ضعف التسويق للمسلسلات والبرامج التلفزيونية، وعدم تقديم معلومات محفزة للترويج عنها، والاكتفاء بدمج جميع العناوين في برومو تسويقي واحد، دليل على خلل في امتلاك المعرفة، وآليات التسويق، والاهتمام برغبات المتفرج. لأن العملية التسويقية جزء أساسي من المنظومة الإنتاجية، وعلى سبيل المثال جزء من نجاح هوليوود هو نجاح في تسويق الأفلام، وتوجد نسبة من ميزانية كل فيلم خاصة للخطط التسويقية، وكلما زادت الميزانية تزيد معها الميزانية التسويقية. والإعلان الجيّد للمسلسلات يساعد على نجاحها، ويساعد الجمهور على فهمها، أما إذا كانت القناة نفسها لا تعرف مالذي سيعرض، فلا تهتم لهذه التفاصيل... هذه السنة وعلى غير العادة، نشاهد غزارة في الإنتاج لا تكفي دليلاً على النجاح، بل ربما كانت دليلاً على الوقوع في نفس الأخطاء القديمة إذ لا توجد منافسات إبداعية في رمضان، لأن المنافسة في رمضان مستحيلة، بسبب كثرة الإعلانات، وضيق الوقت، وتكدس القنوات بالمسلسلات والبرامج، بمعنى أن العمر الافتراضي لكل أعمال رمضان شهر واحد فقط، وكأن غزارة الإنتاج هي هدر لميزانيات من الممكن أن تصنع دراما أفضل. نتقبل الأخطاء الفنية من أفلام قصيرة تشارك في مهرجانات سينمائية محلية، وندعمها، أما الأخطاء الفنية التي تحدث من مسلسل تلفزيوني يعرض وقت الذروة فهذه مشكلة ولا أتحدث عن الأخطاء المقبولة مثل الإضاءة السيئة، وتصحيح الألوان الباهت، وزوايا الكاميرا غير المنطقية، ولكن أتحدث عن أشياء أساسية مثل جودة الصوت، حيث نشاهد في كثير من المسلسلات أن مستوى الصوت رديء. وبكل الأحوال، هذه الأخطاء الفنية ليست مسؤولية الممثلين بل دليل أن الشركات المنتجة والقنوات ليس لديها معايير فنية، ولا تقدر هذه الوسيلة الفنية. إذاً؛ هل سنكون أفضل بعد ثلاثين سنة؟ لو نظرنا مثلاً لتجربة فنانين أكفياء من ذوي الخبرة فإنهم لم يزلوا في نفس القوالب الكوميدية السابقة، وكأن هذا هو لب الفن الكوميدي، ونشاهد بعضهم في تعاون مشترك مع ممثلين عرب ورغم سوء أدوارهم إلَّا أن أداءهم الفني يتفوق على بعض ممثلينا. ومع مواصلة الإصرار على تقديم نمط واحد من الدراما طيلة السنوات الماضية، أصبحنا نعتقد أن هذا هو الأسلوب الوحيد الذي يجب أن تكون عليه الدراما، وأصبحنا نقع في وحل التكرار، والارتجالية، واللغة البصرية المحدودة فنشاهد نفس أماكن التصوير ولكن يتغير الكنب، ونفس البيوت، ونفس السيارات، ونفس طريقة التعبير عن الكلمات، ونفس الشخصيات، ونفس الأوجه، وكأن حال الدراما باختصار هو سيناريوهات مرتجلة نتج عنها مسلسلات لا تعكس إمكاناتنا. ** **