لا يجهل الغرب وجود العرب لكن وجودهم لا يتجاوز حدود الهامش. ورغم انتشار أزمة اللاجئين لم يزل العالم العربي مجهولاً بالنسبة للغرب، وانعكست هذه النظرة التهميشية على حضور الشخصيات العربية في السينما العالمية. فقبل أن تكون صورة العربي هي صورة الإرهابي، (...)
ضعف التسويق للمسلسلات والبرامج التلفزيونية، وعدم تقديم معلومات محفزة للترويج عنها، والاكتفاء بدمج جميع العناوين في برومو تسويقي واحد، دليل على خلل في امتلاك المعرفة، وآليات التسويق، والاهتمام برغبات المتفرج. لأن العملية التسويقية جزء أساسي من (...)
يبدأ فيلم الماكينة القديمة Ex_Machina 2015 للمخرج أليكس غارلاند بأخبار فوز الشخصية الرئيسة كاليب في مسابقة، وتبدأ الفرحة، ثم نراه في طائرة مروحية ينتقل من المدينة إلى غابة خضراء شاسعة، وتتوقف الطائرة بجانب نهر، ويكمل كاليب خطواته مشياً بجانب النهر (...)
في نهاية فيلم أسد الصحراء The lion of the Desert 1981 نسمع أصوات السلاسل والقيود ثم نشاهد عمر المختار يمشي بخطوات هادئة نحو حبل المشنقة، وبعدها يصرخ القائد العسكري بحكم الإعدام، ويقول:
«بسم حكومةِ طرابلس وبِرقة. نُنفذُ هذا الحكم الذي أصدرته المحكمة (...)
أعلن فلاديمير لينين اهتمامه بفن السينما بعد نجاح الثورة البلشفية والاستيلاء على السلطة في بدايات تكوين الاتحاد السوفيتي، وقال: «من بين كل الفنون، السينما هي الفن الأهم بالنسبة لنا». ولكن ما السينما التي كان يقصدها لينين؟
عمر السينما قصير جداً مقارنة (...)
يطرح الناقد الأمريكي ريتشارد غيلمور في كتابه «ممارسة الفلسفة في السينما» بالصفحة 69، مسألة التَّغَطرُس الأمريكي، ويذكر أن الاستخدامات الأولى لمفهوم الغطرسة Hubris كانت عند الفلاسفة اليونانيين القدماء مرتبطة بالثراء المادي، وبالتحديد «عندما تصبح (...)
يصعب التعامل مع بعض الكلمات العربية مثل كلمة «الجنة» لأنها مرتبطة بسياقات دينية يجب احترامها وتقديرها وعدم تجاوزها، لأن الكلمة تصف مكان الحياة بعد الموت، والكثير من المسائل الغيبية، ولكن في السينما تأتي دلالات مفردة الجنة بعيدة كلياً عن السياقات (...)
كل المحاولات التي تقوم بها السينما لأجل إعطاء غير البشر قدرات بشرية، كالوعي، تكون محاولات بائسة، إلا في بعض الحالات النادرة إذا استخدمت بطريقة سينمائية ذكية من ناحية الشكل، و تحري الدقة العلمية من ناحية المضمون، ومن الأمثلة على ذلك فيلم جو الصغير (...)
في الكتاب السابع من «الجمهورية» يطرح أفلاطون أسطورة الكهف، ويقول لنتخيل أنَّ مجموعة من الناس مسجونة داخل كهف تحت الأرض، والأغلال تربط أجسامهم بحيث لا يستطيعون النظر نحو الخلف، ورؤية النور، فيحدقون فقط نحو الجدار الموجود أمامهم، وفي هذا الجدار (...)
نفهمُ في مجتمعاتنا الإسلامية فكرة أنَّ الحياة نوع من الاختبار، والابتلاء. أما في المجتمعات المسيحية واليهودية والملحدة لا يوجد هذا التفسير الجميل الذي يعتبر الحياة اختباراً لقوة إدراكنا بأنفسنا في هذا الوجود. وبشكل يشبه الطريقة الإسلامية كان سقراط (...)
يقول لودفيغ فيتغنشتاين: «لو تكلم الأسد، فلن نستطيع أن نفهمه». وتطرح هذه العبارة البسيطة أسئلة معقدة عن المنطق، وعن فهم معاني اللغة، وعن نظريات الإرسال والاستقبال. فحتى «لو تكلم الأسد» لن يتكلم العربية أو الإنجليزية، بل «سيتكلم اللغة الأسدية» كما (...)
يحتل السطر الأول مكانة مهمة في تاريخ الأدب الروائي، ليس لأن السطر الأول يؤسس للبناء القصصي، لكن لأنهُ الفخ الذي يقع فيه القارئ دائماً، وباستمرار، يقوده لإتمام الرواية كاملةً. ولا نستطيع فهم قيمة ذلك إلاَّ إذا حاولنا أن نتأمل بعمق معاني السطر الأول (...)
ارتبطت سيرة المخرج السينمائي ستانلي كوبريك بالكثير من الألغاز. فاسمه معروف لغير المهتمين بالسينما كاسم الرجل الذي فبركَ فيديو المشي على سطح القمر، وأنه أخطأ حين جعل العلم الأمريكي يرفرف رغم انعدام الهواء، بالتالي يتحمّل كوبريك مسؤولية الخطأ الذي (...)
أتذكر المرة الأولى التي قرأت فيها «حماري قال لي» لتوفيق الحكيم، وأتذكر إن العنوان شدني، فبدأت أقلّب صفحات الكتاب، حتى أتممت قراءة الكتاب كاملاً بعد أنّ وقعت في حبه. وللكتاب منزلة خاصة عندي سببها التجربة الممزوجة بالدهشة وجو الغرابة والمتعة التي شعرت (...)
السينما بالنسبة لصنَّاع الأفلام هي عُيُون هيتشكوك، فهو المخرج الأول، ولا أقصد بذلك أن هيتشكوك هو أول من أخرج الأفلام، لأن تشارلي تشابلن وفريتز لانغ والأخوين لومير وارنست لوبيتش وسيرغي ايزنشتاين وكل هؤلاء أخرجوا أفلامهم، واستطاعوا أن يلمسوا جوهر (...)
رؤية أمريكا من خارجها تختلف عن رؤيتها من داخلها، لأن أمريكا -بصورتها الكونية- ليست إلاَّ هيمنة ثقافية واقتصادية/ رأسمالية جبارة، فنجوم أمريكا من ممثلين ومطربين ورياضيين هم مشاهير العالم. ولا نتفاجأ أثناء زيارة قرية عشوائية صغيرة في بقعة منسيّة (...)
يُحدد برتراند راسل في كتاب تحليل العقل (ترجمة عبدالكريم ناصيف) دور الوعي، ويقول: «ثمة وقائع اعتدنا أن ندعوها «ذهنية» من بينها يمكن أن نأخذ كنموذج الاعتقاد والرغبة». ثم يوضح أن ذلك يشمل المعرفة والذكريات وحتى الأحلام هذا على مستوى العقل/الذهن، بينما (...)
تُشكِّل ظاهرة ارتباط الناس بالتكنولوجية حالة اجتماعية فريدة لم تحدث قط على مر التاريخ، ولمْ يسبق لها مثيل، وكأن شرط وجودنا في هذه الحياة مرتبط بوجودنا ككائنات رقمية داخل فضاءات افتراضية، وحتى من كان يرفض الآلات الرقمية عَرِفَ أهميتها بعد ظهور جائحة (...)
قبل سنوات، نشرت مقالة عن صورة الإرهابي (وصورة العرب بشكل عام) على الشاشات الغربية، وكان من ضمن المراجع التي استخدمتها دراسة اجتماعية أجنبية مهمة جداً حول ظاهرة «الإرهابي»، والتي تُثبت أن الذين يمارسون الإرهاب من المسلمين لا يستندون على قاعدة علمية (...)
من النادر أن تجد فيلماً سينمائياً جيداً ينتصر للدين، ويعطي لمظاهر التديّن والعبادات قيماً إيجابيةً. ولهذا تفسير تاريخي، فيتزامن ظهور السينما مع مرحلة انحِطاط الدين في أوروبا، وهي مرحلة التغيير البشري الأكبر في التاريخ المعاصر. فمع منتصف القرن التاسع (...)
ظهور الحركات المتطرفة من أبشع مظاهر تشويه الإسلام، فهي لاترتبط أبداً بالإسلام، وأهدافها تخريبية وفوضوية، ولو نتذكر؛ قبل عدة سنوات انتشرت مقاطع لأبناء يقتلون آباءهم وأمهاتهم بسبب اعتقادهم بكفرهم، وهذا يناقض نصا صريحا من سورة لقمان في الآيتين 13 و14، (...)
أؤمن أن كُتُب التدوين ومصادر الأرشفة لم تحفظ أسماء كل الأعمال السينمائية العربية الحقيقية، وربما مَحَى التاريخ بعضها وأصبحت مفقودة، لذا قررت البحث في المراجع الأجنبية لعلني أجد بعض عناوين الأفلام العربية التي تستحق العودة إليها والتعرف عليها، وخلال (...)
بسبب التطور الهائل للتقنيات الرقمية أصبحت السينما سهلة؛ كل الأدوات متوافرة، والكاميرات رخيصة، وبرامج التحرير (المونتاج) بسيطة، وبالتالي نتج عن ذلك تضاعف أعداد الأفلام بقدر لا يحصى، فالأفلام الجديدة تصدر يومياً بكل اللغات وكل الأنماط وكل الأشكال وكل (...)
قبل أن نبدأ في فحص الجوانب الأخلاقية في «دعاء الكروان»؛ يجب أنّ نفهم تعقيدات إظهار المرأة داخل أي سياق سردي، ففي عام 1975 نشرت لورا ملفي ورقة نقدية مربكة جداً بعنوان «اللذة البصرية والسرد السينمائي Visual Pleasure and Narrative Cinema»، وكانت مبنية (...)
بدايةً، قد يكون من المجدي أن نبيِّن التعارض بين نظرية لورا ملفي «التحديقة الذكورية» وبين الممارسة النسائية لصناعة الأفلام، فتقترح لورا ملفي أن أشكال التعبير السينمائية عن المرأة منحصرة في صورتها كجسد فقط وهذا يعطي الشخصيات النسائية قيمة سلبية، وذلك (...)