تحتل المملكة العربية السعودية منزلة كبيرة ليس في محيطيها العربي والإسلامي، بل وعلى المسرح العالمي. ومما لا شك فيه أن مرد ذلك إلى العديد من العوامل كثرائها الطبيعي، وموقعها الاستراتيجي. إلا أن أهم هذه العوامل هو إنسان هذه الدولة المباركة سواء كان هذا الإنسان قيادتها الرشيدة أو مواطنها المخلص. فمنذ قيام هذا الكيان الشامخ وقيادتها الرشيدة تعمل وبكل طاقاتها لرفعة الوطن والمواطن. وقد أصبحت قصة هذا البناء السعودي الوطني مضرب المثل. فمن قطعة صحراوية جرداء، إلى دولة عصرية بكل المقاييس، ومن مجموعة من القبائل البدوية الرحل التي لا وطن لها إلا أماكن العشب والربيع، ولا أمل لها إلا هطول الأمطار إلى مجتمع سعودي مستقر ومتماسك ومتعلم ومنافس عالمياً في كل المجالات. ثم جاءت رؤية المملكة 2030 لتضيف بعداً جديداً في بنائنا الوطني رابطة التاريخ وأبعاده الماضوية المختلفة بالمستقبل وناقلة المملكة العربية السعودية بذلك إلى الفضاء العالمي الفسيح وعلى كافة الصعد. إن هذا التحول الوطني السعودي بكافة تجلياته يعتبر ركناً أساسياً من أركان ذاكرتنا التاريخية وهويتها الوطنية ومستقبل بلادنا الغالية. ويجب على مؤسساتنا التربوية المختلفة العناية به وتقديمه للأجيال المختلفة ليس كقصة تاريخية عابرة، بل وكجزء من الهوية الوطنية عبر المناهج التعليمية والنشاطات والفعاليات المختلفة وعلى رأسها نشاطات الهيئة العامة للترفيه (GEA) والتي يقف على رأسها رجل وطني بامتياز وهو معالي المستشار تركي آل الشيخ. وهنا يأتي اليوم الوطني الرابع والتسعون لهذا العام كذلك تحت شعار "نحلم ونحقق"، وهو شعار يكتنز الكثير من المضامين على مستوى الهوية والوعي الوطني. فكم من مشاريع الرؤية الضخمة كانت حلماً لدى مهندس هذه الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وهي اليوم - ولله الحمد - واقع ملموس. وقد أثبت لنا التاريخ - وأنا ابن التاريخ - أن الدول والمجتمعات التي صنعت الفارق على المسرح التاريخي العالمي قد قامت بذلك لوجود القائد الملهم المتطلع لنهضة دولته ومجتمعه وإيمان هذا المجتمع بما يُقدم، وهذا ما نراه في العلاقة بين ولي العهد - حفظه الله - ورؤيتنا المباركة وأبناء هذا الوطن. وكل عام ووطني مجيد، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان والشعب السعودي الكريم بخير.