أقف على حافة الدرب كالخيزران، فيعبرني هواء آبق ليملأني إيقاعا يترك الخطى تتمايل من تحت قدمي، أتنفس روح الطبيعة فتنبت النساء العذاب يتكاثرن على تخوم قلبي. إيه يا حسرة الشيخ على ماضٍ قريب كقبض السنابل في الكف كندررة الأيل من مكمنه. *** في الكلمات يهرب سرب ظباء من تحت كفي وأنا كهف فاغر فمه بالأغاني والكلام الرهو لا ينظم خيطا من حبق على صدر الغزالة. أدرك أن الكلام هنا ليس مباحا لكنه القلب يتفتت جوعا ويهرب إلى أعلى الجبال البعيدة يعلن ساعة الهواء. أسمعه بعيدا عن فتنة الأرض يتلو نشيد الذئاب، تتلوع عليه الظباء، بينما يخاتله المنام وعشب السرير الوثير. *** أنا للغريبة يا غريب أنا لجبال عمان أقضمهن واحدا واحدا بالنشيد، أطارد ظباءهن الشوارد في الطرقات أرسمهن كوشم الحناء على شغب الهواء، ألون «جبل اللويبدة» من مروري السريع وأسكب عطري على «دوار باريس» لتجفل مني الظباء الحييات ويلذن بعيدا / قريبا يعضضن على شفة الفتنة.. كان هنا ستقول الغزالة التي أشعلها التذكر وورد على الجسد الغض قطيع الأصابع الذي نبش في الربيع الصغير. أستفيق عند معدن الماء.. أفتح عينا من الكمثرى، لأبصر الحقول تمر من تحت كفي التي لا تشبه شيئا هذه الساعات، غير بزة الجندي التي يتزاور فيها الغبار الثقيل «ولم تك من قبل شيا». يتنهد الراعي في الداخل: أينك يا ابن أمي مكثنا وحيدين هنا.. هنا في الظل، جلسنا بلا رائحة وبلا صوت ناي، كانت الرياح التي تركض في برية الله لم تر القصب الجائع لروح الهواء. كأن المساء الحزين ما جر قوسنا على خيط الربابة وما همت هذي التلال لأرواحنا إنها ساعة الشوارع التي يحتلها الأسود المتكامل، تتعبد بالخطى الأنيقة والضحكات، ونحن هواء في جسد واحد يمتح هذا الحضور ويترك الحزن أقنية تتسايل على جانبي الطرقات لايراه أحد غير أوجاعنا. أترك الأيائل في بحثها الغجري، وأترك لروحك أن تعلن انتفاضتها الحالمة، وردتها التي انتظرت نحلة طائشة لتستعيد دورة أعضائها المستعدة للطيران الآخير، للفوحان بجانب ركوة القهوة، للانسلاخ عن الأصيص الصغير لتمتلك اللحظة النازحة. لي سؤال ينام على كف هذي المدينة، سؤال غريب يتلعثم فيه البلاط المزركش باللازورد: كيف تنام العذارى وشباك أحلامهن تتوجع بصولات الذئاب.. [email protected]