لفيلسوف التجريب الأسكتلندي الأصل ديفيد هيوم «1711–1776l» عبارةٌ مشهورة، يذكُرها مؤلِّف هذه الرواية البديعة في الفصل الذي عقده عنه، وتصلح لأن نبدأ بها هذا العرض النقدي لها: «إذا وقع بين أيدينا أي كتاب فعلينا أن نسأل أنفسنا: هل يحتوي على أي استدلال (...)
بداية من سنة (1798م /1213ه) شهدت منطقة الحجاز الكثير من التوتر السياسي والعسكري، وتعرضت لسلسلة من التقلبات الاقتصادية السلبية، فبدأت وعلى التوالي إرهاصات المجاعة والشح في الأقوات في التبلور والنمو، لعدد من الأسباب مجتمعة أو متفرقة، ففي هذا العام غزت (...)
أما اللحظة التي أقصدها في هذا العنوان، فليست هي اللحظة الهشة العابرة، التي لا تكاد تكون في الحاضر، حتى تمر بنا كالطيف الهارب، وتنسحب مسرعة لتنضم إلى ما «كان» في الماضي، وليست كذلك هي «الآن»، الذي نحسبه حسابًا رياضيًا ومكانيًا حين نقيسه ونحصيه بعقارب (...)
بصدور رسائل أنسي الحاج التي أحدثت موجة من التساؤلات، أتوقف قليلا لتَبصر الموقف، فأنا لا أستطيع أن أنكر على العشاق الكتابة عن حالاتهم الإنسانية التي تمنحهم دفعة للحياة، في بداية التسعينات لم أنظر لرسائل غسان كنفاني كما نظر الكثيرون وتشعبت آراؤهم كما (...)
على خراب الشام يغفو الطائر المنسي مقصوص الرياشْ.
بينا انا أرتاب
في علية ما مسها قصف ولا حكّت سماها الطائرات.
أمضي أريح الحب في قلبي وارعى سرب أحلامي لعلي كنت أنجو من جنون القصف أو يرتاح هذا القصف من منظومة الموتى . و علي إذ أنام الآن تصحو الشمسُ خلف (...)
تتناول رواية «بائعة الحمام.. قصة حب لم تكتمل» للكاتب سعود بن سعد، الصادرة حديثاً عن دار وجوه، موضوع الهوية الإنسانية؛ وتناقش عبر أحداث مشوقة حقيقة التوهان البشري المتمثل في ضياع العائلة والانتماء لها. كما تجوب في دواخل الأنثى التي تقف أمام المرآة (...)
في محاولة منه لإعادة دوزنة الحياة على مزاجه، وعلى شكل أحلامه التي حلم بها الطفل محمد عبده، دندن بينه وبين المسافات التي يحلم بها ليمتطيها سريعا ويرحل على الأجنحة الفضية باحثا في روح الكلمة كلما جفت بث فيها من روح وتره لتعود زاهية خضراء.
ولد محمد (...)
أقف على حافة الدرب كالخيزران، فيعبرني هواء آبق ليملأني إيقاعا يترك الخطى تتمايل من تحت قدمي، أتنفس روح الطبيعة فتنبت النساء العذاب يتكاثرن على تخوم قلبي.
إيه يا حسرة الشيخ على ماضٍ قريب كقبض السنابل في الكف
كندررة الأيل من مكمنه.
***
في الكلمات يهرب (...)
1
البلاد التي تنفسنا كل يوم
هوية أرواحنا
والرياح التي تحمل الريح وتسفو التراب على أوجاعنا
كزغرودة البدوية في مضاربها
هي في الأصل مواسمنا للغناء
والشهداء الذين يتساقطون هنا
واحدا واحدا
لتنهض الأرض باسقة
تذكرني بجذور التراب
2
على مهلك الآن
موتى
كما (...)
تحملت جهداً غير طبيعي كي أفاجئ الوشاحي وأزوره في ورشته، جلست على صالون عتيق في انتظار أن تبلغه السيدة التي استقبلتني بحضوري، أتاني صوته من الداخل وهو ينطق اسمي بقوة لكن من حنجرة مبحوحة، ثم بدأت دقات عصاه تقترب، وقفت تأهباً لاختصار المسافة ولأطلب منه (...)
أريد من البحر بحرا غريبا
لأرفعه بالسؤال أعلقه فوق حائط بيتي
وأرخي عليه دلالي
أسوس به صهوات الخيول النجيبة،
أريد من البحر أن أدونه كزجاج القصائد اتركه لرثاء المدينة، يرخي إلي دمي
ويجوح لحالي
صباح كزخ الأماني إذن أيها الماء
صباح من الماء،
صباح السكون (...)
تأثر عبد الله الشيخ ببيئة الزبير في العراق في بداية حياته، إذ ولد في مدينة الزبير والتقطت عيناه مفارقات المكان حيث إن هذه المدينة التي تحتفي بالتراث وقوافل الحجيج تركت لبذرة الإبداع أن تتمدد داخل الطفل الذي يبحث على الفن واللغة السرية التي يتقنها (...)
من مكة المكرمة، تفتح منيرة الموصلي عينيها، وتتشبع بالصحراء وبالتراب الذي يحمل الحكايا السرية، لتتعشق برائحة المكان وبسمة اللون الذي يفتتح العوالم اللا متناهية في داخل الموصلي التي ترصد شكل مدينتها وبيوتاتها المتقاربة واختلاف الألوان الذي يترك (...)
لم يستطع الفنان محمد السليم إلا الانحياز لبيئته الصحراوية، فهي إحدى المدخلات المهمة للوحاته التي يتناغم فيها الظل والضوء والغربي والشرقي ليمهر الفن السعودي ببصمة جديدة اسمها محمد السليم، فقد ولد في «مرات» التي يشاع بأنها موطن الشاعر الجاهلي امرؤ (...)
سلة البرتقال على باب حائل
لا تنطر الغرباء..
كنت لوحتني من بعيد
نسيت من الشوق كفي
معلقة في الهواء، كمنديل عاشقة
مر على الباب ناس كثار، أنا أعرف الغرباء
الذين يمرون يا ابني، وأدرك رائحة الحزن
حين تمر كسرب فراش ..
تشاكس هذا الضياء
لو علمت دروبي لكنت (...)
من أرض مكة المكرمة تخرج ريشة الفنان عبدالحليم الرضوي، فقد ولد بها في العام 1939 وجاب شوارعها كأحد الأبناء المحبين والمخلصين لمدينته التي شب على عينيها وعلى صوت أذانها ووجوه الغادين والرائحين الى تلك المدينة المباركة، اكتشف المعلمون بشكل مبكر في (...)
القصيدة تقتل روح المغني
تنشف أعضاءه حين يدق على وتر صائب في البكاء
لا صباح أراه يؤثث بيتي
كباقي الرجال الذين يطلون من صفحات الجرائد
أو يمعنون الكتابة في غرف يسيح عليها الهواء.
كلما دق قلبي بهذي البلاد فزعت
أنا من أي حرف نبت أقول لروحي؟
وأي مناسك سوف (...)
لا أستطيع الوصول إلى لغتي
وسط هذي الهيولى
هيولى تتعاظم في داخلي
وتعزف الغثيان للشوارع الحبلى باللافتات
من هنا مررت قبل يومين
أزعجت طائر حب ليس كمثله طير
كان ممتلئا بالأناقة ورائحة العاشق
ذكرني بعينيك قبل أن تطآ درجات الطائرة
أنا الآن أقف على غصن (...)
أكتب الشعر كي أستريح من فجوة الأمس
أسال رائحتي من أي فضول يخرج الورد
ومن أي تراب رحيم يفتح طفل النرجس عينيه
سأستريح قليلا على درج المدينة
أسمع ثرثرة الشبان الذين يكتبون بالسر لحبيباتهم
يرسلون رسائل خرساء
فتستعر الشبابيك
اتركيني يا حبيبة قلبي أتوزع (...)
أنا
المغني الذي لا يراه أحد
في البلاد الغريبة
أقطع خصر الشوارع
كيما تقطعني الأرصفة.
يا غريب
اتئد
قلت هذا الذي
كنت أشتم من قبل
رائحتي حين يخاتلني النرجس البلدي
ويسكبني في تراب البلد
أين أبصر وجهي وجدي
الذي كان يبذر الشعر في
طريق الحجاز لتنمو (...)
لو تهيأت يا صاحبي لو قليلا لتجربة الموت
كنت لبست بلوزا خفيفا، وغطيت ورد السياج
لتبصر عمان ناضجة مثل أي صباح، لتترك عينيك في سطح بيت
توصي به الحب أن لا يخون هواه الندي.
يا صديقي الشتائي
لو يتباطأ عنك الطريق قليلا
لكنت تحدثنا الآن عن رحلة الموت
ثم تمج (...)
بدا الطبيب يائساً من حالة أبي التي تتدهور بأسرع مما قدر لها، ثم واجهني بقنوطه بنبرة صوت عالية جعلتني أستشعر رجاءه بعدم إحضاره إلى عيادته مرة أخرى. وكان أبي الذي لا يكاد يبين من حشوات المقعد الوثير الذي يجلس عليه ومن داخل بدلته التي اتسعت عليه جداً، (...)
بدا الطبيب يائساً من حالة أبي التي تتدهور بأسرع مما قدر لها، ثم واجهني بقنوطه بنبرة صوت عالية جعلتني أستشعر رجاءه بعدم إحضاره إلى عيادته مرة أخرى. وكان أبي الذي لا يكاد يبين من حشوات المقعد الوثير الذي يجلس عليه ومن داخل بدلته التي اتسعت عليه جداً، (...)
كنت من أشد المعارضين لفكرة اقتناء هاتف محمول، وكانت لدي أسباب وحجج، منها أنه سيعطلني عن الإبداع، وسيفسد خلوتي، بسبب أنه يلاحقني في كل مكان، حتى داخل دورات المياه، ثم بدأ أصدقائي الذين كانوا يقفون معي على خط واحد يتساقطون واحداً تلو الآخر، ويشترونه (...)
كنت من أشد المعارضين لفكرة اقتناء هاتف محمول، وكانت لدي أسباب وحجج، منها أنه سيعطلني عن الإبداع، وسيفسد خلوتي، بسبب أنه يلاحقني في كل مكان، حتى داخل دورات المياه، ثم بدأ أصدقائي الذين كانوا يقفون معي على خط واحد يتساقطون واحداً تلو الآخر، ويشترونه (...)