القصيدة تقتل روح المغني تنشف أعضاءه حين يدق على وتر صائب في البكاء لا صباح أراه يؤثث بيتي كباقي الرجال الذين يطلون من صفحات الجرائد أو يمعنون الكتابة في غرف يسيح عليها الهواء. كلما دق قلبي بهذي البلاد فزعت أنا من أي حرف نبت أقول لروحي؟ وأي مناسك سوف تلبسني إن حل على جثتي غراب المساء. لو أعيد الحروف لأصحابها كم كوتني الحروف خذوها فقد كنت منشغلا بهواها، وكنت لها سائسا طيبا لمزاج مناسكها العصبي. لماذا أنا على شارع في بداية خلق الشوارع، لكن غيري يمازج أقبية في حرير وماء. جف على الغصن قلبي وأشرعتي تتماوج في أعالي السموات قلت:» كليني لهم» وعدت أحني كفوف القصائد بالغيم وما خلف البيد للشعر وما علق الرمل من حنين وغياب ومن شعراء. لم أصف ما يعربد في القلب وهذي الليالي قطار تجوح على باب بيتي كان قطيع الذئاب يتابع ريحة الهجر والبين والاختلاف مع الليل والغرباء. أي هذي البوادي الثقال أنا أي شيء أخب على مدرج هامش في الفيافي، يقاطعني الظل والضوء والموت وأغلفة الفجر تمسحني صورتي في المرايا بلا بلَد تتمطى الشوارع بي وبدون ملامح وجه أعرف عن برق ذاكرتي، َنشيد البلاد التي طردتني، أنا طيب لا أزال اطمئني علي أيا بلد المتعبين أسير فيمشي ورائي قطيع البهاء. هل تنام الشوارع دهراً طويلا وتترك ظلي على مقعد في الحديقة كيما أفتش باقي الثياب لعلي تركت بصدر الخزانة نصف حروفي مبعثرة أو نسيت سماء منخلة بالغناء. حين أطفح بالعيش أخرج من دفتر السر أعمى أقود الحساسين أبعد ما أستطيع على الشرفات، فهذي البيوت التي أنشأتنا بيوت مممزعة، تختفي خيل بأركانها، إنها أنشأتنا على حين موت الفضاء.