ان تطورنا الاقتصادي يعتمد على معطيات معينة، يأتي على رأسها - في نظري - تطوير الموارد البشرية لتصبح مؤهلة وذات مهارات عالية للقيام بواجباتها وتحقيق الأهداف العامة للنمو والتطور. من هذا المنطلق، فإن مساهمة المجتمع بجميع فئاته تعتبر مرتكزاً أساسياً لإقرار التوازن في سوق العمل ولتعزيز دور الهيئات المسؤولة عن القوى العاملة لوضع السياسات المنظمة لسوق العمل السعودي. وأطرح هنا عدة معطيات محددة تتعلق بمشاركة المرأة في النهضة الاقتصادية. لا شك أن استحداث لجنة صاحبات الأعمال بالمنطقة الشرقية هي خطوة جيدة وفي الاتجاه الصحيح إلا انها جاءت مقننة ومتأخرة. مقننة لأن أهدافها تقتصر على دعم وتطوير "النشاط الاقتصادي النسوي" ، وما يتفاعل مع متطلبات العمل التجاري في "الوسط النسائي" ، ولدراسة مشاكل "القطاع الاقتصادي النسوي". أعتقد أن المناخ التنموي والاجتماعي اليوم يؤهلان ابراز المجالات التي يمكن ان تشترك فيها المرأة ويفعل دورها لكي تساهم في جميع المجالات ومناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية بحيث لا تقتصر على شؤون المرأة دون غيرها. لا أرى ضرراً أن تساهم المرأة مثلاً بدراسة ومناقشة الأمور الاقتصادية العامة الأخرى وأن تقدم الحلول إن وجد في مجالات التقنية والتجارة والصناعة والذهب والمجوهرات والتعليم من بين مجالات أخرى ضمن الثوابت والعادات والتقاليد. كما أنني لا أعتقد أن هناك ضرراً من أن تساهم المرأة في التنمية الاقتصادية - وأقصد هنا في القطاع الخاص وفي الاستثمار المباشر اي الاستثمارات المرتبطة بانشاء وادارة مؤسسات العمل في قطاع الصناعة والخدمات وغيرها من المجالات الاستثمارية. ان هناك حاجة ماسة لمساندة المرأة القادرة والراغبة على العمل تلبية لاحتياجاتها وأسرتها ومجتمعها وإزالة العقبات التي تعترضها ضمن تعاليم الشريعة السمحاء. ويحضرني في هذا المجال ما اشارت اليه السيدة عفاف سليمان الحمدان مديرة مركز خدمات الاستثمار النسائي بالهيئة العامة للاستثمار بالرياض في ورقة العمل التي قدمتها ضمن المشاركة النسائية السعودية بالملتقى الاول لصاحبات الاعمال الخليجيات الذي اقيم مؤخراً بسلطنة عمان. فقد ناقشت السيدة الحمدان اهم العقبات التي تواجه سيدات الاعمال في المملكة ومنها: عدم وجود ادارات نسائية بالاجهزة الحكومية المختصة وعدم وجود مناطق صناعية مخصصة للنساء وعدم توفر البيانات والمعلومات الاستثمارية النسائية والصعوبات النسبية في التعامل مع التقنية الحديثة. إن الهدف هو تحريك النمو الاقتصادي وفق منظومة منسجمة في الاستراتيجيات والسياسات والآليات المتعلقة بتنمية الموارد البشرية بما فيها العنصر النسائي الهام والفعال. *عضو جمعية الاقتصاد السعودية