إختتم مهرجان الجنادرية فعالياته ونشاطاته هذا العام، بعد أيام رائعة وجميلة قضاها الزوار، متنقلين بين أجنحته وندواته وأمسياته.فلقد أبرز المهرجان الوطنى للتراث والثقافة على مر دوراته السنوية، التراث الشعبى الأصيل، وحياة الأجداد، ليسلّط الضوء على ماض تليد جميل بسيط رغم صعوبة ظروف حياته اليومية. وجاء المهرجان فى دورته هذا العام، الخامسة والعشرون، ليواصل عرض جوانب من الحياة اليومية لمجتمعنا السعودي قديماً، وثراءه بعادات وتقاليد ملؤها الحرص والبذل، وذلك من خلال ما ينقله المهرجان من صور وأزياء ومبان ومجسمات وعروض شعبية، كالأهازيج والحركات والألعاب والصناعات اليدوية القديمة التى كانت تلبّي الحاجات البسيطة للمجتمع. وضمت القرية التراثية بالجنادرية، السوق التراثي المقام في الجنادرية، بما يحتويه من دكاكين ومعروضات متعددة متنوعة، تمثّل نمط الحياة اليومية في السوق قديماً، مع ثراء مصادرها من مختلف مناطق المملكة. وفي جولة ميدانية ل «المدينة» بالسوق برزت صناعات «الشداد» و«المحالة» و«الصحاف» و«الملاحف»، وغيرها من الحرف والصناعات، حيث لفتت أنظار زوار المهرجان، إضافة أيضاً إلى صناعة تلبيس السيوف والخناجر والجنابي التي تعد حرفة عريقة ارتبطت باستخدامات مواطني الجزيرة العربية. عدد من الشباب من زوار مهرجان الجنادرية ألتقتهم «المدينة» أشادوا بالمهرجان كإحدى أهم المناسبات الوطنية الثقافية التي تهم المملكة ومحبي التراث والثقافة ودوره الكبير في التعريف بتراث المملكة وحضارتها عن طريق الحرف اليدوية والفعاليات والأنشطة المصاحبة له مثل الأمسيات الشعرية والعروض المسرحية وطالبوا بضرورة دعم المهرجان ومدّه سنوياً بالأفكار والجديدة وفتح المجال أمام الدول الأخرى لعرض تراثها ونشاطاتها الثقافية لإثراء المهرجان وضمان نجاحه وتفوقه في النشاط الثقافي العربي والإسلامي. تظاهرة ثقافية فنية يقول الشاب نايف العتيبي: مهرجان الجنادرية تظاهرة ثقافية فنية مميزة تستحق الزيارة، فالجميع غالباً ينتظر قدوم المهرجان من عام لآخر ليرى ويتعرّف على تاريخ آبائه وأجداده، ويشهد الفعاليات الثقافية والألوان التراثية والفنون بأنواعها، من فن تشكيلي ومسرحي وخطابي، في ظل الإمكانيات المتاحة التي تطورت كثيراً عن السابق، حيث دخلت التكنولوجيا الحديثة رديفاً هاماً في تشكيل معالم المهرجان، لتمتزج بالتراث والحضارة، مشكّلة تناغماً مبهراً يوظَّف لإظهار صورة مشرّفة أمام الزوار من جميع الطبقات والأجناس، والدور الذي لعبه الإعلام بكافة شرائحه في وضع بصمته المميزة. هذه أمنياتنا وكذلك يقول عبدالله الغامدي: فكرة مهرجان الجنادرية فكرة رائدة هدفها التعريف بتراث المملكة وحياة الأجداد ليتمكّن الجيل الحالي من الإطلاع على حضارتنا وتراثنا، ونطالب ونتمنى من القائمين على المهرجان الاهتمام بعدد من الاعتبارات مثل زيادة أيام المهرجان بمدة كافية لشهرين على أقل تقدير، وكذلك لابد من تعريف مناطق المملكة بالحرف اليدوية وتدريسها في المقررات الدراسية كمهن كانت تُمارس في السابق من قبل الآباء والأجداد، وأيضاً نتمنى مستقبلاً تدريب الشباب على الحرف التراثية القديمة خوفاً عليها من الاندثار، مع مراعاة إقامة المهرجان في وقت العطل الرسمية. طوال السنة ويؤكد محمد الزهراني (القادم من مدينة جدة) إن مهرجان الجنادرية مناسبة ثقافية متجدّدة يحرص أبناء المملكة والمقيمون على حضورها والتعرّف على تاريخها، وما نتمناه هو إقامة فعاليات المهرجان على مدار السنة وتقسيم فعالياته الثقافية والمسرحية وعرض الحرف اليدوية على كافة شهور العام. المهرجان في المرتبة الأولى كشفت دراسة قام بها مركز أسبار للدراسات والبحوث ان كثير من الشباب من خارج مناطقهم يحرصون بشكل سنوي على زيارة مهرجان الجنادرية وحضور فعالياته، حيث أشارات الدراسة إلى أن مهرجان الجنادرية يأتي في المرتبة الأولى (75،3%)، ثم تأتي المهرجانات والمسابقات الترفيهية والعروض البهلوانية والسيرك والملاهي (62،3%)، ويأتي مهرجان جدة في المرتبة الثالثة (47،3%)، وفي المرتبة الرابعة الفعاليات والأنشطة الرياضية (46،3%) يليها عروض وسباقات السيارات والرالي (43،3%) في المرتبة الخامسة.