انتفت صفة النموذجية عن حي الحرمين في محافظة جدة، ولم يعد مسماه لائقا به، بعدما تضررت العديد من طرقاته وشوارعه بفعل ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتكرار طفح مجاري الصرف الصحي، وبالرغم من حداثة الحي الذي لايتجاوز عمره الزمنى سبعة أعوام، إلا أن العديد من السكان فضلوا الانتقال منه إلى أحياء أخرى تحظى باهتمام الأمانة. تلفيات لم تعالج يقول ثامر محمد عابد «اشتريت شقة فاخرة في حي الحرمين، بما يعادل سبعمائة ألف ريال، ولكن فوجئت بعد السكن بأن الحي خارج اهتمامات الأمانة التي لم تبد أية ردة فعل مناسبة تجاه الأضرار والتلفيات التي أصابت الطرقات والشوارع في المخطط الذي يضم العديد من العمائر السكنية الحديثة، وذلك بعد كارثة جدة الأولى». وأشار إلى تقديم السكان العديد من البلاغات لعمليات أمانة جدة، حتى وصلت البلاغات إلى ما يقارب ال 100بلاغ خلال أسبوعين، وقد تضمنت الشكاوى هبوط بعض الطرقات، وارتفاع منسوب المياه الجوفية، وتسربات الصرف الصحي، وانتشار الحفر الوعائية والقوارض والحشرات في مختلف الأنحاء، لافتا إلى أن الشكاوى الموجهة إلى الشركة الوطنية للمياه لحل مشكلة المياه الجوفية، تحال إلى اللجنة الدائمة في بلدية المطار، التي تحيلها بدورها إلى الإدارة العامة تارة، وتارة تطالب السكان بانتظار تنفيذ المشاريع. وأضاف أصبح السكان لايحلمون بتنفيذ مشروع لسفلتة الشوارع، بل أصبحوا الآن يتمنون ترقيع الحفريات الوعائية المنتشرة في كافة الطرقات. سوء تنفيذ المشاريع وانتقد محمد الغامدي سوء تنفيذ مشاريع السفلتة في طرقات المخطط، بالرغم من أن عمره لايتجاوز سبعة أعوام، مايؤكد غياب الرقابة على المشاريع الجاري تنفيذها من قبل مراقبي الأمانة. واستغرب ما أسماه تجاهل أمانة جدة للشكاوى والمطالب المقدمة من السكان الذين تضرروا كثيرا من ظهور المياه الجوفية وتسربات الصرف الصحي، ما أدى إلى تضرر الطبقات الأسفلتية في العديد من الطرقات. حي بلا مداخل وأشتكى خالد غالب من قلة مداخل ومخارج الحي المرتبط بجسر بريمان، الذي يشهد زحاما مروريا بشكل يومي، لاسيما وقت الظهر نظرا لمرور الشاحنات وصهاريج الصرف الصحي. وطالب بتغيير اسم المخطط كون مسماه الحالي لا يرتقي ولا يتناسب مع وضعه السيئ، خاصة أن طرقاته لاتخلو من الحفر الوعائية والهبوطات التي تسببت بها المياه الجوفية وتسربات مياه الصرف الصحي التي أصبحت تزكم الأنوف بروائحها الكريهة، فضلا عن سوء الخدمات المقدمة من البلدية، بالرغم من أن الحي جديد ويضم العديد من العمائر السكنية الحديثة. تدخل المجلس البلدي وناشد طارق معتوق، أعضاء المجلس البلدي في دورته الجديدة، زيارة الحي للوقوف ميدانيا على شكاوى ومعاناة السكان الممتدة منذ أكثر من 4 أعوام، والتي تفاقمت عقب هطول أمطار العام الماضي، والتي أدت إلى كشط الطبقات الإسفلتية في العديد من الطرقات، فضلا عن ظهور الحفر الوعائية والهبوطات في الشوارع بفعل المياه الجوفية. ويرى أن حل كافة مشكلات الحي يكمن في تنفيذ مشروع جديد لسفلتة الطرقات، وتخفيض منسوب المياه الجوفية وصيانة عبارات المجاري لمنع تسرب الصرف الصحي إلى خارجها. وتخوف من انتشار الأمراض الوبائية بين سكان الحي وخاصة الأطفال، وذلك لوجود الكثير من المواقع التي تتجمع فيها المياه الجوفية الراكدة التي تشكل بيئة مناسبة لتكاثر الباعوض والقوارض الناقلة للأمراض. مسؤولية الأمانة وحمل أحمد يس أمانة جدة مسؤولية تدهور الاوضاع في الحي كونها تأخرت كثيرا في تنفيذ المشاريع التطويرية التي تساهم في تصحيح الأوضاع في الحي الذي تضررت بنيته التحتية بعد الأمطار. وأعتبر أن تأخر الأمانة في تنفيذ مشاريع جديدة للبنى التحتية في المخطط، ساهم في ظهور مشكلات عديدة أبرزها تسرب مياه الصرف الصحي التي ملأت الشوارع والطرقات. معاناة حقيقية ووصف صالح إبراهيم «الوضع في الحي بالمزري، وقال «يعيش السكان معاناة حقيقة داخل الحي تكبدهم خسائر مالية فادحة جراء صيانة سياراتهم المتضررة من الحفر الوعائية والطرقات السيئة». وأضاف (يجب على مراقبي الأمانة تنفيذ جولات ميدانية للوقوف على شكاوى السكان والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها من خلال تنفيذ مشاريع جديدة تعيد النهضة إلى الحي، مطالبا أمانة المحافظة بإنشاء حديقة عامة داخل المخطط لتكون متنفسا للأهالي خلال أوقات الفراغ، لكم أن تتخيلوا أن حيا حديثا بأكمله لا يوجد به متنفس أو حديقة عامة للأهالي). وأشار طارق الحربي (خبير عقاري) إلى أن مخطط الحرمين من المخططات الحديثة شمال مدينة جدة، ولا يتجاوز عمره سبعة أعوام تقريبا، وتمت تسميته بحي المروة رقم 7، وتحيط به أربعة شوارع رئيسة هي (طريق الحرمين، ابن باز، حراء، وشارع الأمير متعب)، ويضم المخطط نحو 1600 قطعة أرض بمتوسط مساحة تبلغ 750م2، للقطعة الواحدة، ويصل سعر المتر المربع في شقق التمليك إلى 750 ريالا، فيما يقدر سعر الشقة المكونة من سبع غرف ب 700 800 ألف ريال. وأضاف يعد المخطط من المخططات الجديدة وأكبرها من حيث المساحة والتصميم، فالبلوكات مفتوحة من الجهات الأربع بمساحات جيدة، إلا أن السيول والأمطار التي وقعت العام الماضي دمرت شوارعه بشكل كلي. الأمانة: الجوفية أولا من جانبه، أوضح مصدر مسؤول في أمانة جدة أن حل كافة مشكلات حي الحرمين يتطلب تجفيف المياه الجوفية أولا، ومن ثم تنفيذ مشاريع لسفلتة وإعادة تأهيل الشوارع والطرقات، ومشاريع لمكافحة الضنك والقوارض والحشرات، واستكمال البنية التحتية. وأشار إلى أن الأمانة طرحت عدة مشروعات لتخفيض منسوب المياه الجوفية في عدد من أحياء مدينة جدة التي تشهد شوارعها طفوحات للمياه الجوفية، من بينها مخطط الحرمين، وبعد الانتهاء من عمل شبكة لتخفيض منسوب المياه الجوفية، سيتم عمل صيانة شاملة لطرقات المخطط. وكان المجلس البلدي في جدة في دورته السابقة تلقى العديد من شكاوى سكان مخطط الحرمين بشأن معاناتهم من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وتسرب المجاري إلى الشوارع وخزانات الشرب، ورصد المجلس في عدة زيارات ميدانية سابقة للمخطط ورفع خطابات للإدارات المختصة لإيجاد حلول سريعة لكن دون جدوى.