بدأت أمس السبت الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين إيرانوالولاياتالمتحدة الأميركية في سلطنة عُمان، على ما أفاد الإعلام الرسمي الإيراني، بعد إعلان الجانبين إحراز تقدم في الاجتماعات الأخيرة في روما. وفي وقت انعقاد المباحثات، وقع انفجار هائل في ميناء الشهيد رجائي بالقرب من مدينة بندر عباس في جنوبإيران أسفر عن مئات الجرحى ولم تُعرف أسبابه بعد. وتأتي هذه الاجتماعات، بوساطة عُمانية، عقب جولتين سابقتين من المفاوضات غير المباشرة، عُقدت الأولى في 12 أبريل في مسقط، ثم الثانية في 19 أبريل في روما. ويقود المحادثات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف فيما يقوم وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي بدور الوسيط بينهما. وتعقد مباحثات فنية على مستوى الخبراء بموازاة المحادثات رفيعة المستوى. وجددت إيران التأكيد الجمعة أن المحادثات غير مباشرة على غرار الجولتين السابقتين. وذكرت الخارجية الإيرانية في بيان أنّ المفاوضات تتم "في غرف منفصلة كما في الجولتين السابقتين، بتسهيل من المضيف العماني وحضور رئيسي الوفدين الإيراني والأميركي". وأورد التلفزيون الرسمي الإيراني أنّ المباحثات بدأت في عمان نحو الساعة 08,00 بتوقيت غرينتش، من دون أن يحدد إن كان هذا الموعد يخص الاجتماع الفني أو المباحثات بين عراقجي وويتكوف. ويُعد هذا أعلى مستوى من التواصل بين البلدين اللذين لا يقيمان علاقات دبلوماسية منذ 1980، منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بلده أحاديا في 2018 من الاتفاق النووي المُبرَم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015. ومن المقرر أن تستمر هذه الجولة من المفاوضات يوما واحدا. إلا أن وكالة إرنا الإيرانية الرسمية ذكرت أنه "مع ذلك، ونظرا لأن المفاوضات سوف تركز على القضايا الفنية والمتعلقة بالخبراء وفحص التفاصيل، فمن الممكن أنّ تُمدد إذا اقتضى الأمر". والأسبوع الفائت، أعرب عراقجي عن "تفاؤل حذر" قائلا "إذا كان مطلب الولاياتالمتحدة الوحيد هو عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، فإن هذا المطلب قابل للتحقيق"، مضيفا "إذا كانت لديهم مطالب أخرى، أو مطالب غير عملية أو غير منطقية، فسنواجه مشكلات بطبيعة الحال". والسبت، أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أنّ برامج إيران الدفاعية والصاروخية ليست مطروحة للنقاش خلال المفاوضات. وصرّح بقائي لتلفزيون بلاده الرسمي أنّ "مسألة القدرات الدفاعية والصواريخ الإيرانية غير مطروحة (على جدول الأعمال)، ولم تُطرح في المحادثات غير المباشرة مع الولاياتالمتحدة". وقالت إيرانوالولاياتالمتحدة إن جولة المفاوضات التي جرت في مقر إقامة سفير عُمان في روما أسفرت عن "تقدّم". وقالت طهران إن الاجتماع كان "جيّدا". لطالما اتهمت الدول الغربية، بما فيها الولاياتالمتحدة، إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ادعاء تنفيه طهران باستمرار مؤكّدة أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية والمدنية فقط. وخلال ولاية ترمب الأولى، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015، والذي نصّ على تخفيف العقوبات الدولية على إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وأعاد الرئيس الاميركي دونالد ترمب في في مقابلة مع مجلة تايم نُشرت الجمعة تهديده صراحة باللجوء للحل العسكري إذا فشلت المفاوضات. لكنّه أضاف أنّه "يفضل بكثير اتفاقا عن إلقاء القنابل". ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، أعاد ترمب فرض سياسة "الضغوط القصوى" المتمثلة في فرض عقوبات على إيران، مكررا بذلك استراتيجيته التي اتّبعها خلال ولايته الأولى.