أكتب الشعر كي أستريح من فجوة الأمس أسال رائحتي من أي فضول يخرج الورد ومن أي تراب رحيم يفتح طفل النرجس عينيه سأستريح قليلا على درج المدينة أسمع ثرثرة الشبان الذين يكتبون بالسر لحبيباتهم يرسلون رسائل خرساء فتستعر الشبابيك اتركيني يا حبيبة قلبي أتوزع بالكلمات، أدوزن الحرف كما أريد، أعلمه بالقبلات، أنا أسعد الناس حين يراقبني عنترة العبسي فوق الطريق السريع، أباغته أني تركت قفلات القوافي، وهأنذا أوزع الشعر بالهذيان، أذرع الأرض بالهواء. اتبعني بسلاسل خيلك واهزمني، فأنا طير الماء وظل الظل إن تلحق ظلي تلحقني. أكتب مثل مياه تجرف بحر الأرض لذلك فاتركني أتسايل كما ينبغي لرياحي في جنبات الطرقات، ليحتضر ورائي الإسفلت. حين أفيق أسلم أغنيتي لمرايا البيت أسلمني لصهيل الخيل، أنا وشوشة الريح عباءة هذي الصحراء، البدوي الذي تتقطر منه الأشعار من الحب سأظل أصالب عيني على الورق الأبيض لأخط خيول الوعي، خيام البدو، أشتم أقاحي تتمايل حين يمر الوجد بها ويندى الرمل، وتخدر الشمس على الطرقات لأعود أرتب بيت الصحراء كما يروي جدي عند الموقد في الليل. سأشلح هيكل روحي لأراني حين أخف أطارد هذي الريح فتطردني كحبيبات الرمل على طرقات الأسفلت المهددة بالذوبان. أطارد أطياف الشعراء، أفكك روح النص، وأغسل وجهي بالغيم النائم في جنبي، أو في سهو الفلوات. عود القلب أيا عنترة العبسي يدق كبحر الرمل، أو كطبول الغجر المنسية في أثواب الشعراء، سأملأ هذي الأرض حروفا لا تسمعها الريح بل ستؤرخ قلبي، مر غريبا جرح قلب الشعراء وغاب.