هوس صغار السن ، وحلم الكبار الذكور والإناث ؛ يسعون إليها بكل ما أوتوا من قوة ؛ فمنهم من تسلق وسائل الإعلام الحديثة بمحتو خاوٍ ، وعقيم ، حاطبو ليل ، ينفثون الغث عديم الفائدة ؛ الذي لا يسمن ولايغني من جوع ؛ بل يسمم الأفكار ويمرض العقول ، ويسوِّق الأوهام . هؤلاء نالوا الشهرة، دون أدنى تعب أو مشقة ، يمشون خلف ظلهم ؛ الذي يضخم صورتهم في أعينهم، وأعين من تبعوهم . هؤلاء المتشدقون المتفيهقون.. لهم جمهورهم ومتابعونهم ؛ الذين طبلوا لهم واستمروا في مشاهدة محتواهم ، وسوقوا له ؛ فزاد عدد المتابعين الذي فسح لهم الطريق في الحصول على المال والثراء السريع ؛ من خلال مردود الإعلانات التجارية . فما يحصل عليه هؤلاء المشاهير في الدقيقة يفوق ما يحصل عليه أي شخص آخر ؛ مهما كان عمله واحترافيته. بينما نجد على النقيض من ذلك أناساً لم يسعوا للشهرة مطلقاً ، بل هي التي سعت إليهم ؛ تتويجا لهم ؛ لقيامهم بإعمال جليلة ؛ خدمت البشرية ، وأذابت كثيرا من مصاعب الحياة ؛ لتجعلها برداً وسلاما. هؤلاء سواء كانوا علماء: دين ، طب ، فلك ، طيران ، أو مخترعين أصحاب نظريات في العلوم الطبيعية والتطبيقية ، أو العلوم الإنسانية : كعلم النفس ، والفلسفة .... ألخ . هؤلاء هم من يستحقون الشهرة . فهل هناك مقارنة بين الفئتين ؟!! بالطبع لا ،فالشمس في أول النهار ليست كآخره.!! فمن هم في أول النهار يستحقون الإشادة والإطراء، بصرف النظر عن أي إملاءات سواء تحزبات، أو مذاهب، أو زمان، أو مكان. المعيار الحقيقي السليم الذي لا يخضع لهوى نفس تواق ،أو مزاجية حولاء ، بل معيار يكون أكثر دقةً من ميزان الأحجار الكريمة . هذا المعيار هو مدى استفادة البشرية من العلم الذي قدموه هؤلاء العلماء حيث جنوا ثماره ، وتفيأوا ظلاله . فيا طالبي الشهرة وأنتم غير أهل لها ينطبق عليكم قول الأعشى "كَنَاطِحٍ صَخرَةً يَوْماً ليوهنها فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ".