لقد استخدمت مفردة "التدين" في عنوان هذا المقال إيماناً مني بأن لا علاقة بين التطرف والدين. وأن محاولة تصوير الأديان بأنها متطرفة ما هي إلا ثيمة في خطاب منتقديها، حيث درجت الكتابات الغربية عن التطرف -لا سيما المدرسة الأميركية- في البحث عن الجذور (...)
إذا كان ظهور البترول للملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- عندما كان يبحث عن الماء في أرض المملكة، ووصول قافلة إسماعيل بن مبيريك من رابغ محملة بمختلف المؤن من التمر والسمن والبر.. إلخ، عندما كان مخيماً في محلة (الشهداء) بظاهر مكة حين نفد ما لديه من مؤن (...)
التوفيق، كما مر معنا في المقال السابق، هو هبة من الله وهو أمر - كما وصفه خير الدين الزركلي - "لا قاعدة له ولا مدرسة ولا سابقة ينسج على منوالها"، ولا يمكن أن يوصف الإنسان بالموفق إلا حين يتكرر تيسير الأمور له وتتم أموره بنجاح لافت، لقد حالف التوفيق (...)
التوفيق هو اسم من الفعل وَفَّقَ. وفَّقَ يوفِّق تَوْفيقًا، فهو مُوَفِّق، والمفعول مُوَفَّق. ويقال وفَّق الرَّجلُ بين القوم: أصْلح بَيْنهم، ووفَّق فلانٌ بين شيئين: وافق؛ أي لاءم بينهما وجعلهما مُنْسجمين. ووَفَّقَ بين الأشياءِ المختلفة: ضمَّها (...)
تمتلك الجماعات المتطرفة قدرة كبيرة على استغلال التقنية في تمرير رسالة الكراهية والعداء. ولو استعرضنا صوراً من هذا الاستغلال لوجدنا سيطرة تنظيم القاعدة على مقاطع الفيديو المصورة التي تعمم عمليات قطع الرؤوس. أما تنظيم داعش فقد نشر مجموعة كاملة من (...)
تتسابق دول العالم في عرض منجزاتها المختلفة بالنسبة للتسامح والتعايش السلمي في اليوم الدولي للتسامح (International Day for Tolerance) الذي يوافق السادس عشر من شهر نوفمبر من كل عام. وتعتبر حصيلة المملكة العربية السعودية من هذه المنجزات كبيرة ولله (...)
في كل مرة تتأزم فيها الأوضاع في أي دولة عربية أو إسلامية تتجه الأنظار نحو قلب العالمين العربي والإسلامي النابض، وهو المملكة العربية السعودية، لم تكن السعودية وعلى مر تاريخها دولة مهاترات أو رقص على جراح الآخرين، بل هي دولة مواقف وأفعال لاسيما فيما (...)
خلصنا في المقال السابق إلى أن تركيزنا على تجنب الألم في حياتنا هو مصدر السعادة الحقيقي، أما وإن وقع الألم حسب القضاء والقدر الذي نؤمن به فإن الإشكالية لا تكون في الألم ذاته الذي يعتبر جزءا من الحياة البشرية، بل في طريقة التعامل معه. وهذا ينقلنا إلى (...)
ما الحياة؟ يظن الكثيرون أن الإجابة سهلة، ولكنها في الحقيقة أكثر تعقيدًا مما يتصورون. فالحياة رحلة يقطعها الإنسان ما بين زمانيين غير معروفين له في الأساس وهما زمن الولادة وزمن الموت. وخلال هذه الرحلة يحاول الكثيرون البحث عن المتعة أو كما تسمى فلسفيًا (...)
في زمن سيطرت فيه الشهرة على الكثير من الناس وأصبحوا يسعون لها بشتى الطرق يبرز سؤال مهم وهو: هل للشهرة لذة؟ الجواب نعم.. وعلى مر التاريخ البشري كانت الشهرة وحب البروز حاضرة وإن كانت بأشكال مختلفة تناسب طبيعة المجتمعات ومعطياتها المادية في كل زمن، فلو (...)
علمني التاريخ ودراسته أن ظهور القادة العظماء على مسرح الأحداث يكون مقدراً وفق التدبير الإلهي لهذا الكون، ويكون هذا التقدير من ناحية الشخص المُختار، والمكان، والزمان. وهنا تكمن مهمة المؤرخ المتميز في التقاط مثل هذه الفترات وإبرازها لا سيما عندما يكون (...)
على الرغم من موقف الإسلام الإيجابي من الشعر الحسن، إلا أن الفكر الجمعي الإسلامي قد ظلم هذا النوع من الشعر وشعرائه عندما نظر إلى جميع أنواع الشعر، وجميع الشعراء نظرة سلبية انطلاقاً من سوء فهم للآيات الكريمة الواردة في سورة الشعراء. قال تعالى: (...)
إذا كانت معرفة الحقيقة الكاملة حول ما حدث في الماضي أمراً شبه مستحيلٍ، وإذا كانت تفسيرات الماضي تتغير باستمرار أو تنقح، فكيف يمكننا تقديم قراءة مؤكدة ونهائية حول ما حدث في الماضي؟ بمعنى آخر، هل المعرفة التاريخية ممكنة؟ يطرح جون فيا هذا السؤال في (...)
يجب ألا تمر علينا مناسبة عظيمة كمناسبة يومنا الوطني الرابع والتسعين دون أن نستثمرها في غرس العديد من القيم الوطنية في نفوس أبنائنا، هذا الغرس يتم عن طريق عرض صفحات من تاريخنا الوطني لهم بأسلوب شيق مع التركيز على مكتسبات الوحدة الوطنية لنا كمواطنين، (...)
تحتل المملكة العربية السعودية منزلة كبيرة ليس في محيطيها العربي والإسلامي، بل وعلى المسرح العالمي. ومما لا شك فيه أن مرد ذلك إلى العديد من العوامل كثرائها الطبيعي، وموقعها الاستراتيجي. إلا أن أهم هذه العوامل هو إنسان هذه الدولة المباركة سواء كان هذا (...)
هل الوصول إلى النجاح يحتاج إلى عادات معينة؟ يقول الثل الصيني "العادة بوابة النجاح"، والمقصود أن الوصول إلى النجاح أياً كان نوعه بحاجة إلى التعود على التفكير والعمل بطريقة معينة يتقدم من خلالها الإنسان حتى يصل إلى مبتغاه. وأول هذه العادات أن يعتاد (...)
نجحت دول العالم وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية في توجيه ضربات موجعة للمنظمات والجماعات الإرهابية سواء على المستوى الأمني أو السياسي أو الاقتصادي أو الفكري مما جعل الإرهاب التقليدي المتمثل في العمل النشط لهذه الجماعات يضعف وبدرجة كبيرة. ولكن هل (...)
تتبوأ الرؤى الصادقة في فكرنا الإسلامي مكانة كبيرة، فهي في النهاية "جزء من النبوة"، وهي بذلك من قنوات اتصال الله سبحانه وتعالى مع البشر، ولكن الإشكالية تكمن في غياب الخط الفاصل بين الرؤيا الصادقة والحلم، وحديث النفس من ناحية، وفي المؤهل منا كبشر (...)
من محافظاتنا السعودية الجميلة محافظة بيشة التي تتبع منطقة عسير وترتفع عن سطح البحر بحوالي (2000) قدم. وبها قرابة (240) قرية تنتشر على ضفتي وادي بيشة وروافده، تقع محافظة بيشة على بعد 260 كلم شمال مدينة أبها، ومن أهم معالمها سد الملك فهد بن عبدالعزيز (...)
لطالما تناولت أقلام الكتاب والباحثين والمفكرين رؤية المملكة 2030 بأبعادها المختلفة السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية، وهي وبلا شك نطاق واسع وخصب لتناول هذه الأبعاد، إلا أن أقل أبعاد الرؤية حظاً من النقاش والمعالجة هو البعد الفكري، لقد ارتكزت (...)
المتأمل في وضع المملكة العربية السعودية اليوم يجدها -ولله الحمد- ذات حضور كبير على المستوى الدولي في العديد من النطاقات والصعد، ولعل آخرها مشاركة رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني في رحلة شركة "أكسيوم سبيس" (Axiom Space) الأميركية (...)
من التفسيرات المهمة لظاهرة التطرف والإرهاب ضد الآخرين ما يتعلق بميكانزم بناء وتصورات العلاقات بين المجموعات البشرية المختلفة وما يترتب عليها من بلورة وجهة نظر ثابتة وجامدة عمادها الثنائية التضادية بين "نحن" و"هم". وهي النظرية المعروفة بنظرية الهوية (...)
أصل الإسلام للانتماء الوطني عن طريق فرض القتال من أجل الوطن، والدفاع عنه ضد المعتدين. قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ (...)
الحياة مدرسة.. ما أصدق هذه العبارة التي تتردد على مسامعنا يومياً. وعلى الرغم من تنوع الدروس في هذه الحياة، إلا أن الدروس التي نتلقاها من كبار السن هي الأصدق. فهؤلاء الناس قد سبقونا في رحلة الحياة، ووصلوا إلى محطات لم نصل إليها. وبذلك حري بنا (...)
منذ تسعينات القرن الماضي، شهدنا عددًا متزايدًا من الدراسات حول كتابة التواريخ الوطنية والطرق التي تبني بها الشعوب هوياتها من خلال عملية سرد تاريخي خاص، فالطريقة التي نفهم بها الماضي تتغير بمرور الوقت، وبذلك يتغير الماضي -كما نتصور- ويتغير تبعا لذلك (...)