اللامبالاة أسوأ ظاهرة اجتماعية سلبية تفشت وأصابت المجتمع في مقتل، أدمغة نائمة مصابة بالشلل الدماغي لا تفكر إلاّ في ذاتها، ولا يهمها أمر المجتمع بمن فيه، غارق في بحور الأنانية والسلبية. سلوك اللامسئولية هذا أكثر سوءاً من السلوكيات المرفوضة دينياً وخلقياً واجتماعياً لهروب صاحبها المتعمد من الالتزامات والواجبات تجاه عمله والآخرين ما يعرقل عملية التنمية في المجتمع ويعيق عملية التغيير الاجتماعي بصورته الصحيحة. حالة غريبة ومزعجة من الفردانية والتقوقع حول الذات وانعدام التفاعل، خطرها لا يُستهان به خاصة "فئة الموظفين ومن بيدهم مصالح الناس" لا أريد أن أعين بعض المصالح يكفي أنهم منتشرون تقريباً في أكثر المؤسسات، مشكلتهم ليست فطرية ، تعود أسبابها لمؤسسات التربية والتنشئة الاجتماعية في الغالب، الأسرة المتسلطة التي تنتهج القسوة المادية والمعنوية، أذكّر كل مرب بمسئوليته أمام الله وأمام الوطن بما استؤمن عليه، فليُحسن التربية وليكن قدوة حقيقية صالحة للأبناء منذ الصغر في الترابط والتعاون والإيثار والاهتمام بمصالح الآخرين، بذلك نتجاوز هذه الظاهرة قبل استفحالها. أما من استفحل الداء فيهم من الموظفين فالمسئولية تقع على مسئولي مؤسساتهم وبعض المؤسسات العلمية البعيدة كل البعد عن التربية الإيجابية والديمقراطية، وكذلك بعض طبقات المجتمع ذات النظرة الفوقية التي تشعر من هم دونها بالدونية وتسبب لهم الإحباط الدافع للامبالاة. حالة الشخص المصاب النفسية لا تُحسد عملية تراكمية من الإحباط والشعور بالنقص تكونت خلال فترة مراحل نموه كلها، أضف إليها العوامل الاجتماعية المحبطة ولا ننسى البطالة، وقبول العمل بغير التخصص نتيجة الحاجة والفقر الذي يولد نوعاً من اهتزاز الهوية الاجتماعية. هذا السلوك لم يكن موجودا في السابق لأن القيم كانت متجذرة والروابط الاجتماعية قوية، للأسف تغيرت حالياً فلم تعد على ما كانت عليه في السابق، لذا آمل من وزارة الشئون الاجتماعية مشكورة الاهتمام بنشر الوعي الاجتماعي في كل منطقة بإنشاء دوائر متخصصة في هذا المجال للتثقيف الاجتماعي والخروج من دائرة اللاوعي الاجتماعي والفوضى. وأذكّر كل مرب بمسئوليته أمام الله وأمام الوطن بما استؤمن عليه، فليُحسن التربية وليكن قدوة حقيقية صالحة للأبناء منذ الصغر في الترابط والتعاون والإيثار والاهتمام بمصالح الآخرين، بذلك نتجاوز هذه الظاهرة قبل استفحالها. أما من استفحل الداء فيهم من الموظفين فالمسئولية تقع على مسئولي مؤسساتهم والعلاج يبدأ بالتوجيه، فالردع وإن استعصى فالبتر أفضل حتى لا يتسمم جسد المجتمع كله وحبذا لو ساهمت وسائل الإعلام في إعادة اعتبارات القيم والمبادئ من خلال كل وسائلها حرصاً على مصالح المجتمع وسلامته. [email protected]