كشفت أعمال فرز الأصوات في انتخابات الرئاسة المصرية عن تصدر مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي قائمة المرشحين، يليه رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق، ثم الاشتراكي حمدين صباحي، فالمستقبل (إخواني سابق) عبد المنعم أبو الفتوح في حين احتل وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى المركز الخامس، وسط ترجيحات، قبل انتهاء أعمال الفرز،أن تكون جولة الإعادة في منتصف يونيو المقبل بين مرسي وشفيق. وخلا ميدان التحرير، مقر اندلاع ثورة 25 يناير، من أية فعاليات ثورية أمس في انتظار النتائج النهائية للانتخابات وسط مخاوف من أن يمتلئ الميدان مرة أخرى بمعارضي أحمد شفيق حال خوضه الإعادة أمام مرسي الذي لا يحظى هو الآخر برضا القوى الثورية والتيار الليبرالي. وأحدث تقدم شفيق صدمة في الأوساط السياسية، ولم يتمالك الإعلامي محمود سعد أعصابه وأعلن في برنامجه على قناة «النهار» أمس دهشته من تقدم شفيق وعاتب مشاهديه الذين منحوا صوتهم لشفيق. بدورها، حمّلت القوي السياسية في مصر كيانات الثورة المسؤولية عن ارتفاع أسهم شفيق، نظرا لعدم اتفاقهم على مرشح واحد يقف في مواجهة المحسوبين على النظام السابق. من جانبه، قال رئيس حزب غد الثورة أيمن نور «سنقبل بنتائج الانتخابات ولكن سنجتمع لنقرر ماذا سنفعل في ضوء نتائج المرحلة الأولى»، ووصف نور الانتخابات بأنها لم تكن نزيهة لاستبعاد بعض المرشحين وسماح لجنة الانتخابات بالإنفاق المالي الكبير على الدعاية وشراء أصوات ناخبين. أما المحلل السياسي، المعتز بالله عبد الفتاح، فاعتبر المرشح الاشتراكي حمدين صباحى الحصان الأسود في الانتخابات الرئاسية، وقال إن المناظرة التي جرت بين المرشحين عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح أدت إلى انخفاض أسهم الأخير وذهاب جزء من كتلته التصويتية إلى صباحي. ورأى عبد الفتاح أن اكتساح حمدين صباحي في الإسكندرية أحد معاقل السلفيين الذين يدعمون أبو الفتوح يعني أن التيار السلفي لم يدعمه بالشكل الكافي. فيما أرجع أستاذ العلوم السياسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور حسن نافعة، تقدم شفيق إلى توجه كتل تصويتية كبيرة نحوه بشكلٍ منظم كان أبرزها الكتلة التصويتية للأقباط التي رأت أن شفيق أفضل من المرشح عمرو موسى بعدما بيَّن الأخير أنه سيتعاون مع الإسلاميين، أصحاب الأغلبية البرلمانية، حال وصوله إلى الحكم. من جهته، فسر البرلماني المستقل والمحلل السياسي، عمرو حمزاوي، تراجع فرص عبد المنعم أبو الفتوح بتأرجحه بين المرجعية الإسلامية والدولة المدنية، وتابع «أثار هذا مخاوف الطرفين الداعمَين له وهما الليبراليين والسلفيين». واعتبر حمزاوي أن صباحي سجل معدلات تصويت مرتفعة لتركيزه على العدالة الاجتماعية وانتمائه للتيار الناصري المهتم بالطبقات الأدنى من المجتمع إلى جانب التفاف قطاعات من شباب ثورة 25 يناير حوله. مؤشرات الرئاسة في مصر