قطار الحرمين يحاصر أحياء عدة في مدينة جدة، تلك التي يمر مساره من خلالها .. مشاريع تم إنشاؤها تضيق الخناق على أهالي هذه الأحياء، وتزداد المنغصات تفاقما مع إنشاء مشاريع باتت تشكل أرقا دائما رغم فائدتها وحيويتها. «عكاظ» تجولت بين الأحياء، خاصة تلك القريبة من محطات القطار، كمخططي الحرمين والشعلة اللذين أحيطا بمشاريع الجسور والأنفاق على شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية سابقا)، وضيق الخناق عليهما من أوسع أبوابهما من الناحية الجنوبية. ويعد حي الشعلة الأبرز معاناة، بسبب ضمه لقطاعين قضائيين هامين، هما: المحكمة الجزئية، وهيئة التحقيق والادعاء العام، التي تحيل للأولى ما يرد إليها من اتهامات ودعاوى تخص شريحة واسعة من المواطنين والمقيمين فضلا عن تردد المحامين ووكلاء المترافعين على المحكمة أو هيئة التحقيق والادعاء العام يوميا، كل تلك الأمور تصطدم بصعوبة الوصول إلى هاتين الجهتين، إذ أن المشاريع تحتل المدخل الموصل إليهما، فضلا عن أن شارع التحلية يمثل أحد المداخل الرئيسية لمدينة جدة للقادمين من مكةالمكرمة والمدينة المنورة وهو ما يمثل عبئا إضافيا على ما تقدم ذكره. وأكد كل من هلال البقمي وسلطان الجهني أن تأخر المشاريع التي تنفذ على طول شارع التحلية أسهم في صعوبة وصول المراجعين وأصحاب القضايا إلى المحكمة الجزئية، متمنين أن تنتهي المشاريع في وقتها المحدد، خاصة أن تزامن وقت دخول وخروج المراجعين مع بدء وانتهاء الدوام المدرسي والحكومي مما يفاقم الأزمة المرورية. حفريات وحصار من جانب آخر شكا عدد من سكان مخطط الحرمين من تزايد الحفريات وطفوحات مياه الصرف الصحي وهبوطات الأرضيات والطبقات الأسفلتية في الشوارع، فضلا عن إغلاق مداخل الحي بسبب العمل على مشروع قطار الحرمين الذي يمر عبر المخطط. وبين كل من عبدالرحمن المزيني، خالد محمد، إبراهيم هادي، وصلاح زمزمي، أن الحي يعاني مشكلات متعددة من ناحية تكاثر الفئران والقوارض بفعل انتشار مياه الصرف الصحي بين الأزقة والشوارع الداخلية وهبوطات الأراضي وكثرة الحفريات وتصدعات المباني وتأثيرات المياه الجوفية المختزنة داخل الأرض، الأمر الذي يؤثر على الطبقة الأسفلتية ويقلل من عمرها الافتراضي، فضلا عن إغلاق مداخل المخطط والإبقاء على المدخل الغربي له، وهو ما تسبب أيضا في الضغط في تلك الناحية والازدحام المروري، مشيرين إلى أن إزالة جسر بريمان كانت سببا أيضا في محاصرة الحواجز الأسمنتية للمخطط بشكل كامل من ناحية الشرق وكذلك من الناحية الجنوبية. كما اشتكى الأهالي من المستنقعات التي تملأ أرجاء المخطط وهو ما يكون بيئة خصبة لنمو وتكاثر البعوض المسبب لحمى الضنك، وكذلك إزالة الطبقة الأسفلتية من معظم أنحاء المخطط وعدم تنفيذ عمليات السفلتة فيها إلى الآن، مستغربين التعامل مع هذه الحالة ببطء شديد، لافتين إلى أن ذلك أدى إلى إعاقة تنقلات الأهالي ودخولهم وخروجهم من الحي. وقال عدد من السكان:«خاطبنا الأمانة والبلدية المسؤولة عن معاناتنا وتردي الخدمات داخل الحي لكن بلا طائل، فالمشكلات باتت تتفاقم مع تجاهلها لنا حتى أصبح الحي مهيأ لاحتواء كل الظروف السيئة». دون رد من جهة ثانية خاطبت «عكاظ» المتحدث الرسمي لأمانة مدينة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري ومدير شركة المياه الوطنية بجدة المهندس عبدالله العساف ولم تتلق منهما أي رد حيال هذا الموضوع حتى إعداد هذا التقرير مساء البارحة.