عن "جوناثان كايب" صدرت رواية فيليب روث الجديدة "تزوجت شيوعياً" 323 صفحة التي رأى بعض النقاد ان من الصعب حتى على من يستحسنها الا أن يراها على شيء من الترتر والانتقامية. فالروائي الأميركي الكبير قام، على ما يبدو، بتوسل الرواية لتقديم قصة واقعية من وجهة نظره. والحال ان روث الذي غالبا ما يستعمل حياته وتاريخه الشخصي لكي يقدم روايته، غالبا ايضا ما نجح في تبهيت الفارق بين الروائي والواقعي، لينسج أعمالاً تُمتع الا أنها، قبل كل شيء آخر، تدفع الى التفكير. "تزوجت شيوعياً" هو وقائع العلاقة التي ربطته طوال عشرين عاما بكلير بلوم التي صدر لها مؤخراً كتاب تتذكر فيها تجربتهما المشتركة بعنوان "مغادرة بيت الدمى". والظاهر ان روث يرد انتقاماً في عمله الجديد هذا، مستخدماً لصديقته السابقة اسم ايف فرايم الخائنة التي وضعت في الأيام المكارثية كتاباً يفضح زوجها السابق بصفته شيوعياً. وانطلاقاً من هذه المداورة يتعامل الكتاب مع "ثقافة الخيانة" التي عرفتها أميركا الخمسينات، والتي رأى الكثيرون ان "فضيحة مونيكا لوينسكي" ونشاط كينيث ستار أعادت التذكير بها. لكن ابطال روث، الكاتب الغاضب، لا يستطيعون في معظم الاحيان ان يحيوا ويستمروا من دون الكراهية. على اية حال لم يكن صعباً على النقاد فك الألغاز التي لم يبالغ روث في تلغيزها. ففرايم، في الرواية، ممثلة يهودية، وكذلك بلوم. والزوج الثاني لفرايم كان رجلا يعمل في النشاط المالي، وكذلك كان الزوج الثاني لبلوم. وايف فرايم كانت لديها ابنة هي عازفة قيثار هارب، وابنة بلوك كانت مغنية اوبرا. أما الناقد الثقافي ل"الأبزرفر" فلم تفته الملاحظة المتعاطفة، اذ مهما بالغ روث في انتقاميته يبقى من القلة الباقية لجيل ما بعد الحرب، وهو الجيل الذي سيرتّب اختفاؤه أسئلة كبرى على الثقافة الأميركية عموماً، وعلى الرواية في صورة خاصة.