رغم ما أجمعت عليه الدول الخليجية بأهمية قطع علاقاتها مع الدوحة لضلوعها في مساندة ومعاضدة التنظيمات الإرهابية بالأموال والدعم السياسي وارتمائها في أحضان النظام الايراني، إلا أن الموقف الإنساني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - بمراعاة أحوال القطريين والتخفيف من معاناتهم يدل دلالة واضحة على اهتمامه أيده الله بالشعب القطري ورعايته لمصالحهم. ويتضح بجلاء في أعقاب القطيعة الخليجية أن الدوحة ما زالت تحاول الاعتماد على سياسة المتناقضات وخلط الأوراق والتملص من نهجها الذي سلكته بحياكة الدسائس للمملكة ودول الخليج عن طريق اللجوء الى الاستقواء بالآخر وعدم الاعتماد بأي شكل من الأشكال على شعب قطر الأصيل، وتلك سياسة خاطئة جرت على ساسة قطر ومازالت تجر عليهم الكثير من الأزمات والنكبات. وتلك السياسة الموغلة في الخطأ تتضح من خلال المتناقضات التي استندت عليها الدوحة في سلوكياتها بلجوئها للاستقواء بالآخر وتجاهل ارادة الشعب القطري كليا، واستمرارية اللعب على الحبلين في عدة اتجاهات لعل أبرزها الاعلان عن مقاتلة الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح مع الدول العربية المتحالفة في وقت تدعم فيه تلك الميليشيات الانقلابية بالمال للقفز على الشرعية اليمنية واطالة أمد الحرب. وتحاول الدوحة التنصل من دعم الإرهاب وهي في حقيقة الأمر داعمة لهذه الظاهرة الشريرة من خلال تمويلها ودعمها للتنظيمات الإرهابية بالأموال والتآمرعلى اسقاط الحكومات العربية وزعزعة أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، وماعاد هذا الدعم خافيا ان تم الرجوع الى القائمة الطويلة من الأسماء التي دعمتها الدوحة لممارسة سلسلة من العمليات الارهابية في العديد من الدول. وليس أمام الدوحة للعودة الى حظيرتها الخليجية والعربية والاسلامية والدولية الا خيار واحد يتمحور في التزامها المطلق بوقف ارتمائها في أحضان إرهاب الدولة المتمثل في النظام الايراني الدموي والتوقف عن دعم التنظيمات الارهابية بالأموال والتوقف عن حياكة الدسائس ضد العديد من الدول العربية، وبدون هذا الخيار فان الدوحة سوف تبقى معزولة عن العالم لتغرد خارج السرب ويصعب عليها الخروج من أزمتها القائمة. ولاشك أن ساسة قطر من خلال تصرفاتهم الطائشة تلك يلحقون أفدح الأضرار بشعبهم ويلحقون أفدح الأضرار بالاجماع العربي والإسلامي والدولي بأهمية محاصرة ظاهرة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين أينما وجدوا، والخروج عن هذا الاجماع ليس في صالح قطر ولا يصب في مصالح الدول الخليجية وهي تحاول مجتمعة مع المجتمع الدولي ملاحقة الإرهابيين واجتثاث ظاهرتهم الشريرة من جذورها. لقد تبين لدول العالم أن الدوحة ضليعة وشريكة في العديد من العمليات الارهابية الاجرامية التي تم تنفيذها في كثير من أقطار وأمصار العالم، وتبين لتلك الدول أن ارتماء الدوحة في أحضان النظام الايراني لم يعد عليها بخير وانما زادها ضعفا وتشرذما وعزلة، وتبين لتلك الدول أن الدوحة لن تخرج من عنق الزجاجة إلا بعودتها الصائبة لصفها الخليجي والعربي والإسلامي.