أصبح الغالبية من الناس.. الآن يحملون على أكتافهم حقائب المحمول، معظمهم لا يعرفون من المحمول سوى اسمه، والآخرون لا يعرفون سوى مواقع الفيس بوك. فجأة أصبح هؤلاء يجتمعون عند ما يسمى بالتويتر، الكل أصبح له موقع على التويتر، والكل أصبح يتصفح ما يكتبه، عفواً أقصد ما (يغرده) الآخرين.. ما ينشر على التويتر من تغريدات صورة واضحة وصريحة على ما يعانيه المجتمع من خلل في مختلف الاتجاهات، تغريدات شاذة من البعض، وبحث عن بطولات لدى البعض الاخر، إشاعات، أخبار مغرضة، صور كلها تؤدي بنهاية الأمر إلى خلق مجتمع مشحون ومملوء بالتوتر والأجواء الملتهبة. ما يحدث للمجتمع من خلال استخدامات تويتر يجعلنا في حيرة من الأمر هل العالم الحديث مقبل على كارثه أخلاقية وفوضى في القيم من خلال التطور الهائل الذي حدث في تكنولوجيا المعلومات؟ ما يحدث الان من فوضى كبيرة من خلال تويتر يوحي بأن المستقبل مجهول والواقع مؤلم، فالتلاعب بسمعة الاشخاص والاهانة لهم هو العنوان الرئيسي لمعظم ما يكتب بالموقع، بث الأكاذيب وتصفية الحسابات أصبح على مرأى ومسمع الجميع. الغريب أن أغلب المسؤولين وأصحاب القرار أصبحوا شاهدين على ما ينشر من مصائب على تويتر بل ويشاركون بدعم ما يكتب من خلال المساهمة في الموقع وفتح حساب لهم به يتعاطون مع المواطنين، ما أعطى الموقع مباركة رسمية، وكأنه أصبح بديلا للمجالس المفتوحة بل إن بعض الجهات الرسمية، أصبحت تأخذ ما يكتب بتويتر مأخذ الجد، وتعده وثيقة مؤكدة بل أصبح الإعلام المحلي من صحافة وتلفزيون يتعاطى مع ما ينشر بتلك المواقع، وخصوصاً تويتر على إنه حقيقة دامغة. إن المستقبل القادم سيكون أشد سواداً ما لم توضوع الحلول وتسن القوانين الكفيلة بمعاقبة كل من يتسبب في الإساءة للأشخاص، وليس كافياً أن يتعامل مع الأمر على إنه إعلام جديد لابد من التعايش معه وللإعلام الجديد لا يعني الفوضى والإساءة.