قدَّر الناشط السياسي المصري جورج إسحق الكتلة التصويتية التي ستدعم التيار الثالث في الانتخابات البرلمانية المقبلة، حال إعادتها، بعشرين مليون صوت، كاشفاً أن هذا التيار، الذي يضم ليبراليين ويساريين وثوّارا، سيبذل جهوداً كبيرة للحيلولة دون حصول التيار الإسلامي على الأغلبية مجدداً. واعتبر جورج إسحق، في حواره مع «الشرق»، أن حديث الرئيس محمد مرسي عن التمسك بمبدأ المواطنة بمثابة بادرة أمل، لكنه حذر مما سمّاه محاولات السلفيين تعديل صياغة المادة الثانية من الدستور بحيث تصبح الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع لا مبادؤها فقط، وإلى نص الحوار: * كيف ترى مخاوف المسيحيين في مصر من وصول إسلامي كمحمد مرسي إلى الحكم؟ - اعتقادي أنه لا ينبغي أن تكون هناك مخاوف، وأعتبر تأكيد الرئيس محمد مرسي على مبدأ المواطنة بادرة أمل، وأعتقد أيضاً أن مشكلات المسيحيين فى مصر ستنتهي بانخراطهم في العمل السياسي، والأمر يحتاج إلى مزيد ٍ من الوقت لأننا خرجنا من مرحلة كان التمييز فيها واضحاً بين المسلمين والمسيحيين. * هل تخشى على مؤسسات الدولة من الإخوان؟ - لدينا مخاوف لأن هناك شائعات مفادها أن الإخوان سيحصلون على 14 ألف وظيفة في أجهزة الدولة لتسهيل تحكمهم في مفاصلها، وسنراقب بعناية ما يحدث، وسنقوم بفضح كل من يحاول فعل ذلك، ولا نريد أن نتكلم إلا بعد حدوث وقائع. * ما رأيك في محاولة حزب النور السلفي النص على أن تكون الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع؟ - سيتسبب ذلك في انقسام المجتمع، لهذا نؤكد على ضرورة بقاء المادة على حالها وعدم التلاعب بها، أي أن تظل مبادئ الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع. * لماذا أسستم التيار الثالث؟ - التيار الثالث هو تيار لا ينحاز إلى الدولة الدينية أو العسكرية، ويستهدف من منحوا أصواتهم لمحمد مرسي نكاية في منافسه أحمد شفيق أو من صوَّتوا للأخير نكاية في الأول، هذا التيار يملك قوة تصويتية قدرها عشرون مليون ناخب. * ما تصورك لشكل الانتخابات البرلمانية المقبلة في ظل وجود التيار الثالث؟ - أعتقد أن انقسام القوى المدنية والليبرالية سيسمح للإخوان والسلفيين بحصد أغلبية برلمانية مرة أخرى، لذلك نحن نسعى لجمع القوى المدنية والليبرالية في قائمة موحدة. * متى يبدأ التيار الثالث العمل على أرض الواقع؟ - نسعى حالياً لتجهيز قائمة موحدة نخوض بها الانتخابات البرلمانية المقبلة حال إعادتها، وأعتقد أن التيار سيظهر للنور بشكل رسمي خلال أسبوع. * أخيراً هناك من يرى أن وصول محمد مرسي لرئاسة الجمهورية يعني أن الحاكم الفعلي هو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، ما تعليقك؟ - أنا شخصياً أرى أن الدكتور مرسي ليس منفصلاً تماماً عن جماعة الإخوان المسلمين، لكن أرى أن ننتظر لنحكم على مدى تأثير انتمائه للجماعة على قراراته وحياده كرئيس للجمهورية.