لو تهيأت يا صاحبي لو قليلا لتجربة الموت كنت لبست بلوزا خفيفا، وغطيت ورد السياج لتبصر عمان ناضجة مثل أي صباح، لتترك عينيك في سطح بيت توصي به الحب أن لا يخون هواه الندي. يا صديقي الشتائي لو يتباطأ عنك الطريق قليلا لكنت تحدثنا الآن عن رحلة الموت ثم تمج دخانا كثيفا وتضحك تبقى كثيرا من العمر كي تتشاقى الحياة علي. لم نخط شوارع عمان منذ زمان ولم نتحدث عن الحب والذكريات ولما نفاجأ أنا اخترعنا بهذا المساء كلاما جديدا ولم نتحزر كعادتنا من سيسبقه الموت أول كي يتعذب صاحبه، في شظايا الحياة بما يتبقى له من بقاء شقي كنت تعلم أن القصائد تأتي وتذهب أدراجها مثل رائحة الشجر الفاقد الوعي لذا لم تزرني ولم تحلف اليوم لي أن عمان أجمل حين يكللها الغيم أو تتهرب فيها سيول المطر. كنت تحرس روح المدينة في كل ليل لكي تطمئن على أننا نتنفس هذا المساء وأن البيوت الكثيرة تنطر عودتنا مزنرة دائما بالندى والسحر فلتقم يا صديقي لنقطف أضواء عمان، نجمعها في السلال الغريبة كي تتلاقح بالذكريات، ونبكي علينا، على قلق السنوات التي هربت من تراب يدينا ونبكي على الأصدقاء الذين تناءوا كرسم الظلال البعيدة وانفردوا مثل سهوب الرياح بنا كضعاف الشجر. لو تفيق قليلا لنأخذ قهوتنا عن طريق المطار ترتب فوق رفوف الهواء صدى الذكريات التي فجرت دمنا لأعرف كيف سأبدأ هذا الصباح بلا أجنحة وبدون قطيع ذئاب يدق على هاتفي وبدون ادعائي الضجر. لم تقل لي بأنك سوف تغادر هذا المساء جميع الدروب تلملم كل خطاك وتذهب دون غناء زهيد عن وطن خافق بالمرايا أو في عروق الرخام وتتركنا نحتضر يا صديقي تظل الأماكن تنطر همس خطاك، أمانيك ضحكة في خطا لغوي مطعما عابرا، وزجاج البيوت اليعشقها الليل والاخضرار إذن، هل سأبقى بعمان يا صاحبي وأنت تحوط روحي بهذي المرايا الصور. [email protected]