خمسة وعشرون عاماً، ربع قرن من عمر الزمن مضت على المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، وهو يعمل على إثراء الحياة الثقافية في مملكة الإنسانية ويفتح نوافذ واسعة لإطلالة أبناء اليوم على ماضينا الجميل وتراثنا الرائع، خمسة وعشرون عاماً والمهرجان الوطني للتراث والثقافة يمد جسوراً متينة للتواصل الثقافي بين الدول والشعوب وتعزيز المعرفة الإنسانية بين المجتمعات البشرية على أساس من الاحترام المتبادل والتعايش السلمي مع الجميع وفق هوية ثقافية معتزة بذاتها منفتحة على الآخر متواصلة عبر قنوات من التفاعل الإيجابي بين الحضارات الإنسانية أخذاً وعطاءً، وتشكيل صورتنا الحضارية الثقافية التي نريد إيصالها ناصعة للآخر في كل زمان ومكان، وحاز المهرجان رضا الجميع: النخب الثقافية والمعرفية وعامة المواطنين على مختلف مشاربهم وأهوائهم يجمعهم حب الوطن، ويستمر المهرجان الوطني للتراث والثقافة يحظى بكل الرعاية والدعم من ملك الإنسانية الذي جمع القلوب حوله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه، ويتواصل التفاعل الإيجابي مع المهرجان داخل الوطن وخارجه حيث استضاف العام الحالي الجمهورية الفرنسية ليطلع الشعب السعودي الزائر للمهرجان على أوجه التراث والثقافة الفرنسية ولكي يعرف الفرنسيون جوانب مضيئة من التراث والثقافة السعودية، كما انضمت أجنحة جديدة للمهرجان وتطورت الفعاليات المصاحبة كجائزة الترجمة والعروض المسرحية وبرنامج المحاضرات الثقافية، إن الاهتمام الكبير بهذا الحدث الحضاري العظيم تمثل في رعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لمهرجان الجنادرية وجائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للترجمة وتشمل خمسة أفرع. وعلى مدى ربع قرن لعب المهرجان دوراً فاعلاً في إثراء الحركة الثقافية ليمثل حدثاً بارزاً على المسرح الثقافي عربياً وإقليمياً ودولياً وفي ذلك لاشك قيمة مضافة تعكس قيم الإنسان السعودي وأصالة معدنه وتطور ثقافته. وفي ظل الرعاية الكريمة للمهرجان يبرز الدور الريادي للحرس الوطني كمؤسسة ثقافية حضارية رائدة وليست فقط مؤسسة عسكرية متفوقة وفي ذلك إعلاء لشأن مؤسساتنا العسكرية وتبيين لعلو كعبها في خدمة المجتمع. وجاء اوبريت (وحدة وطن) ليجسّد أمجاد مملكة العطاء وكما جاء في كلمة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان في كلمته خلال فعاليات حفل الجنادرية الثقافي فإن الجنادرية (ثورة على كل أشكال الضعف الأخلاقي والعجز الثقافي). ولعل من الجميل هذا العام استضافة بعض الجهات لفعاليات ثقافية ضمن النشاط الثقافي للجنادرية ومنها استضافة جامعة المؤسس جامعة الملك عبد العزيز للندوة الاقتصادية عن الأزمة المالية العالمية التي حظيت بحضور علمي مميز وشهدت تنظيماً رائعاً من كلية الاقتصاد والإدارة في الجامعة وهذا يؤكد ما دعى إليه شعار الجنادرية لهذا العام (عالم واحد ثقافات متعددة). حقاً إن الجنادرية سبقت بتأسيسها قبل خمسة وعشرين عاماً معالجة الصراع المحتدم بين الأفكار والاحتفان بين المذاهب والمعتقدات وهي أي الجنادرية قادرة بما تجمعهم من حكماء وصنّاع قرار وقادة فكر مستنير على ترسيخ قيم التسامح والتآلف بين البشر بدلاً من الصراع والصدام حتى تختفي بؤر التوتر من الأمكنة والأذهان والأزمنة. إنها أكبر تظاهرة حضارية ثقافية تعيشها المملكة بما تمده من جسور تواصل مع المجتمعات الإنسانية في كل مكان أليس من الأولى أن تقام متزامنة مع اليوم الوطني المجيد الذي يمثل احتفالية المواطن بيوم الوطن يوم الوحدة الوطنية الكبرى وذكرى التوحيد والبناء لهذا الكيان الكبير لعله اقتراح جدير بالدراسة لتكون المضامين العظيمة للجنادرية تأكيد لوحدة الوطن هذه الوحدة الوطنية الهامة التي أسست مملكة الإنسانية التي قلَّ لها مثيل في التاريخ وعزّ أن يجود الزمان بمثلها.