1 - صُرّة عنيدة عن نص لپ"فاسكو بوبا" صرّة بيضاء لا شكل لها تطوف في السماء الصافية * على الدوام بكلّ قوّتها تتطوّح من جانب الى جانب مربوطة من وسطها بخيط أخضر وهكذا تهيّئ خطوتها * بسبب صراعها الدائم تسقط على تربة السماء غير الآبهة وهكذا تسجّل الوقت * فوقها نجمةٌ واحدة تلوذ بالصمت * تحتها نجمة اخرى تلوذ بالصمت الى يمينها شمسٌ عجوز تتفلسف الى يسارها يهذي قمرٌ فتيّ * لماذا لا تهدأ مرّة واحدة وحسب إنّ الرعد الصالح في السماء الصافية سيحلّ رباطها بالتأكيد 2 - أصداء متفسّخة عن نصّ لپ"فاسكو بوبا" كان يا ما كان كانت هناك أبديّة من الأصداء تخدم كلها صوتاً واحداً تبني له القباب * القباب انهارت فقد بُنيت بشكل أعوج وغطّاها التراب * ثمّ تركت هذه الخدمة الخطرة وتفسّخت من الجوع * حلّقت طائرة بعد أن ترمّدت لكي تجد، لكي تمزّق إرباً الفمَ الذي انطلق منه الصوت * طارت من يدري الى أيّ مدى ولم ترَ هي الحمقاء العمياء انها تطير على حافة ذلك الفم الذي تبحث عنه بالذات 3 - يدان ملتهبتان عن نص لپ"فاسكو بوبا" يدان ملتهبتان تغرقان في أغوار السماء * انهما لا تتشبّثان بالنجمة التي تطفو حولهما وترمشُ وتصلّب على نفسها * إنهما تقولان بأصابعهما شيئاً من الذي يمكنه أن يستجلي لسان الأصابع في اللهيب * تشبكان راحتيهما بوقار علامةً لقبّة سقف * هل تتحدثان عن البيت القديم الذي تركتاه بعد ان احترق او ربما ذلك الجديد الذي تفكّران ببنائه الآن 4 - تثاؤبة التثاؤبات عن نص لپ"فاسكو بوبا" كان يا ما كان كانت هناك تثاؤبة لا تحت سقف الفم لا تحت القبّعة لا في الفم ليس في أيّ شيء * كانت اكبر من كل شيء اكبر من كبرها هي * من حين لحين كان ظلامها البليد يلتمع ظلامها اليائس في يأسه هنا وهناك التماعاتٍ يخيل لك انها نجوم * كان يا ما كان كانت هناك تثاؤبة مضجرة كأيّة تثاؤبة وما زال يبدو أنها تدوم 5 - ذكرى عن نص لپ"يانيس ريتسوس" رائحة دافئة بقيت في ابطي المعطف. المعطف المتدلّي من التعليقة في الرواق كان مثل ستارةٍ مُسدَلة. كلّ ما كان يحدث الآن كان يجري في زمان آخر. الأنوار تحوّل ملامح الوجوه، مجهولةً كلّها. وإذا همّ احدهم بالدخول الى البيت رفع ذلك المعطف الفارغ ذراعيه ببطء، بمرارة ليغلق الباب ثانية، بصمت. 6 - عَصْف عن نصّ لپ"يانيس ريتسوس" قبالة النافذة، دوّارات الشمس الكبيرة. على الطريق الترابية، غبارٌ أثاره الحصان العابر. إنها ما زالت واقفة تنتظر هناك. حزينة. النور المنعكس على وجهها قد يكون آتياً من دوّار الشمس المواجه لها. وفجأة ترمي بذراعيها في الهواء، تطارد الريح تقبض على قبّعة الفارس القشيّة، تشدّها الى صدرها. تدخل البيت وتغلق النافذة.