اليوم ما أكثر الذين فتحوا لهم حسابات في تويتر، وما أكثر المغردين - كلّ يغرّد على ليلاه -، فقد جمع «تويتر» الكل تحت سقفه، وأصبح الجميع «يغرّد»! قائمة تويتر - أو عالم تويتر - لا حدود له، ولا دولة له، غير أنه أسرع طريقة للتواصل ونقل المعلومة - وهنا أضع ألف خط وخط على المعلومة -، فأغلب ما يكتب هو تغريدات غير صحيحة! على حدّ علمي لم يعد هناك إلّا القليل من الإعلاميين الرياضيين السعوديين الذين لم يسجلوا في تويتر، فيما الكثير منهم لديهم حسابات، ففيهم الكتاب والنقاد، والمحللون، ومقدمو البرامج، والمعدون، والمحررون، والمراسلون. كل ذلك جميل، إلّا أن المستغرب أن بعض هؤلاء الزملاء لا يفرق بين كونه مقدم برنامج، أو كاتباً، وبين كونه صاحب حساب في تويتر، فهنا يأتي بوجه، وهناك يخرج علينا بوجه آخر، هنا يتقمص المثالية والواقعية، وهناك يفعل ما شاء من قلب للحقائق، وخروج عن كل النصوص الأدبية والمهنية. مثل هؤلاء ينسون أنهم يكتبون بأسمائهم الحقيقية، وأن ما يكتبونه في تويتر يمثل شخصية كل واحد منهم، فرأيك هنا هو من المسلّمات أن يكون رأيك في مكان آخر وفي موقع آخر، سواء في مقالك في صحيفة، أو في برنامجك التلفزيوني، إلّا إذا كنت صاحب شخصيتين متناقضتين. وعند ذلك، عليك بمراجعة طبيب مختص بعلم النفس ليصف لك العلاج، ويخرجك من أزمتك هذه التي تلازمك، للدرجة التي جعلت منك «أبو وجهين»، أو أن هذه هي طبيعتك، ولا حرج لديك مما يقوله الناس عنك، فهنا لا أملك إلّا أن أقول «لا حول ولا قوة إلاّ بالله». مع ذلك، هناك وجه آخر كشفته لنا صفحات تويتر، وهو ضعف اللغة العربية عند البعض، فترى الجملة أو العبارة غير مستقيمة، وترى من يضع تاءً مفتوحة بدلاً من تاء مربوطة، ناهيك عن كثير من الأخطاء الإملائية واللغوية، التي تعكس ضحالة اللغة لدى البعض، وكأن ما يكتبونه في صحفهم يمرّ ب «الديسك»، أو ما يسمى ب «المصحح». شكراً لك «تويتر» على أن كشفت لنا الحقيقة.. وعفواً «تويتر» فقد كانت الحقيقة قاسية..! [email protected]