المتابع لتطورات الأحداث العالمية مؤخراً لا سيما في منطقة الشرق الأوسط يرى وبوضوح مركزية المملكة العربية السعودية على الصعدة كافة. ففي سوريا على سبيل المثال كانت المملكة هي السد المنيع للحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتحقيق تطلعات الشعب السوري دونما البحث عن مصالح شخصية، وفي لبنان كانت المملكة هي الداعم الأكبر لخروج لبنان من مآزقه المتعددة وعين قيادتها -حفظها الله- على مصلحة الشعب اللبناني الشقيق، وفي فلسطين كانت وما زالت المملكة حامل لواء حقوق الشعب الفلسطيني منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه - عندما التقى بالرئيس الأميركي فرانكلين روزلفت في البحيرات المرة عام 1945م حتى اليوم. ولم تقم دولة في العالم بالإصرار على إقامة دولة فلسطينية يتمتع فيها الشعب الفلسطيني بحقوقه كما قامت المملكة، ولو أردنا الاستمرار في استعراض هذه المركزية الإيجابية الداعمة لاستقرار الدول العربية والإسلامية لاحتجنا لمئات المقالات، هذه المركزية السعودية المباركة لم تقتصر على المحيط الجيوسياسي السعودي، بل نجد المملكة سباقة لتحقيق الأمن والسلم العالميين، ومحاربة الإرهاب والتطرف، واستقرار أسواق الطاقة العالمية وتقديم الكثير من جوان العون والمساعدة لشعوب العالم دونما تمييز على أساس عرق أو لون أو جنس، من هنا اكتسبت قيادة المملكة هذا التقدير والاحترام العالمي، ولنا كسعوديين الافتخار بهذا الواقع العالمي لوطننا الغالي، فما التقدير والاحترام الذي يلقاه المسافر السعودي في دول العالم إلا انعكاساً بهذا الثقل الكبير لوطنه، وكمؤرخ أعمل في المطبخ التاريخي لعشرات السنين وأزعم أنني قد أتقنت مقاديره ووصفاته أقول إن العالم بدون وجود المملكة سيكون مستحيلاً، وهذا ليس تعصباً لوطني بل قراءة واقع عالمي وفق شواهد واضحة للعيان. إن نعمة القيادة الرشيدة المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- والبعد الاقتصادي والأمني للمملكة جعلها تقع من العالم موقع القلب من الجسد، القلب الذي يضخ الأمن والاستقرار والسلام، ولا يمكن للجسد العالمي الحياة بدونه، حفظ الله قيادتنا الرشيدة ووطننا الغالي.