أطفال الشوارع الأطفال الذين يتسولون عند إشارات المرور أو يبيعون معطر وأغطية زجاج السيارات وما شابه ذلك هذه ظاهرة عالمية تغتال فيها الطفولة ويحكم على مستقبلها بالضياع، وأسبابها عوامل مجتمعية واقتصادية أدت وستؤدي إذا لم تتكاثف الجهود للحد منها إلى تناميها بشكل أكبر لا يتصوره العقل. هؤلاء البؤساء دفعتهم قسوة الحياة إلى هذا الطريق، نالهم ظلم التشرد فعاشوا على الهامش، تعساء لم يختاروا تعاستهم ولم يكونوا سبباً في تفكك أسرهم، ضحية عائل غير مؤتمن أو راع تخلى عن أهم مسؤولياته، كأب صوري حضوره كعدمه، أو أم ضيعت الأمانة، وانفصال الأبوين آفة تفرز الكثير من أمثال هذه المآسي، منهم من يعيش في أسر أحادية المعيل وأم جاهلة لا تدرك معنى مخاطر التسكع في الشوارع، وقد تكون الحاجة والفقر أجبراها لكسب الرزق بهذه الوسيلة المدمرة، وربما يكون المعيل قاسيا وغير أمين، وقد يكون سوء معاملة زوجة الأب وقسوة زوج الأم دوافع تشرد الأطفال وهروبهم، كما أن تأثير النظراء والرفقة السيئة والإهمال والتسرب من المدرسة من الأسباب الرئيسة في الهروب وبالتالي الوقوع في مستنقع الشوارع وفي أحضان غير الأسوياء . واليتامى دون راع الأسوأ حالاً وإن تعددت الأسباب فالخطر واحد ووارد ولا مفر من عواقبه، هؤلاء الأطفال قنبلة موقوتة ضحيتها المجتمعات والأطفال أنفسهم في مقدمة الضحايا. علينا جميعاً رفع روح المسئولية الاجتماعية والحس الاجتماعي لدينا والعمل معاً كل حسب تخصصه وطاقاته ومعرفته للمساهمة في غرس الأمان فيمن فقدوا الأمان والاستقرار ودفء الحياة والحميمة والحب الاجتماعي، هذا واجب ديني وليس فرض كفايةلا أشك في اهتمام الجهات المختصة لكني آمل الإسراع والعمل أكثر وبكل الوسائل للقضاء على هذه الظاهرة، قبل أن يتورطوا ويقعوا في بؤر ومصائد تستغلهم استغلالاً سيئاً. حتى وإن كنا أقل دول العالم من حيث انتشار هذه الظاهرة إلاّ أننا يجب ألا نتساهل أمام وضع قد يستفحل لا قدر الله ويهدد مستقبل طفولة بل مستقبل أمة ووطن نحبه ويحبنا. علينا جميعاً رفع روح المسئولية الاجتماعية والحس الاجتماعي لدينا والعمل معاً كل حسب تخصصه وطاقاته ومعرفته للمساهمة في غرس الأمان في من فقدوا الأمان والاستقرار ودفء الحياة والحميمة والحب الاجتماعي، هذا واجب ديني وليس فرض كفاية. ثقتي في الجميع كبيرة خاصة جهة الاختصاص مشكورة جهودهم واضحة وفقهم الله . [email protected]