ارتماء الدوحة بكل ثقلها في أحضان طهران يبرهن مجددا على انغماسها في بؤرة إرهاب عميقة رغم الادعاء بالتنصل من دعم الارهاب والارهابيين، فمعظم دول العالم تصنف ايران ضمن التنظيمات الارهابية وتنادي بعدم التعامل معها الا أن ساسة قطر مازالوا يسبحون ضد التيار بالمراهنة على ايران وتسليم مفاتيح أمنهم وأسرارهم لدولة تتزعم ظاهرة الارهاب في العالم. وليس بخاف على سائر أمصار وأقطار المعمورة أن إيران تمثل الراعي الأول للارهاب بتدخلاتها السافرة في شؤون بعض دول المنطقة، حيث تقف وراء إشعال الحروب والفتن والطائفية فيها كما هو الحال في سوريا والعراق وليبيا والبحرين، وهي تدخلات أدت إلى إبقاء فتائل الأزمات في كثير من الدول قائمة دون حلول، وأدت تلك التدخلات في الوقت ذاته إلى نفوذ إيراني واضح تحاول بسطه على كثير من دول المنطقة. وتقف إيران وراء دعم الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية بالأموال والمواقف السياسية، وتمدها بالصواريخ الباليستية حيث تعتدي باطلاقها على مكةالمكرمة والمدن اليمنية والمدن السعودية المتاخمة لليمن. وطهران مازالت تدعم الارهابيين في كل مكان وتقف وراء العمليات الارهابية التي حدثت بالمملكة والكويت والبحرين، وقد طالبت القمة العربية الاسلامية الأمريكية المنعقدة بالرياض بعزل النظام الإيراني، غير أن الدوحة نقضت ما أجمعت عليه دول القمة وانقلبت على ما وقعت عليه من تعهدات قبل أن يجف حبرها، وهو انقلاب يدعم الصلات المتجذرة القديمة الجديدة القائمة بين طهرانوالدوحة. ومنذ الأزمة الخليجية والعلاقات بين الدوحةوطهران تزداد متانة وقوة حيث تحقق طهران توسعا جديدا واستلاب عاصمة عربية جديدة، وبدلا من عودة الدوحة الى صوابها ورشدها راحت تتعاون مع طهران المعادية لشعوب المنطقة ولدول مجلس التعاون الخليجي ولكثير من دول العالم. وخطوات التقارب وتعزيز العلاقات بين الدوحةوطهران ليس في صالح ساسة قطر ولا يصب في المصالح القومية لدولتهم، وسياسة الاستقواء بايران لن تعود عليهم الا بالخزي والعار والخسران المبين، فتلك العلاقات تبرهن على أن الدوحة مازالت ضالعة في ممارسة الارهاب بكل أشكاله وصوره، وتبرهن أنها ماضية قدما لدعم الحركات الارهابية في كل مكان، وأنها متمسكة بايواء رموز الإرهاب في قطر. والعلاقات بين الدوحةوطهران من جانب آخر سوف تؤدي الى عزلة دولية كبيرة سوف تظهر علاماتها على مر الأيام، فدول العالم الساعية الى نبذ الارهاب ومكافحته لن تقبل باستمرارية علاقاتها مع الدوحة، وهي تشارك ارهاب الدولة المتمثل في النظام الإيراني الدموي في خطواته المشهودة لنشر ظاهرة الإرهاب.