ما زال ساسة قطر كما عهد عنهم يجيدون اللعب على الحبلين فهم في الوقت الذي يدعون فيه مكافحتهم للجماعات الإرهابية نراهم ينشطون لمساعدة تلك الجماعات في أماكن عديدة، فهم داعمون لحركة الإخوان المسلمين في مصر ولحزب الله في لبنان وللميليشيات الحوثية الانقلابية في اليمن، وإغداق الأموال القطرية على تلك المنظمات ساعدها على الاستمرار في تنفيذ عملياتها الإرهابية في العديد من أمصار وأقطار العالم. إضافة إلى تلك الاستمرارية لدعم الحركات والتنظيمات الإرهابية في كثير من أصقاع الأرض فإنهم يرتمون في أحضان إرهاب الدولة المتمثل في النظام الايراني الدموي رغم علمهم يقينا بالممارسات الإجرامية التي اقترفها النظام ضد بعض دول مجلس التعاون الخليجي، وعلمهم في الوقت ذاته بما يمارسه من عمليات إرهابية في العراق وسوريا واليمن وليبيا، فهو ارتماء خاطئ لا مبرر له ولا تفسير له إلا باستمرار قطر في دعم ظاهرة الإرهاب وإرهاب الدولة. سحب السفراء وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي والمقاطعة التي ضربت حول الدوحة خطوات كان لا بد من اتخاذها من قبل دول المنظومة التعاونية الخليجية ومن العديد من الدول العربية والاسلامية والصديقة لتلقين ساسة قطر دروسا في احترام الالتزامات التي تعهدت بها ومن ضمنها التوقيع على ما جاء في القمة العربية الاسلامية الأمريكية في الرياض من اتفاق يقضي بالامتناع عن ممارسة تأييد ظاهرة الإرهاب بأي صورة من الصور. لقد تعود ساسة قطر على التغريد خارج السرب الخليجي والعربي والاسلامي فمنذ التسعينات وهم يحاولون الاستقلال بمختلف قراراتهم التي لا تصب كلها في أي إجماع لتجنيب المنطقة ويلات الإرهاب والعنف والتطرف، وتظهر تلك الاستقلالية من خلال توقيع قطر على الاتفاقية الأمنية مع النظام الايراني وهو ما يتعارض مع سياسة مجلس التعاون الخليجي وسياسة دول المنطقة، ويتعارض تماما مع كل الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة الإرهاب. ويخطئ ساسة قطر إن ظنوا أن ممارساتهم الانتقائية واللعب على الحبلين سوف تحقق لهم مكاسب سياسية، فهم غارقون في عزلة لن يخرجوا منها إلا بعودتهم الى الصواب والتخلص تماما من معاضدة إرهاب الدولة والتنظيمات الإرهابية التي لا يزال العالم يشدد الخناق عليها للخلاص منها ومن ويلاتها، والتغريد خارج السرب هو سياسة خاطئة سوف تعود على قطر بويلات وأزمات ومصير مجهول. تلك السياسة الخارجة عن أي اجماع يواجهها العالم اليوم بمزيد من الاستهجان فهي سوف تلحق أفدح الأضرار بدولة قطر وأفدح الأضرار بالمنظومة التعاونية الخليجية وأفدح الأضرار بالاجماع الدولي الذي لا يزال يلاحق الإرهابيين ويسعى لاحتواء ظاهرة الإرهاب في أي بقعة من بقاع الأرض، فالتغريد خارج السرب الممارس من قبل ساسة قطر سوف يؤدي إلى استمرارية ظاهرة الإرهاب وهو أمر لا يقبله العالم بأسره.