هل أردت يوما التواصل مباشرة مع وزير أو مسوؤل او شخصية معروفة من غير الاعتماد على الطرق البيروقراطية العقيمة التي قد لا تثمر عن شيء، أو حتى التواصل مع الأصدقاء والمعارف أو ذوي الاهتمامات المشتركة معك. اذا كانت رسالتك صادقة مختصرة وواقعية فهناك احتمال كبير انك ستحصل على رد او على الأقل ستصل رسالتك وتقرأ. الآن يمكنك ذلك عن طريق الانترنت وبالتحديد موقع التواصل الاجتماعي تويتر، فهو يضم 100 مليون مشترك (مغرد) من حول العالم يرسلون (يغردون) 250 مليون رسالة (تغريدة) كل يوم. يسمح الموقع للمستخدمين إنشاء معرفات خاصة بهم ومن خلالها يمكن متابعة كل من عنده حساب بالموقع من اصدقاء او معارف او شخصيات معروفة والتواصل معهم ومعرفة آخر الأخبار والمستجدات حول العالم والتعليق عليها. وفكرة البرنامج تشبه إلى حد كبير خدمة الرسائل النصية الموجودة على أجهزة الجوال ولا يسمح الموقع بتخطي 140 حرفا أو رمزا في كل رسالة (تغريدة). في السنوات الأخيرة أعطت مواقع التواصل الاجتماعي مستخدميها المساحة الافتراضية ليكونوا مواطنين كتابا يكتبون ما يرغبون ومواطنين صحفيين يبدون آراءهم ووجهات نظرهم بالأحداث المحيطة. وكما صنعت مواطنيين مراسلين إخباريين، ينقلون كل حدث او خبر بالنص والصورة، احيانا بعض الأخبار المنشورة على تويتر تعرض أسرع من الأخبار عبر وسائل الإعلام التقليدية. -لأنها لا تتبع الأطر المتعارف عليها اعلاميا من التحقق والتأكد من مصدر الخبر - كما أعطى تويتر فرصة للصحفيين والكتاب والاعلاميين ومساحة للتواصل مباشرة وبتلقائية مع الجمهور وسماع آرائهم عن كتاباتهم ومناقشة المهتمين بها. وهي فرصة عظيمة للمسؤولين للسماع مباشرة من المواطنين عن أوضاعهم واحتياجاتهم. تذكر الحكمة العربية القديمة التي تقول: «خير الكلام ما قل ودل» وهذه هي القاعدة الذهبية في تويتر، حيث إنه مسموح لكل تغريدة ب 140 رمزا لا يمكن تجاوزها بالرسالة الواحدة.لا يقتصر هذا الموقع الاجتماعي على الأفراد، حتى الشركات لاحظت الإقبال الكبير على هذا الموقع واصبحت تتواصل مباشرة مع الجمهور سواء بالإعلان عن منتجاتها الجديدة او بإعطاء بعض المعلومات عما سيطرح قريبا بالأسواق، وكذلك سماع آراء عملائهم عن منتجاتهم. فمثلا عملاق صناعة أجهزة الحاسب الآلي «ديل» أوقفت خطوط انتاجها عندما اشتكى كثير من زبائنها عبر تويتر عن قرب زرين للحروف من بعض على لوحة المفاتيح بأحد اجهزتها الجديدة. فما كان من ديل إلا حل المشكلة بسرعة بعد ردود الفعل الغاضبة. وبعض الشركات أصبحت تتواصل مع الراغبين بالعمل وتعلن عن فرص التوظيف فيها عن طريق تويتر. وبالشهر الماضي أهدت الخطوط السعودية تذكرة سفر الى دبي لمتابعها رقم 10,000 على تويتر. إلى هنا عزيزي القارئ أتمنى ان اكون قد استطعت حثك على خوض تجربة دخول هذا العالم، لكن الحذر كل الحذر من بعض المستخدمين الجدد الذين يقعون فيما يعرف بمتلازمة تويتر. فأعراضها بسيطة فهم يرسلون (يغردون) كل صغيرة وكبيرة بحياتهم فيصبح يومهم شريطا طويلا ومعروضا للملأ مثل برامج تلفاز الواقع، فهل ضروري أن نعرف مثلا متى استيقظ شخص من النوم؟ وماذا تناول على الفطور؟ وماذا يشاهد الآن على التلفاز؟ وماذا سيلبس للدوام؟. فأغلب متابعي مثل هذا الشخص بعد وقت قصير من متابعته ستأتيهم الرغبة في عدم متابعة تفاصيل حياته الخاصة وحذف معرفه من قائمتهم، وكل الحق معهم. خاتمة: تذكر ان تكون شخصًا واضحًا وصريحًا مع احترام الآخرين لأنه لا مكان للتعليقات الفظة او غير المهذبة الكل سيقرأ ما تكتب وسيظل معروضًا للجميع للاطلاع عليه. وتذكر الحكمة العربية القديمة التي تقول: «خير الكلام ما قل ودل» وهذه هي القاعدة الذهبية بتويتر حيث إنه مسموح لكل تغريدة ب 140 رمزًا لا يمكن تجاوزها بالرسالة الواحدة. شارك وأرسل (غرد) الأشياء الممتعة من حولك، لكن احذر ان تغرد كل صغيرة وكبيرة بحياتك – لكي لا تكون مملا – تويتر مكان للاستفادة والإفادة احرص على المفيد والإيجابي فالعالم مليئ بالأمور الجميلة اذكرها واستمتع بالتغريد مع المغردين.