يجب ألا تمر علينا مناسبة عظيمة كمناسبة يومنا الوطني الرابع والتسعين دون أن نستثمرها في غرس العديد من القيم الوطنية في نفوس أبنائنا، هذا الغرس يتم عن طريق عرض صفحات من تاريخنا الوطني لهم بأسلوب شيق مع التركيز على مكتسبات الوحدة الوطنية لنا كمواطنين، ولهم كجيل جديد يعيش -ولله الحمد- في ظل رؤية المملكة 2030. ومن هذا المنطلق جاءني ابني عبدالعزيز يحدثني عما قاله له الأستاذ عن اليوم الوطني، فوجهته إلى بعض المصادر المعرفية الموجودة في مكتبتي قبل اليوم الوطني بأكثر من أسبوع، وطلبت منه قراءتها والحديث للعائلة عما تعلمه، وبالفعل كانت التجربة ناجحة بكل المقاييس، حيث تحدث إلى العائلة عن الأدوار الثلاثة للملكة العربية السعودية، وعن شخصية الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وجهوده العظيمة في توحيد البلاد، ثم عن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. لقد كانت فرصة مهمة للعائلة لا سيما الأبناء لغرس المفاهيم الوطنية في نفوسهم، وكنت أجيب عن أسئلتهم وأوجههم التوجيه الوطني الصحيح بمساعدة والدتهم. إن مثل هذا اللقاء العائلي المصغر لهو على درجة كبيرة من الأهمية لمثل هذه المناسبات الوطنية وهو الدور المطلوب من الأسرة كالمؤسسة التربوية الأولى في حياة الأبناء، نحن بحاجة إلى إعادة تفعيل دور هذه المؤسسة التربوية المهمة في الوقت الذي تراجع فيه هذا الدور أمام سطوة الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والتي -ومع الأسف- قد تبث الكثير من الرسائل غير التربوية وغير الوطنية، كما أمل من وزارة التعليم التأكيد على مدارسها المختلفة بالاحتفاء باليوم الوطني بطريقة غير تقليدية لا تقتصر فقط على الفعاليات الروتينية التي تقدم بمعزل عن الطالب، بل لا بد أن يكون الطالب هو من يعد المحتوى ويقدمه ويعرف المغزى من الاحتفال بهذا اليوم.