لم يشفع مرور ستة أشهر على بدء العمل في شوارع مخطط الحرمين، في أن يشاهد سكان ذلك المخطط الواقع بحي المروة شمال محافظة جدة، أي إنجاز يذكر في تحسين بيئة الحي، بل يزداد استياء المواطنين يوماً بعد آخر من بقاء الحفريات على حالها، منذ منتصف شهر شعبان الماضي والذي بدأ في حينه العمل داخل المخطط. طريقة الدخول والخروج من الحي تشبه "التنفس" برئة مثقوبة، حيث تعاني مداخل ومخارج الحي من تزايد الحفريات وطفوحات مياه الصرف الصحي، وهبوطات الأرضيات والطبقات الأسفلتية في الشوارع، فضلا عن إغلاق مداخل الحي بسبب العمل على مشروع قطار الحرمين الذي يمر عبر المخطط، كلها هواجس أرقت سكان ذلك المخطط، ويقول إبراهيم الهجام أن الحي يعاني مشكلات كثيرة من ناحية تكاثر الحشرات والقوارض بفعل انتشار مياه الصرف الصحي بين الأزقة والشوارع الداخلية، وهبوطات الأراضي وكثرة الحفريات وتأثيرات المياه الجوفية المختزنة داخل الأرض، الأمر الذي يؤثر على الطبقة الأرضية، مشيراً أن إزالة جسر بريمان كانت سببا أيضا في محاصرة الحواجز الأسمنتية للمخطط بشكل كامل من ناحية الشرق وكذلك من الناحية الجنوبية. فيما رأى ماجد عثمان الخولي أن تسرب المياه داخل الحفريات تسبب في خطر كبير على أرواح قاطني المخطط، مضيفاً أنه من الممكن أن تتسبب تلك المياه في الإضرار بأساسات البنايات في المخطط. ويضيف أحمد عيسى إبراهيم أن سكان الحي يعانون الأمرين من الدخول والخروج يومياً على نفس الشارع المؤدي إلى مدخل المخطط من الجنوب وبعد أن بدأت آليات الشركة بتقشير الشارع من الأسفلت القديم والمتهالك، مضيفاً أنهم استبشروا خيراً حين بدأ العمل، قبل أن يتوقف كل شيء فجأة ولم يتم النظر إلى الشوارع، بسبب مشروع الصرف الصحي الذي بدا متأخراً لمخطط الحرمين، ويقول عيسى إنه وبعد الأمطار التي هطلت على جدة مؤخراً أصبحت الأرض متشبعة بالمياه. أما فهد أحمد الشهري فيرى أن مخطط الحرمين كان من أفضل المخططات الجديدة والحضارية من حيث البنيان الجميل والحديث، ولكن في الوقت الحالي فقد اختلف بشكل كبير عن السابق من حيث الحفريات والتشققات في الشوارع والشركات المنفذة لم تنته من عملها في الشارع. ومن جهته أوضح الناطق الإعلامي بأمانة محافظة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري أن مخطط الحرمين يخضع لمشروع شركة المياه الوطنية لمعالجة المياه الجوفية بالمخطط والصرف الصحي، وأن أمانة محافظة جدة من ضمن مخططها سفلتة الحي وعمل الأرصفة والإنارة في الشوارع، ولكن لا بد أن تنتهي مشاريع شركة المياه الوطنية للبدء في عمليه الإصلاح، وأكد النهاري أنه لا يمكن عمل السفلتة إلا بعد انتهاء الشركة من مهامها، وأن الشركة لديها العديد من المشاريع وخاصة في مخطط الحرمين، وليس من الممكن تحميل الشركة مسؤولية التأخير لكثرة أعمالها لدى العديد من أحياء محافظة جدة. وكشف مدير وحدة أعمال شركة المياه الوطنية في جدة المهندس عبدالله العساف عن أن معالجة مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية في مخطط الحرمين من ضمن المناطق التي أسندت للشركة منذ عام بأمر من أمير منطقة مكةالمكرمة وكانت في السابق من صلاحيات الأمانة، مشيرا إلى أنه تم طرحها في منافسة بخصوص المياه السطحية والجوفية، وأن هذه المناقصة على وشك الترسية بقيمة 20 مليون ريال، إضافةً إلى أن مشروع التوصيلات المنزلية للصرف الصحي الذي تم البدء في تنفيذه. ووجه العساف جميع الساكنين في مخطط الحرمين وحي المروة والبوادي والربوة والصفا والسلامة بمراجعة مراكز خدمات العملاء لتقديم المستندات وهي (صورة الصك، وصورة تصريح البناء، وصورة البطاقة) ليتم على ضوئها إيصال الصرف الصحي لهم فوراً، وأما الشقق المنتهية بالتمليك فعليهم تقديم صورة الصك للمبنى فقط، وأنه في حالة التأخير سيتم فصل الخدمة عنهم، وأن الشركة تواجه تعاوناً وتسهيلات كبيرة من قبل الأمانة من أجل تخفيف معاناة المواطنين.