُضاهى عُري الظروفِ / برقها الوامضُ تحت الجلد سكّينها: كلُّ ما يجرجرُ على الأعتاب وهو جريحٌ أنفاسَهُ الأخيرة في هذا العالمِ. في الهجرات. في عربات اللاجئين على الطرقات المقصوفة / بطائرات F16 كلُّ ما جاءني وفجأة غادرني ساتراً عينيه بخرقةٍ حمراء. وجهُ الصبيّ / الذي رأيتهُ في نشرة الأخبار بكاميرا الطيّار يهربُ ملتفتاً برعب الى الخلف في مكانٍ ما من البصرة وما من زلازلَ محلومٌ بها هذه المرّة تقوّضُ بيتاً فوق رأس عدوٍّ فالمعادلةُ واضحةٌ طعنة اليقينِ / لا يتبعها نزيفٌ… عارياً إذن فليكن أسوَدي مختلطاً بأبيضي على هذه الورقة حيثُ وقتي موقوفاً ومغلولَ اليدينِ بقيدِ حروفي / سيأتي ما عذّبني، ويؤرقني ما يريدني _ عطيّتهُ المُثلى أنا لكن جهاراً، بقوّةِ ما أريد نهاراتي التي … كانت / نهاراتي وَمْضاً، إليَّ! وليليَ هذا كونُه كونٌ: بأيّة إبرةٍ خيطت هذه الستائر. أيُّ يدٍ والصفحةُ تستسقي / أسْوَدَها ستُكمل هذا النسيج أيُّ ذكرى لأيّ نهارٍ ستصهرُ هيكلَ الليل الرصاصي بوجوهِ نساءٍ تضيءُ لي عتمتي من أيّ الخرائب / بثياب أسلافٍ تُرفرفُ باليةًً على شاطئي من أيّ بحرٍ أغرقني ووجدتُ فيه مركبي بانتظاري جدارٌ كان بيني وبيني حتى يُهَسْهسَ، أخيراً في الخارج، المطر حتى تتشكّل، دمعيّةًَ، على زجاج نافذتي القطراتُ خفقانٌ عابرٌ رفَّ عميقاً هناك. صوتٌ كلّمني عبرَ العوالم… تسلّخَ جلدٌ، وانزاحت ستارة.