تنهض النظرية شبه الرسمية الجزائرية في تفسير ما يجري، وهي التي عزّزتها كتابات بعض المثقفين الفرنسيين، على أن مشكلة العنف كامنة في المجتمع لا في السلطة.
فالعصبيات والأحقاد والديون غير المسدَّدة والأيدي التي طُلبت للزواج ولم تستجب، هي كلها مصادر عنف (...)
مع انقسام يهود الولايات المتحدة حول نتانياهو وحول السلام، يبحث رئيس حكومة اسرائيل عن قاعدة تأييد اخرى يضيفها الى معسكر انصاره من اليهود الاميركان.
مَن هي هذه القاعدة وممن تتشكّل؟ انها اليمين المسيحي الاميركي. فبعد ان كان بيل كلينتون "الشاب" نموذجَ (...)
لم تعد بريطانيا مجتمعاً بريطانياً بحتاً، ولا عادت فرنسا مجتمعاً فرنسياً قحاً. هذا خبر مُحزنّ للعنصريين من كل الأنواع، وهو لا يسرّ المتمسكين بالقديم العاجزين عن رؤية الجديد ومواكبته. إلا أنه خبر مفرح جداً لدعاة التعدد الثقافي والحضاري الذين يرون (...)
متحفان للمحرقة اليهودية، أولهما في الولايات المتحدة رفض عملياً زيارة الرئيس ياسر عرفات، والثاني في اسرائيل رحّب بها.
الأول، المنحازة إدارته الى ليكود واليمين الاسرائيلي، تصرّف بفظاظة وجلافة وعدوانية لا ضد عرفات والسلام في الشرق الأوسط فحسب، بل أيضاً (...)
نزاعان يمسكان الآن برقاب الشرق الأوسط بمعناه الجغرافي والسياسي العريض: السوري - التركي والإيراني - الأفغاني. وهما إذ يُعطفان على النزاع العربي - الإسرائيلي، يرسمان للمنطقة صورة كالحة يصعب استبعاد الحروب منها بالمطلق.
هنا لا نتحدث عن حالات مأسوية (...)
"رئيس جديد للبنان جديد"؟ رئيس جديد، نعم بالتأكيد. لبنان جديد، مسألة فيها نظر!
لنبدأ بالاطار السياسي العام مسجّلين المفارقة التالية: من حسن حظ الرئيس الجديد، ومن حسن حظنا جميعاً، ان النزاع السوري - التركي جرى تذليله، او على الأقل، نزع فتيله، قبل (...)
في العامين الماضيين ناقشت بريطانيا "فن القمامة": جواز التعاطي بجد، لا بل بتثمين، مع قص بقرة نصفين ووضعها في سائل كيماوي، او رسم لوحة من بصمات اطفال مقتولين. النقاش هذا انتقل الى فرنسا المسكونة راهناً بنقاش ثقافتها. لكن الأدب، لا الفن، هو الموضوع (...)
هوغو، دوما، بلزاك وفلوبير، كلهم تم تحويل اعمالهم الى مسلسلات هزلية مصورة، فلماذا لا يحصل الشيء نفسه لمارسيل بروست 1871-1922؟
نعم تحولت "بحثاً عن الزمن الضائع" بدورها الى مسلسل هزلي مصور صدر عن دار "ديلكور"، اذ، كما قال ستيفان هيويت الذي حوّلها ووضع (...)
في 1968 نشأت "تايم أوت" كدليل ثقافي واستهلاكي ذكي للحياة في لندن. كانت مجلة فقيرة وذاتية الصنع لا تتعدى الورقتين، تولى اصدارَها عدد من الشبان والشابات من ذوي الهوى الأوروبي والكوزموبوليتي الذين انتبهوا مبكراً، بعد صلة ما باليسار، الى الاستهلاك (...)
وول سوينكا، الحائز على جائزة نوبل في 1986، واول افريقي اسود ينال هذه الجائزة، هو أبرز منفيي بلاده نيجيريا. لقد غاب عنها أربع سنوات ليعلن مؤخراً عن توجهه اليها في رحلة من ستة ايام. خطوته جاءت، بحسب وصفه لها، من قبيل تعزيز البدايات الديموقراطية في (...)
لا يزال بعض الهنود الحمر في الولايات المتحدة يرقصون حول طوطم يُفترض أنه يرمز اليه، "احتفالاً بروحه". السكان المحليون، او الابوريجين، في استراليا، والمأوريون في أرياف نيوزيلندا، يعتبرونه "نبياً لمقاومة الاضطهاد". وخلال الحرب الأهلية في نيكاراغوا كان (...)
عن "جوناثان كايب" صدرت رواية فيليب روث الجديدة "تزوجت شيوعياً" 323 صفحة التي رأى بعض النقاد ان من الصعب حتى على من يستحسنها الا أن يراها على شيء من الترتر والانتقامية. فالروائي الأميركي الكبير قام، على ما يبدو، بتوسل الرواية لتقديم قصة واقعية من (...)
القيّمون على تركة فلاديمير نابوكوف احتكموا الى المحكمة، في الولايات المتحدة، كي يمنعوا صدور كتاب "يوميات لو" تصغير لوليتا بالانكليزية. الكتاب هذا، الذي يعيد رواية القصة من زاوية بطلتها الأم وبالطريقة التي تسردها هي، كان صدر في ايطاليا في 1995 بوصفه (...)
الشيوعيون الى حكم ايطاليا؟ شيوعيون؟ ليس تماماً. حكم ايطاليا؟ ليس تماماً أيضاً.
القصة من أولها: دائماً كان الشيوعيون في روما مختلفين. ولدوا في انشقاق عن الاشتراكيين في مؤتمر ليفورنو الشهير عام 1921، لكنهم انخرطوا في العمل البرلماني. انطونيو غرامشي، (...)
لا يزال "الطريق الثالث" يشغل مثقفي الاشتراكية الديموقراطية، او على الأقل بعضهم الذي يتحسس أن مأزقاً ما يلوح في الأفق. والحال ان هذه البيئة هي، اليوم، اكثر البيئات التي تحاول القبض على الهم العام، وبالتالي، تنتج الأفكار المسكونة بتوفير الاجابات. وفي (...)
} لا أدري كيف قرأ بلال خبيز ما سبق لي أن كتبته صفحة "الرأي" في 21 آب/ أغسطس الماضي عن رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، بحيث رد صفحة "أفكار" في 1 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري معتبراً أن تلك الأسطر كانت "مديحاً متحفظاً". ولمن يقرأ كمن يقرأ خبيز، (...)
سكان كوسوفو، ولسبب ما، مصابون بعادة غريبة تميزهم عن سائر أهل الأرض. فهم يقتلون أنفسهم ويحرقون قراهم ويهدمون بيوتهم.
هذا هو مؤدى الرسالة التي تحاول ان تبثها، وتقنعنا بها، الديبلوماسية الصربية في تفسيرها أعمال الانتهاك والقتل والتهجير التي ينفّذها (...)
بعد خمس سنوات على رحيله، أعادت روسيا ابنها رودلف نورييف الى خانة المواطنية الصالحة. فقد أعلن المدعي العام ألكسندر زفياغوينتسيف ان راقص الباليه الشهير، الذي حكم عليه بالسجن سبع سنوات بعد انشقاقه وهربه الى فرنسا في 1961، أعيد تأهيله.
نورييف كان نجم (...)
بينما تعاني الفنون في الصين من تراجع جمهورها ونقص التمويل، فنٌ واحد يعيش انبعاثاً ممزوجاً بحماسة وطنية. هكذا يُلاحظ ان بطاقات الدخول لحضور سهرات الباليه سريعاً ما تنفد، فيما يحتشد الجمهور في القاعة على نحو لم يعد مألوفاً كثيراً في الصين. وهذا لا يصح (...)
آغاثا كريستي توفيت في 1976. مع هذا فقبل أيام، وفي يوم يصادف عيد ميلادها، صدرت عن دار نشر "سان مارتن" بنيويورك رواية جديدة لها تحمل عنوان "قهوة سوداء".
ما اللغز اذن؟ الرواية بذاتها لغز من دون شك. ففي "قهوة سوداء" يتوجه المحقق الشهير بوارو الى منطقة (...)
هيلموت نيوتن التقى زوجته جون في ملبورن بأستراليا في 1947. يومها كان في بدايات عمله كمصور فوتوغرافي للأزياء. اما هي فكانت ممثلة. في 1970 بدأت جون تأخذ صوراً هي الأخرى، ثم غيرت اسمها بطلب من زوجها لتصير: أليس سبرينغز. وفيما مضى نيوتن يهز عالمي التصوير (...)
حتى وقت متأخر كانت حضارة المايا وثقافتها شيئاً من ماض مهجور. وفي الخمسينات بدأت عملية البعث التي تمثلت آنذاك بفك رموز أبجديتهم. هذه المهمة لم تتوقف مستعيدةً حياة المايا ومدنهم التي كانت مأهولة بالملوك والملكات، برجال الدين والمحاربين، بالفنانين (...)
منذ بداية التسعينات والجداريات البانورامية التي رسمها مارك شاغال في كانون الثاني يناير 1920 للمسرح اليهودي الجديد في موسكو، لا تتوقف عن السفر والترحال. انها، بحسب النقاد، سافرت في هذا العقد اكثر مما سافر اي عمل فني كبير آخر.
والجداريات هذه، مثلها (...)
عن 69 عاماً رحلت بتي كارتر مغنية الجاز الأميركية التي لم تتمتع بجماهيرية إيلا فيتزجيرالد، غير أنها عاشت صاحبة لون وأسلوب.
كانت ضئيلة الجسد، متيقّظة، ساخرة وذات ملامح جياشة بالحركة. وحين كانت تحتل خشبة ناد ليلي، كبلو نوت النيويوركي مثلاً، كانت، بحسب (...)
"الستينات" عنوان الكتاب الجديد الصادر في بريطانيا، والذي يقدر له ان يجدد اطلاق النقاش حول ذاك العقد الصاخب الذي غدا أبناؤه قادة اليوم دولةً ومجتمعاً.
مؤلف الكتاب أرثر مارويك لا يخفي اغتباطه بالستينات، حيث "لم نعرف شيئاً مثلها، ولن نعرف تكراراً لها". (...)