يبدو أن الأسبوع قبل الماضي كان بحق أسبوع المرأة السعودية، إذ ان تحديات جديدة قد برزت كنتيجة لعدد من العوامل منها ما هو مرتبط بأوليات التخطيط للتنمية، وما هو ناتج عن سياسات وخطط التعليم والتدريب، وما يرتبط بالاستراتيجية والدعم المؤسسي والتنظيمي لمساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي، وكذلك الرؤى المستقبلية لمشاركة المرأة الفعالة في بناء هذا الوطن. فقد استوقفني عدد من الأخبار عن نشاط المرأة السعودية الخصها فيما يلي: أولاً كلمة الدكتورة نورة اليوسف رئيسة اللجنة النسائية المنظمة في منتدى الرياض الاقتصادي ضمنتها بعض الأمور الهامة: أصبح عمل المرأة ضرورة ملحة بغياب العائل الرجل لظروف اجتماعية، تضاعف عدد الخريجات من (13) خريجة منذ ثلاثين عاماً الى (34158) مما يعد انعكاساً لسياسات تنمية الموارد البشرية التي اولت تعليم المرأة اهتماماً خاصاً. إلا أنني لا أعتقد أن نسبة المرأة العاملة قد وصلت إلى 30% عام 1422ه كما أشارت التوصيات، فأغلب الدراسات تؤكد أن النسبة ما زالت تتراوح بين 4% و 8%. ومن اهم التحديات الاقتصادية التي تخص المرأة في المملكة تلك التي تتعلق! بقلة فرص مشاركتها في النشاط الاقتصادي بمختلف أوجهه الاستثمارية والصناعية والتجارية وحصره في القطاع التعليمي, اضافة الى تدني فرص مشاركتها في قوة العمل في القطاع الخاص وفي قطاعات الصناعة والخدمات. واصبح من المحتم ان يتم تحديد اهم المرتكزات التي تستند اليها هذه الرؤية واستراتيجيات تحقيقها للارتقاء بمعدلات النمو الاقتصادي وتحقيق اهداف التنمية الاقتصادية المستدامة. ومن خلال النقاشات التي تضمنتها جلسات المنتدى أود أن أركز على المحاور الرئيسية التالية: 1. تبني استراتيجية وطنية يدعمها قرار سياسي تهدف تفعيل مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي متضمنة تنويع مجالات التعليم وفرص التدريب المهني للمرأة، وايجاد السياسات والانظمة والقوانين والبيئة التنظيمية الداعمة لمشاركة المرأة في الاستثمار في المجالات التجارية والصناعية والخدمات، وفتح مجالات جديدة لعمل المرأة في القطاع الخاص وفي المجالات الصناعية كمرتكز اساسي لتوطين قوة العمل في هذه القطاعات، وتفعيل دور المؤسسات المالية والبنوك في دعم وتمويل النشاط الاستثماري ا! لنسائي، وتوفير حاضنات للمشروعات النسائية الرائدة والابداعية والتي تتماشى مع الخطط التنموية في المملكة، وكذلك بحث بدائل المواصلات والنقل المتاحة للمرأة لتفعيل مساهمتها في قوة العمل ومشاركتها في النشاط الاقتصادي. 2. تفعيل دور المرأة في صنع القرارات المتعلقة بنشاطاتها من خلال مشاركة نسائية فاعلة مرتبطة بالمؤسسات والوزارات المعنية كوزارة الاقتصاد والتخطيط والغرف التجارية والصناعية والبلدية. 3. تفعيل دور مراكز البحوث والدراسات في رصد ودراسة مساهمة المرأة في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والتعرف على معوقاتها وسبل التغلب عليها. أما الخبر الثاني فهو ما شهدته الفعاليات العلمية المصاحبة ليوم المهنة السادس بقسم الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز من مداخلات (ساخنة) بين المشاركات حيث اعترضت د.رفيدة خاشقجي عميدة قسم الطالبات بشدة حول ما ذكرته د.ناهد طاهر المستشارة بالبنك الاهلي عن ان العاملة في القطاع الخاص اكثر التزاما من العاملة في القطاع الحكومي لما تشعر به الاخيرة من امان كامل وبعد عن المساءلة بعكس ما يحدث في القطاع الخاص. وجهة نظر الدكتورة رفيدة هي أن النظرة في القطاع الحكومي قد تغيرت عن السابق حيث هناك مساءلة ومراجعة وعقاب للمقصرة ان ثبت تقصيرها مشيرة الى اننا في عصر لايتطلب التقاعس او الاهمال. من النقاط الهامة أيضاً في يوم المهنة محاضرة د.نادية باعشن التي اشارت الى أن المستقبل سيسفر عن وظائف جديدة لم تكن موجودة سابقا وهو ما يتطلب تطوير المهارات والقدرات العلمية والمهنية للخريجات. الخبر الثالث اللافت للنظر الأسبوع الماضي هو أن سيدة أعمال سعودية رفعت دعوى ضد شركة تأمين تطالبها بأكثر من 3 ملايين ريال بعد مماطلة الشركة في تعويضها عن حريق نشب في مصنع لادوات الحلاقة البلاستيكية تمتلكه سيدة الأعمال ومؤمن عليه لدى الشركة. المستثمرة السعودية أوضحت انها قامت بالتأمين على المعدات والماكينات والمواد المصنعة لدى الشركة وتم الاتفاق على كافة البنود وصدرت وثيقة التأمين بناء على ذلك لتغطية الاخطار الناجمة عن الحريق والصواعق وخلافه واستمر التعاون بين الجانبين لمدة خمس سنوات دون حوادث. لم تقم الشركة بصرف التعويضات العاجلة للاضرار المقررة في مثل هذه الحالات بحسب بنود بوليصة التأمين لأن الموضوع مازال لدى جهات الاختصاص وبانتظار ما تسفر عنه التحقيقات القضائية! . أنا أعلم ان قضايا التأمين تنظر فيها وزارة التجارة وأتطلع لليوم الذي تسن فيه قوانين مستقلة للبت في الخلافات التجارية المتعلقة بقطاع التأمين. أما الخبر الرابع فهو توقيع الغرفة التجارية الصناعية بالرياض اتفاقية تعاون مشترك مع جمعية النهضة النسائية الخيرية بالرياض بهدف تفعيل برنامج سعودة الوظائف وتوفير الفرص الوظيفية للعناصر النسائية بمنشآت القطاع الخاص. تحية إجلال لغرفة الرياض التي التزمت بمقتضى الاتفاقية باستقبال طلبات توظيف العناصر النسائية من الجهات الراغبة وارسالها الى الجمعية وكذلك قيام الغرفة بتسويق الدور الذي تقوم به الجمعية في مجال التوظيف النسوي. الخبر الخامس هو تقلد السيدة لبنى العليان رئيسة شركة العليان المالية المركز الأربعين على لائحة مجلة فورتشن الشهيرة لأهم خمسين سيدة أعمال في العالم. من الاهمية بمكان ادراك ان من غير الممكن ان تقوم تنمية شاملة ومتوازنة بمعزل عن المرأة اذ لابد ان تكون احد العناصر الاساسية في استراتيجية تغيير هادفة تسعى الى ايجاد شراكة فاعلة بين ابناء وبنات هذا الوطن في دفع عجلة النمو والتنمية الاقتصادية وفي صياغة غد افضل تتوجه قيمنا وشريعتنا.. التي هي اساس عزلتنا ومحل اعتزازنا. *عضو جمعية الاقتصاد السعودية