بعد سبعة وعشرين عاما يأتي من يطالب بالغاء مهرجان الجنادرية بحجة احتوائه على مخالفات شرعية .تلك المخالفات التي يتحدثون عنها لا يراها الا هم فقط نابعة من وحي خيالهم واحلامهم واجزم بأن غالبية من يطالب بايقاف المهرجان لا يدري عن هوية المهرجان ولا ما يدور بداخله لكنه ضحية سرطان هذا العصر ما يسمى بالاعلام الجديد والدعوات التي يطلقها من خلاله دعاة ثوريون رافضون لكل فسحة نور من شأنها ان تعيد تكوين المجتمع من جديد . من يطالب بايقاف فعاليات الجنادريه انما يطالب بالغاء تراث امة ذلك ان مهرجان الجنادرية هو حلقة الوصل الوحيدة للجيل الحالي لربطه مع تاريخ بلاده ومنجزاتها الحضارية والتي بالتأكيد هو مغيب عنها بسبب انغماسه بالوسائل الحديثة من المعرفة . جيل لا يدري كيف عاش اجدادهم او حتى آباؤهم وكيف تأسست هذه البلاد وقاومت كل معوقات التنمية حتى وصلت الى ما اصبحت عليه . مهرجان الجنادرية تمكن من اعادة الماضي بصورته الجميلة والمشرقة الى واجهة التاريخ واضعا كل ذلك الماضي امام اعين الجميع .الاعداد الغفيرة التي ترتاد قرية الجنادرية كل عام وتتزايد من عام الى آخر ما هو الا رغبة في استقصاء الزمن الجميل والاستمتاع بالعروض الفلكلورية المصاحبة لأجنحة المناطق . لا يعلم اولئك المحتسبون ان مهرجان الجنادرية وخلال اكثر من ربع قرن قدم صورة حضارية للمملكة لم تتمكن سفارات ولا إعلام المملكة من تقديمها بكل ما تملكه من عدة وعتاد وذلك من خلال استضافة العديد من الاسماء والشخصيات المؤثرة عربيا ودوليا وتمكينهم من الدخول في حقيقة المجتمع السعودي وما يملكه من اصالة معاصرة . من خلال الجنادرية ومهرجانها صدرت عدة كتب وبحوث كتبها اشخاص لمن يكونوا يعلمون من قبل عن المجتمع السعودي الا البترول . مهرجان الجنادرية شكل البدايات الحقيقية لانطلاق فكر ثقافي جديد ومتميز من خلال المحاور والمواضيع التي اثيرت في الندوات المصاحبة والتي كانت تتناول اغلب القضايا المعاصرة بشفافية وحرية كبيرة شاركت بها اسماء لامعة عربيا ودوليا . ان مطالبات البعض بالغاء مهرجان الجنادرية يجب ان توأد في مهدها ولا يترك مجالا للاجتهادات من قبل من يدعى الوصاية على المجتمع ذلك لان الجنادرية وبكل منجزاته اصبح المتنفس الوحيد للمجتمع من خلال زيارات الاسر لقرية الجنادرية والاستمتاع بفعاليات المهرجان المختلفة.