حتى وقت متأخر كانت حضارة المايا وثقافتها شيئاً من ماض مهجور. وفي الخمسينات بدأت عملية البعث التي تمثلت آنذاك بفك رموز أبجديتهم. هذه المهمة لم تتوقف مستعيدةً حياة المايا ومدنهم التي كانت مأهولة بالملوك والملكات، برجال الدين والمحاربين، بالفنانين والحِرفيين، كما بالاسماء والالقاب واعياد الميلاد وتواريخ الموت. المعرض الضخم المقام عن الحضارة هذه في البندقية بايطاليا، احتوى على 600 قطعة تجتمع فيها للمرة الاولى تحت سقف واحد آثار من جميع البلدان التي سادتها حضارة المايا، ومن جميع المجالات التي اسهموا فيها. فالحضارة الاكثر تقدماً التي عرفتها أميركا الجنوبية قديماً شملت أنظمتهم الكتابية، ورياضياتهم حيث اخترعوا مفهوم "الصفر" سابقين الهنود بمئات السنين، وعلم فلكهم اذ قاسوا الدورة الشمسية بخطأ يقل عن 18 ثانية، كما وضعوا مجموعة معقدة من التقاويم أحدها من 365 يوماً وهندسة عمارتهم. ففي هذه جميعاً بلغوا مستويات من التعقيد غير مسبوقة. وانتعشت الحضارة المذكورة زمناً يزيد عن الفي عام في الرقعة التي تشمل الآن جنوبالمكسيك وغواتيمالا وبيليز وهندوراس والسلفادور، اي ما مساحته 325 الف كيلومتر مربع.